"نضرع إلى الله أن يعود إلى لبنان الأمن والسلام، مع الطمأنينة والاستقرار": البطريرك يونان
بعد الإنجيل المقدّس، قال البطريرك "اليوم هو أحد تقديس البيعة، والأحد الأوّل من الآحاد الثمانية التي تسبق عيد الميلاد. تقديس البيعة، كلمة تذكّرنا بأنّ الكنيسة هي مقدّسة. نعم، الكنيسة هي مكان معيَّن يلتقي فيه المؤمنون للصلاة، أمّا تقديس البيعة فيعني أنّ الجماعة المسيحيّة هي مقدّسة، لماذا؟ لأنّ الربّ يسوع هو الذي أسّس هذه الجماعة، وهو الذي طلب من أعضائها أن يكونوا أولادًا لها، لهذه البيعة المنتشرة في العالم. لذلك، عندما نحتفل بتقديس البيعة، نتذكّر أنّنا كلّنا مدعوّون إلى القداسة من خلال عيش دعوتنا المسيحيّة كما يرضي قلب الربّ".
ولفت البطريرك إلى أنّنا "استمعنا إلى نصّ الرسالة إلى العبرانيّين، وهذه الرسالة كانت موجَّهة إلى أبناء العهد القديم، إلى اليهود، حيث يذكّرهم الكاتب بأنّ الربّ الإله قطع عهدًا مع شعبه أن يحفظه ويحميه ويجعله قريبًا منه بالتقوى والقداسة أكثر فأكثر. ومقطع الإنجيل يعلن بطرس، أحد الإثني عشر، بوحيٍ من الله، أنّ هذا الشخص، يسوع، الذي يسمّونه معلّمًا، هو ابن الله المتجسّد، وهو المسيح المنتظَر. ويسوع يؤكّد له بأنّ هذا الإقرار والاعتراف ليسا من بطرس كإنسان، لكنّ الآب السماويّ هو الذي ألهمه إيّاه. وهكذا فالإعلان هو أنّ المولود من مريم العذراء في بيت لحم هو حقيقةً ابن الله الذي جاء ليخلّصنا، لأنّ المسيح المنتظَر لدى العبرانيّين هو المُرسَل من الله، والذي سيخلّص شعب".
ذكّر البطريرك بأنّ "الكنيسة في العالم تمرّ بصعوبات كثيرة، كما هو واقع الحال اليوم في بلادنا في الشرق، كما حصل منذ 14 سنة في كنيسة سيّدة النجاة في بغداد-العراق..."، وأكّد أنْ "لدينا صعوبات من الخارج، ونعرف ذلك جيّدًا، فاضطهاد المسيحيّين مستمرّ... لكنّ الصعوبات هي أيضًا من الداخل، حيث وسائل التواصل الاجتماعيّ الحديثة التي تجعل البعض يقعون في هذه التجربة أو وتلك، حتّى من بين المؤمنين، وأحيانًا من الإكليروس أيضًا، فيبدأون بتناقُل الأخبار السلبيّة، وفي بعض الأحيان يتخاصمون على وسائل التواصل، ما يخلق نوعًا من البلبلة والشكوك".
كما شدّد البطريرك يونان على أنْ "نحن إذًا أمام تحدّيات كبيرة، نسأل الربّ يسوع أن يكمّل وعوده لكنيسته بأن يبقى معها لمواجهة الشرور التي تجابهها في العالم، لأنّها هي عروس الروح القدس، وقد أسّسها على الصخرة، بطرس، الذي استشهد هو وبولس في روما، حيث أسّس بطرس كرسيه الثاني، بعدما أسّس كرسي أنطاكية، لينتقل بعدها إلى روما ويستشهد صلبًا مثل معلّمه الإلهيّ".
وختم البطريرك عظته ضارعًا "إلى الربّ يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، أن يحمي لبنان وشعبه، لا سيّما الذين يتعذّبون بالنزوح والتهجير، وكذلك الثكالى، والأيتام، بسبب الحرب التي لا معنى لها، والتي يجب أن تنتهي على الفور، ويعود إلى لبنان الأمن والسلام، وإلى شعبه الطمأنينة والاستقرار، كي يستطيع اللبنانيّون جميعهم أن يتلاقوا بالإيخاء الصحيح، وبروح المواطنة الحقيقيّة، ليكمّلوا مشروع بناء لبنان المدنيّ، حيث يتساوى الجميع، وتُصان الحرّيّات الحقيقيّة ".