العراق
25 حزيران 2024, 06:45

"هل لرجل الدين أن يأكلَ مع الذئب، ويَصيحَ مع الراعي كما يقول المثل": البطريرك ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
كتب البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان رسالة توجيهيّة لأبناء شعبه ولا سيّما للكهنة تحت عنوان "هل لرجل الدين أن يأكل مع الذئب ويصيح مع الراعي"، وأضح أنّ هذا العنوان مستوحى من مثل شعبيّ، كما جاء في موقع البطريركيّة الكلدانيّة.

 

قال البطريرك ساكو في رسالته التوجيهيّة إنّ "لرجل الدين رسالة إنسانيّة وروحيّة وأخلاقيّة سامية واضحة، لا تقبل التأويل ولا المساومة، ترتكز على إعلان كلمة الله للناس بأمانة، وبطريقة جديدة ونبرة نبويّة ليَسموا ويَرتقوا، في عالمٍ تراجعت فيه القيم والأخلاق".

وأضاف: "مهمّة رجل الدين التي من أجلها كرَّس نفسه هي التعليم الدينيّ السليم، ونُصْح الناس بالأخلاق الحميدة، وحماية السلام، والإصرار عليه دائمًا. كما من أولويّات خدمته، الإصغاء إلى حاجات الناس وتلبيتها بمحبّة، والتخفيف من وجعهم، ورفع معنوياتهم في الظروف الصعبة".

أردف البطريرك قائلًا: "نُفاجأ أحيانًا ببعض رجال الدين يستحوذ عليهم ]روح العالم[ كما يسمّيه إنجيل يوحنّا، فتخرج رسالتهم عن نطاقها، بدل التمسّك بروح الله، روح الحقّ، (يوحنّا 14/ 17)، "وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ الله (1 قور 2: 12)".  

أضاف البطريرك: "لهذا السبب أوجّه سؤالي بالتحديد إلى بعض رجال الدين، الذين لهم علاقة مباشرة مع جهة مصنّفة من الإرهاب؟ كيف يمكن أن يدعموها في مقابلات متلفزة؟ وكيف يزورون مقرّاتها، ويستقبلون مسؤوليها، ويُضفون نوعًا من الشرعيّة عليهم؟ كيف يتجرّأ أحد رجال الدين على القول"إنّهم خير من يمثّلوننا" وهو يعرف اعتداءَهم الصارخ على أهلنا ومناطقنا؟ وكيف يستلم بعض رجال الدين منهم أموالًا مسروقة من المال العامّ، أو مكتسَبة بطرق غير شرعيّة وغير أخلاقيّة؟ أليس هذا حرامًا؟

أما يطبّق على هؤلاء المثل المعروف "هل يأكل مع الذئب ويصيح مع الراعي"، بينما يحذّرنا الرسول بولس "لا تقدرون أن تشربوا كأس الربّ، وكأس الشياطين" (1كو 10/ 20-21)".

ختم البطريرك لويس ساكو رسالته قال: "هالة رجل الدين المسيحيّ ينبغي أن تنبع من التزامه بروح الإنجيل، وقواعد الأخلاق المسيحيّة، والسعي الدؤوب ليشعّ على وجهه نورُ وجهِ المسيح. هذه الروحيّة وحدَها ترسم شخصيّته وتكشفها للرعيّة، وتُعدُّ أبديّته، وليس غير ذلك. فالنور المشعّ لا يحجب و"مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ" (متّى 7: 16).  

وهذه ساعة الحقيقة!"