لبنان
18 كانون الأول 2024, 12:00

"آن الأوان لنبنيَ هذا السلام": البطريرك الراعي

تيلي لوميار/ نورسات
نظَّمَ مكتبا "راعويَّة الشبيبة" و"راعويَّة الأشخاص ذوي إعاقة" في الدائرة البطريركيَّة المارونيَّة مبادرةً ميلاديَّة، تحت عنوان: "ميلادَك نور بلادنا"، أحيتها جوقة "إسبيرانزا"Esperanza بقيادة فادي هاشم بالاشتراك مع مؤسَّسة "سيزوبيل SESOBEL" برعاية البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، البطريرك المارونيّ وحضوره، مع عددٍ من المطارنة والآباء ومكرّسين ومكرّسات، ومسؤولي الجماعات والحركات الرسوليّة والكشفيّة الكنسيّة والجمعيّات الإنسانيّة ذات الصلة ومن الشخصيّات الوطنيّة والسياسيّة والأمنيّة والإعلاميّة والاجتماعيّة والشبيبة والعائلات بخاصّة تلك التي عانت من الحرب.

 

إستُهلّت الأمسية الميلاديّة باستقبال البطريرك على وقع الأناشيد مع موسيقى الكشّاف المارونيّ. ورافق النشيد الوطنيّ اللبنانيّ دخول العلم اللبنانيّ محمولًا من الشبيبة في موكب تقدمةٍ إلى مذبح كنيسة الصرح الخارجيّة علامةً على تسليم وطننا الذي عانى ولا يزال يعاني من مخاض الصراعات كي تكون ولادة يسوع ولادة جديدة له.

تضمَّنت الأمسية تأمّلاتٍ روحيَّة ميلاديَّة مع الشبيبة، وقدّمت شبيبة بيت العناية الإلهيّة مشاركة برقصاتٍ تعبيريَّةٍ تسبيحيَّة زرعَت في قلوب الحاضرين بسمةً ورجاء. وشاركت جوقة أطفال وشبيبة مؤسَّسة "سيزوبيل" في احتفاليّةٍ ميلاديَّةٍ ختاميَّة.

بعدها، كانت كلمةٌ للآنسة داليا فريفر، منسّقة مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة البطريركيّ، شكرت فيها البطريرك على "محبّته الأبويَّة الكبيرة وبركته الدائمة التي احتضن بها المكتب منذ انطلاقته، أيّ منذ ما يقارب السنة، فهو علامةٌ فارقةٌ في الكنيسة لأنّه يُعنى براعويّة الأشخاص ذوي إعاقة ويحمل صوتهم وقضيّتهم إلى كلّ مكان كي يكون لهم مكانتهم وحضورهم الفاعل حيثما حلّوا"...

ثمَّ، كانت كلمةٌ البطريرك الراعي عبَّر فيها عن فرحه العميق بهذه الأمسية، قائلًا: "أعتقد أنَّ ما من أحدٍ تجرّأ على النظر إلى ساعته.. لروعة هذه الأمسية التي لا نريدها أن تنتهي. أنا شخصيًّا لم أنظر إلى ساعتي. في الحقيقة ما سمعناه في الكلمات  داليا فريفر وريتا مارديني كان يمجِّد الخالق وقد رفعنا إلى فوق.. لذلك نسينا أنَّنا على الأرض...أودّ أن أقول لداليا، مبروك مرور سنةٍ على حياة مكتب راعويّة الأشخاص ذوي الإعاقة. لكنَّنا نعترف لكِ أنَّنا لم نحلم يومًا بأن تَصِلي بهذا المكتب إلى ما وصلتي إليه. بالحقيقة هذا اعتراف، لأنَّ ما قمتِ به وتقومين به وستقومين به أمرٌ كبير. والليلة، رأينا إلى جانبكِ ريتا مارديني، هذا الصوت الرائع. أنتما صوتان رائعان... شكرًا لكِ لأنَّكِ ستُعرّفيننا على كلّ الأشخاص ذوي إعاقة. لكنَّكِ تُظهرينَ لنا أن الإعاقة.. وأظنّ أنَّنا يجب أن نجد تعبيرًا مختلفًا غير إعاقة لأنَّكم بمواهبكم، داليا وريتا وأطفال وشبيبة سيزوبيل خالينَ من أيّ إعاقة. نريد أن نطلق عليكم اسم "جرح من جروحات المسيح" و"تكملة لآلام المسيح"...لأنَّكم أظهرتم لنا المقدرة العظيمة التي تمتلكون. على سبيل المثال، كيف تستطع داليا وريتا حفظ وتذكّر هذه الترانيم كلّها من دون أيّ ورقة أو كتاب أو أي شيءٍ آخر... أين حفظنَ كلّ هذه الكلمات؟ في ذاكرتهنّ؟! في قلبهنَّ؟! وبالتالي، كيف يمكننا القول بأنّ هؤلاء القوم هم أصحاب إعاقة؟! ربّما نحن المعوَّقين.. لأنَّنا لا نملك قدراتهم، ولا نستطيع أن نحفظ مثلهم.. لذلك، أرى أنَّه يجب أن نطلق على أنفسنا أصحاب إعاقة وهم سليمون.

أضاف: "أريد أن أقول بكلمةٍ واحدةٍ شكرًا على الـ "هللويا" التي تخرج من صميم قلبكم، وأنتم تنشدون أناشيد الميلاد ليسوع الذي صار إنسانًا، الذي أحبَّنا، الذي هو إلهُنا معنا، الذي خلق السلام، الذي ترك لنا السلام...السلام الحقيقيّ هو السلام الذي في قلوبكم، والسلام الذي يكون في قلوب الناس أجمعين، وفي ربوع الوطن. هذه هديّة الميلاد لنا. يمكننا أن نرنّم المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام. نعم، يسوع بميلاده زرع السلام في الأرض، وسلَّمنا إيّاه كي نبني نحن بدورنا للسلام، هذا عملنا...هذا هو السلام الذي يحتاج العالم إليه....لقد شبعنا حروب، وشبعنا بغض، وشبعنا ضغينة".

وتابع: "آن الأوان لنبني هذا السلام...آن الأوان ليكون كلّ واحدٍ وواحدة منّا من جماعة المحبّة والسلام..."

أنهى البطريرك كلمته بتمنّي أعيادٍ مباركة وأن تكون سنة 2025 سنة سلامٍ حقيقيّ وسنة إعادة بناء الدولة اللبنانيّة، بدءًا بانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني...

"ولد المسيح، هللويا".