"نلتمس أن ينعم كلّ بيت وعائلة ولبنان بهذه الزيارة": البطريرك الراعي
بعد قراءة الإنجيل المقدّس، تناول الأب البطريرك في كلمته شؤونًا روحيّة متأمّلًا في الآية "قامت مريم وذهبت مسرعة إلى بيت إليصابات"(لو 1: 39-40).
قال البطريرك الراعي: "حالًا بعد بشارة الملاك لمريم، وقد أعلمَها بأنّ إليصابات نسيبتها حامل في شيخوختها وهي في شهرها السادس، سافرت مُسرعةً من الناصرة إلى بيت كارم، لتخدمَ إليصابات على مدى ثلاثة أشهر، ولكي تتأمّل معها في سرّ ما أوحى الله لهما، ولكي ترفعا معًا نشيد المجد والتسبيح لله.
تحتفل الكنيسة في هذا الأحد ليتورجيًّا، بعيد زيارة مريم إليصابات المنتظرة ولدًا، بعد أن تقدّمت بالسنّ وكانت عاقرًا، وولدها هو يوحنّا السابق والمعمّد.
عيد زيارة العذراء مريم إليصابات هو بشرى الإنجيل التي حملتها مريم لتشرك بها إليصابات، ولتخدمها طيلة ثلاثة أشهر حتّى مولد يوحنّا. وهكذا جعلت خبر الإنجيل المفرح مترجمًا في الخدمة".
تابع البطريرك الراعي عظته قال: "كتب قداسة البابا فرنسيس في الإرشاد الرسوليّ "فرح الإنجيل" (4، تشرين الثاني 2013): "فرح الإنجيل، الذي يملأ قلب جميع الذين يلتقون يسوع وحياتهم، هو فرح إرساليّ" (فقرة 1 و 21)، ويخصّ الشعب كلّه، ولا يُمكن أن يُقصى أحدٌ عنه. هذا ما أعلنه الملاك لرُعاة بيت لحم: "أبشّركم بفرح عظيم، يكون للشعب كلّه" (لو 2: 10). وهذا ما رآه يوحنّا في رؤياه: "ورأيتُ ملاكًا طائرًا في كبد السماء، ومعه الإنجيل الأبديّ ليبشّر به القاطنين في الأرض، وكلّ أمّة وقبيلة ولسان وشعب" (رؤ 14: 6). هكذا فعل الربّ يسوع وهو "يطوف المدن كلّها والقرى يُعلّم في مجامعهم، ويكرز بإنجيل الملكوت، ويشفي الشعب من كلّ مرض وكلّ علّة" (متّى 9: 35).
وكتب البابا فرنسيس: "من الحيويّ اليوم أن تخرج الكنيسة لتبشّر الجميع بالإنجيل، في كلّ مكان، وفي كلّ المناسبات، من دون تردّد ولا قنوط ولا خوف ... "الكنيسة المنطلقة" هي جماعة التلاميذ الـمُرسلين الذين يأخذون المبادرة ويلتزمون ويُرافقون ويأتون بالثمار" (فرح الإنجيل، 23 و24). رسالتهم أن يزرعوا فرح المسيح في قلوب الناس أجمعين".
بنتيجة زيارة مريم إليصابات، كانت ثمار روحيّة وافرة هي: امتلاء إليصابات والجنين يوحنّا في بطنها من الروح القدس؛ هُتاف إليصابات النبَويّ المثلّث: فهي حيّت مريم "مباركة بين النساء ومباركة ثمرة بطنها"، وحيّتها "كأمّ ربّها"؛ وعظّمت إيمانها بالقول: "طوبى لتلك التي آمنَت" (راجع لو 1: 41-45).
ختم البطريرك كلمته بطلب الصلاة قائلًا: "نلتمس أن تكون زيارة العذراء مريم إليصابات زيارةً ينعم بها كلّ بيت وعائلة ولبنان، فيجنيَ الفرح وحضور الروح القدس، له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".