لبنان
18 تشرين الأول 2024, 07:40

"نعيش في وطننا ألمًا واضطهادًا": المطران سويف في عيد مار إدنا

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل المطران يوسف سويف، راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة بالقدّاس بمناسبة عيد الشهيد إدنا، في الكنيسة التي على اسم القدّيس على تلّة أرده. عاونه الخوري جان صعب، خادم الرعيّة، والأب كليم التوني، رئيس دير ومدرسة مار جرجس عشاش، والمونسنيور سايد مرّون، النائب الأسقفيّ الخاصّ لشؤون الكهنة مع لفيف من كهنة الأبرشيّة وفعاليّات سياسيّة وتربويّة وإختياريّة وبلديّة واجتماعيّة وإعلاميّة.

 

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران سويف عظة قال فيها: "نحن مجتمعون ليس لنتذكّر تاريخًا ماضيًا ولكن حتّى نُجدّد إيماننا اليوم أمام الربّ يسوع الشهيد الأوّل، الكاهن، كاهن العهد الجديد، عظيم أحبار اعترافنا، ونشكره على محبّته ونشكره على فدائه وعلى خلاصه ونشدّد على أنّنا لا نزال مستمرّين من أيّامه، مع قوافل الشهداء الأوائل لغاية اليوم وإلى الأبد، كنيسة حيّة ممجّدة مقدّسة واحدة تشهد للربّ يسوع".

ثمّ أوجز المطران قصّة الشهيد إدنا، الجنديّ الذي كان يتبع الديانات الوثنيّة والذي، بلحظة نعمة - وهذه القصّة الحقيقيّة – في اللحظة التي نال فيها نعمة الربّ يسوع واكتشف أنّ المسؤوليّة الكبيرة في الجنديّة التي ألقيت على عاتقه، لم تعطِه أيّ فرح، ولا أيّ معنى لحياته، كيف أنّه تحوّل إلى الانتماء إلى المسيح، إلى الحياة في المسيح، واعتنق المسيحيّة وأصبح جنديًّا ليسوع المسيح، وكيف أنّه، أمام هذا الخَيَار الذي اتّخذه صار يلقى الكثير من الاضطهاد والعذاب والسخرية من قبل القيّمين آنذاك ومن الناس الذين تعرّفوا عليه جنديًّا ذا شأن كبير، فوجدوه من أتباع يسوع الذي كانوا ينظرون إليه بنوعٍ من الحقارة. وهو ارتضى هذا كلّه لأنّه اكتشف أنّه عندما تعرّف على الربّ يسوع وتعمّد، وجد السعادة الحقيقيّة. ليس هذا فحسب، بل إنّه، لأجل يسوع، ارتضى أن يُقدّم ذاته شهيدًا.

اسم "إدنا" يعني الألم وهذا ما واجهه الرجل في الحقيقة، بقطع أُذنه وباستشهاده. وقد صار إدنا شفيع الأشخاص الذين عندهم مرض في الأُذن.  

تابع المطران سويف قائلًا: "أريد أن أتوقّف وإيّاكم عند المرض الموجود اليوم في عصرنا، المرض الحقيقيّ أنّنا اليوم لا نسمع بعضنا البعض ولا نسمع صوت الله في حياتنا، من جرّاء ضوضاء العالم وأصوات كثيرة موجودة في قلب العالم تمنعنا من الاصغاء الى همسات الروح القدس في داخلنا، في حياتنا، "اليوم إذا سمعتم صوته، فلا تُقسّوا قلوبكم".  

هنيئًا للإنسان الذي، في خلال النهار تكون عنده الخلوة، والصمت، واللقاء الشخصيّ بالربّ يسوع ويسمع صوته في الكتاب المقدّس، في الصلاة العميقة، في التأمّل الذي يقوم به ومن خلاله يعود ويُجدّد علاقة الحبّ بينه وبين الربّ وهذا يجعله ثابتًا في المسيح".

أضاف المطران: "نعيش في وطننا ألمًا واضطهادًا". منذ أيّام مار إدنا لغاية اليوم، لا بل منذ أيّام الرسل لغاية اليوم، وبعناية وبتصميم إلهيّين، المسيحيّون موجودون في لبنان والشرق ومستمرّون لأجل رسالة الذي عُلّق على الصليب وانتصر على الموت بموته وبقيامته. عليه، فالأمر الأهمّ هو أن نكتشف دورنا".

ختم المطران سويف عظته قائلًا: "هذه تلّة أرده، تعود إلى ثلاثة آلاف سنة قبل المسيح. فيها آثار، فيها تاريخ عريق جدًّا وهذا يُحمّلها، ويُحمّل الأبرشيّة مسؤوليّة كبيرة جدًّا، لنكون جديّين في إيماننا، ونشكر الربّ لأنّه دعانا حتّى نكون شهودًا له، لموته وقيامته مثل هذه القوافل العظيمة من الشهداء والقدّيسين، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.