سوريا
27 أيار 2024, 13:30

"نطّل اليوم وفي يدنا نور القيامة، نضيئُه في عتمات هذا الدهر": البطريرك يوحنّا العاشر

تيلي لوميار/ نورسات
زار البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس مدينة اللاذقيّة التي دعاه إليها المتروبوليت أثناسيوسن لنوال أبرشيّته بركته البطريركيّة في عددٍ من الأحداث الراعويّة البارزة. وفي اولويّة هذه الأحداث، تكريس مذبح كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس وتدشينها. في هذا الإطار كانت للبطريرك كلمة في صلاة الشكر.

 

حيّا البطريرك الحضور أوّلًا بالتحيّة القياميّة "المسيح قام، حقًّا قام"، وقال: "من اللاذقية سلامٌ لابن اللاذقيّة المطران بولس يازجي مطران حلب، والذي كان كاهن هذه الكنيسة وخادم هذه الرعيّة في أثناء خدمته في هذه الأبرشيّة، ولأخيه المطران يوحنّا إبراهيم الشاهدَين على صليب المسيحيّة في هذا الشرق، الشاهدين في عامهما الحادي عشرَ على امتهان كرامة الإنسان المشرقيّ في الخطف المُدان والصمتِ المستنكَر واللذين تختزل حالتهما شيئًا ممّا عاناه إنسان هذه الديار من إجحافٍ وقهرٍ ومن استنسابيّة في استخدام حقوق الإنسان في بورصة المصالح الدوليّة ويا للأسف."

قال البطريرك أيضًا: "جئنا اليوم من دمشق التي وجد بولس على طريقها طريقَ هدايةٍ ودرب استنارة. جئنا وفي آذاننا رنّت كلمات السيّد له مِن على أسوار دمشق: شاول شاول لِم تضطهدني. جئنا مجدّدين للمسيح عهد شهادةٍ في هذه الأرض التي لامست أقدام رسله. جئنا لنُسمع العالم أجمع صوتَنا ومن عمق هذه الأرض التي نحبّ ونعشق: لقد آن لجلجلة سورية أن تنتهي. ارفعوا الحصار الآثم عن هذا الشعب وعن هذا البلد...نحن لم نخلق لنموت على قارعة البحار ولم نوجد لنحلم بالسفر والهجرة. كفانا تباكيًا على هجرةٍ وتهجير. كفانا تباكيًا على حماية أقليّاتٍ ومنطق أكثريّات. كمسيحيّين أصيلين في هذه الأرض، نحن مَيْرونُها وغارُها. نحن من رحابة سهول سورية ومن شموخ أرز لبنان. نحن من ثلج حرمون ومن بيّارات (مزارع الحمضيّات) فلسطين."  

وتابع البطريرك يوحنّا، قال: "نصلّي اليوم من أجل فلسطين ومن أجل غزّة التي تدفع من دماء أبنائها ضريبة التخاذل الدوليّ وضريبة التشرذم العربيّ...لفلسطين ضوعٌ عطرٌ سكبتهُ أنطاكية على لسان أحبارها البطاركة وللقدس خصوصًا عبيرٌ مميَّز فهي على حدّ تعبيرهم معراجنا جميعًا إلى رحمانيّة الله. وفيها يلتمس عباد الله مرضاة وجهه.

من اللاذقيّة، أطيب سلامٍ لأنطاكية، لأهلنا في لواء الإسكندرون الذين قاسَوا ويقاسون إلى الآن نكبة الزلزال. نحاول بشتّى الوسائل أن نكون إلى جانبهم. وهم في قلبنا. لا بل هم قلب كنيسة أنطاكية التاريخيّ الحيّ النابض إلى الآن غيرةً ومحبّةً وإيمانًا مجسِّدًا لمقولة كاتب سفر الأعمال: "وفي أنطاكية دعي التلاميذ مسيحيّين أوّلًا". ومن اللاذقيّة أيضًا سلام إلى أبنائنا كلّهم في الوطن وفي بلاد الانتشار مع بركات الرسوليْن بطرس وبولس مؤسّسَي كنيستنا الأنطاكيّة المقدّسة."

ثمّن توجّه الأب البطريرك إلى مضيفه بالقول: "بوركت يمينكم يا أبينا المطران وبورك جهدكم وتعبكم في حقل الربّ أبي الأنوار. كافأكم الله على أتعابكم في ترميم هذه الكنيسة وأجزل عليكم من معين صلاحه كي تبقوا على سدّة هذه الأبرشيّة مستنيرين ومنيرين بنعمة مَن مِن لدنْه كلّ عطيّة صالحة وكلّ موهبة كاملة."  

وختم البطريرك يوحنّا العاشر كلمته بالصلاة: "شدّدنا يا ربّ إلى دهر الداهرين واحفظ هذا البيت المقدّس وبارك الذين تعبوا حتّى يخرج إلى النور بهيًّا في موسم نورك الإلهيّ. بارك هذه الأبرشيّة واحفظها نابضةً بحبّك."