" نطلب أن تكون علاقتنا بالانسان الأخر علاقة نضج،قوامها المحبة، الإحترام": المطران يوسف سويف
بعد الانجيل المقدس، توجه المطران بالمعايدة للمحتفلين بالعيد ورافعًا الصلاة والذبيحة الإلهية على نية لبنان والمنطقة، الوطن الجريح الذي لا يزال يحمل الصليب، مع إيماننا الثابت بأن الرب معنا، لا يتركنا، "فليس عند الله أمر عسير". وأمام كل هذا النزوح والتهجير الذي عمّ كل المناطق اللبنانية نرى كيف أنّ الناس تستقبل بعضها البعض بروح الربّ، بروح المحبة، بروح السلام وبالروح اللبنانية الوطنية العميقة، وهذه من أكبر علامات نعمة الرب على هذا الوطن الحبيب الذي لا يمكن أن يموت، ولا يمكن لأحد أو لأي إيديولوجيّة، أو لأي فكر أن يأخذ لبنان إلى خارج لبنان، إلى خارج هذا الـ"ـلبنان" القداسة، لبنان المحبة، لبنان القديسين، لبنان الصلاة.
توقف المطران سويف عند فكرتين أساسيّتين، الرب يدعو الإنسان حتى يتبعه ويمشي بطريقه، للشهادة لخلاص الربّ، لمحبته وملكوته، ليكون عنده علاقة شخصيّة معه، وهذا الذي عاشه بحياته مار آسيا من خلال سماعه لنداء الرب ومن خلال إتّباعه يسوع المسيح، ومن خلال هذه العلاقة الحميمة بيسوع المسيح التي نحن علينا أن نعيشها بحياتنا اليومية والتي نحن نعيشها بحياتنا اليومية كأبناء الكنيسة، كمعمّدين، وهذا لا يحصل إلا بالسهر والتعب الروحي ويخلق شيء من النضج الروحي بعلاقتنا مع الرب، عندها العلاقة تكون راسخة، ولهذا السؤال: كيف هي علاقتي مع الرب؟ ما هي طبيعة علاقتي مع الرب؟ ما هو مستوى علاقتي مع الرب؟ إيمان ورثته أم حقيقة إيمانا شخصيّا، يقودني إلى الإلتزام بالرب وعيش إنجيله بحياتي اليومية،وأشترك بالإفخارستيا. فأصل الى النضج الروحي.
واكمل سيادته، الفكرة الثانية، أين أعيش النضج الروحي ؟ النضج الروحي الحقيقي يقود الإنسان إلى نضج إنساني، بالعلاقة الإنسانية المرتاحة مع الآخر، المساهمة بنشر السلام، بإزالة البغض والحقد وكل الخصومات.
أضاف المطران قائلًا: في هذا العيد المبارك نطلب هذه النعمة حتى تكون علاقتنا بالانسان علاقة نضج، فيها محبة، إحترام، ليس فيها الأحقاد والخصومات وكل ما يفرّق ويضعف مجتمعنا، والذي أوصل الوطن الى هذه المرحلة هو من جراء تعاطي إنساني متدنّي، هناك دائمًا هذا التكامل بين الحياة الروحية والحياة الإنسانية وهذا أساسي جدًا.
وختم المطران كلمته : نصلّي حتى وطننا الحبيب الذي يمرّ بأزمات صعبة جداً ليَعبُر إلى النضج الوطني، إلى النضج الإجتماعي، إلى النضج الإنساني حتى يبقى لبنان بلد القديسين، بلد الرسالة، بلد المحبة، وتبقى شبيبتنا تعيش الرجاء وليحفظ الرب هذه الرعية لتعيّد كل سنة بفرح الرب وليُعطينا الربّ سلامه له المجد إلى الأبد آمين.