دينيّة
14 كانون الأول 2016, 09:47

"نشرة الابرشية" بحسب الطقس البيزنطي

( اعداد الاب جورج شرايحه / الأحد ١٨ كانون الأول ٢٠١٦ العدد 2 ( أحد النسبة


كلمة العدد

الدعوة عامة والنعمة خاصة.

تحتفل الكنيسة هذا الاحد بكل الرجال الذين عاشوا قبل السيد المسيح على الرجاء ساهرين بالانتظار،عندما يذكر الكتاب المقدس اسمائهم انما من باب التأكيد على ان البشرية كلها كانت منذ القدم تنتظر مجيء المخلص الفادي ملك الارض كلها ونحن قبيل عيد الميلاد اي قبل اعادة ذكرى تمام الخلاص الذي اعده الله للعالم اجمعين نعود مع القديس بولس ونذكرهم بالاسماء وكل واحد فيهم انما له قصته بالتاريخ النبوي الكبير عبر عصور ومراحل التكوين الروحي واستعداد النفوس حتى ملء الزمان الذي ولد فيه الرب يسوع المسيح .

تنبيه هام : وردة الاية التالية في انجيل اليوم وجب شرحها

ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر

 

لغويا(البكر) معناه أول مولود حتى لو لم يعقبه آخرون كالابن الوحيد. والآب السماوي يدعو أبنه البكر مع أنه الوحيد:كلمنا أخيراً في هذه الايام في الأبن

 

الذي جعله وارثا لكل الاشياء وبه أنشأ الدهور"(عبرا 1: 2)؛ "وحين يدخل البكر الى المسكونة ثانية يقول: ولتسجد له جميع ملائكة الله"(عبرا 1: 6)؛لأنه هكذا أحب الله العالم حتى إنه بذل إبنه الوحيد "يوحنا 3: 16).

 

إذن: الأول هو البكر، والبكر هو الأول ولو كان وحيدا ولالزوم لمجيء الثاني حتى أن الأول هو البكر:"وكلم الرب موسى وقال :قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس والبهائم، إنه لي"(خروج 13: 1-2).

 

وهل على موسى أن ينتظر المرأة حتى تلد الولد الثاني حتى يقدس البكر الأول ويقدمه للهيكل ؟

 

وهنالك شهادة بالغة الدارجة حتى يومنا إذ يقولون مثلا ماتت فلانة في بكرها

 

الاب جورج شرايحه

 

 

الاناشيد: بعد دورة الانجيل

نشيد القيامة (اللحن الرابع )إن تلميذاتِ الربْ، عرفنَ من الملاكِ بُشرى القيامةِ البهيجة، وإلغاء القضاءَ على الجدين، وقلنَ للرسل مفتخراتٍ: لقد سُلبَ الموت، ونهضَ المسيحُ الإله، واهباً للعالم عظيمَ الرحمة.

نشيد للتقدمة العيد (اللحن الرابع): استعدي يا بيت لحم فقد انفتحت عدن للجميع. وتأهبي يا افراثا، فان عود الحياة قد نبت في المغارة من البتول، وبطنها ظهر فردوساً عقلياً، فيه الغرسة الالهية التي اذا اكلنا منها نحيا ولا نموت مثل آدم. المسيح يولد ليقيم الصورة التي سقطت قديماً.

 

نشيد الآباء (على اللحن الثاني): ما اعظم مفاعيل الإيمان الباهرة، فيه كان التلاميذ الفتية القديسون يبتهجون في ينبوع اللهيب كأنهم على ماء الراحة. ودانيال النبي بات يرعى الأسود كالغنم. فبتضرعاتهم أيها المسيح الإله، خلص نفوسنا.

نشيد شفيع الكنيسة

 

نشيد الختام (القنداق)/ تقدمة الميلاد (على اللحن الثالث): اليوم العذراء تأتي إلى المغارة، لتلد الكلمة الكائن قبل الدهور. ولادة يعجز بيانها. فاطربي أيتها المسكونة إذا سمعت. ومجدي مع الملائكة والرعاة، من شاء أن يظهر طفلاً جديداً، وهو الإله الذي قبل الدهور.

 

الرسالة: عبرانيين ١١: ٩-١٠ و٣٢-٤٠

يا إخوة بالإيمان نزل إبراهيم في أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وسكن في خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه، لأنه انتظر المدينة ذات الأسس التي الله صانعها وبارئها. وماذا أقول أيضا؟ انه يضيق بي الوقت إن أخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان هزموا الممالك وعملوا البر ونالوا المواعد وسدّوا أفواه الأسود وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف وتقووا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهن بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف وساحوا في جلود غنم ومَعز وهم مُعوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بالإيمان، لم ينالوا المواعد، لأن الله سبق فنظر لنا شيئا أفضل أن لا يَكمُلوا بدوننا.

 

الإنجيل: متى ١: ١-٢٥

كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم. فإبراهيم ولد إسحق وإسحق ولد يعقوب ويعقوب ولد يهوذا وإخوته، ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار، وفارص ولد حصرون وحصرون ولد أرام وأرام ولد عميناداب وعميناداب ولد نحشون ونحشون ولـد سلمون وسلمون ولد بوعز من راحاب وبوعز ولد عوبيد من راعوث وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الملك. وداود الملك ولد سليمان من التي كانت لأُريّا وسليمان ولد رحبعام ورحبعام ولد أبيّا وأبيّا ولد آسا وآسا ولد يوشافاط ويوشافاط ولد يورام ويورام ولد عُزّيّا وعُزّيا ولد يوتام ويوتام ولد آحاز وآحاز ولد حزقيّا وحزقيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون وآمون ولد يوشيّا ويوشيّا ولد يَكُنْيا وإخوته في جلاء بابل. ومن بعد جلاء بابل يَكُنْيا ولد شألتئيل وشألتئيل ولد زَرُبابل وزَرُبابل ولد أبيهود وأبيهود ولد ألياقيم وألياقيم ولد عازور وعازور ولد صادوق وصادوق ولد آخيم وآخيم ولد ألِيهود وألِيهود ولد ألِعازار وألِعازر ولد متّان ومتان ولد يعقوب ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح. فكل الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلا، ومن داود إلى جلاء بابل أربعة عشر جيلا، ومن جلاء بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلا. اما مولد يسوع المسيح فكان هكذا: لما خُطبت مريم أُمه ليوسف، وُجدت من قبل أن يجتمعا حُبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسف رجلها صدّيقا ولم يُرِد ان يُشْهِرها، همّ بتخليتها سرّا. وفيما هو مفتكر في ذلك إذا بملاك الرب ظهر له في الحُلم قائلا: يا يوسف ابن داود، لا تخف ان تأخذ امرأتك مريم، فإن المولود فيها إنما هو من الروح القدس. وستلد ابنا فتسمّيه يسوع، فإنه هو يخلّص شعبه من خطاياهم (وكان هذا كله ليتمّ ما قيل من الرب بالنبي القائل: ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا). فلما نهض يوسف من النوم، صنع كما أمره ملاك الرب، فأخذ امرأته ولم يعرفها حتى وَلدت ابنها البكر وسمّاه يسوع.

 

بالإيمان شهدوا واستشهدوا

نسمع في الرسالة التي تتلى علينا اليوم، يوم أحد النسبة، الكثير من الأسماء التي عاش أصحابها في العهد القديم. ليس صدفة أن تختار الكنيسة هذه القراءة من رسالة القدّيس بولس إلى العبرانيّين قبيل عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالجسد. فأصحاب هذه الأسماء كانوا ينتظرون الخلاص الآتي الموعودون به من لدن الربّ، وقد تمّ هذا الخلاص بمجيء الربّ يسوع وصلبه وقيامته. كما تجدر الإشارة إلى بداية الإصحاح المستلّة منه هذه القراءة حيث يؤكّد الرسول بولس: «وأمّا الإيمان فهو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى» (عبرانيّين ١١: ١). وليس ذكر الأسماء بعد هذه الآية سوى أمثلة حيّة ضربها بولس لكي يؤكّد على أهمّيّة الإيمان من أجل نيل الخلاص الآتي بالربّ يسوع الفادي.

لم يتناول الرسول بولس كامل سيرة الاشخاص الواردة أسماؤهم في الرسالة بل شدّد على أهمّيّة تمسّكهم بالإيمان وعدم تخلّيهم عنه، على الرغم من كلّ ما قاسوه من اضطهادات وتعذيبات وقتل ونفي وسجن. ما الإيمان الذي يتحدّث عنه بولس هنا؟ كأنّ بولس يريدنا أن ندرك إنّ الإيمان الحقيقيّ هو أن يظلّ المرء مؤمنًا حتّى عندما تسير الأمور على غير ما يوافقه. فكلّ الذين ذُكروا في الرسالة لم يعاينوا مجيء الربّ، وكابدوا الآلام واستشهدوا، لكنّهم ظلّوا مصدّقين وواثقين بأنّ الوعد الذي تلقّوه من الله سوف يتحقّق. هم لم يروا بأمّ عينهم البشريّة الوعد مكتملاً، ومع ذلك ثبتوا على الإيمان بأنّ الربّ أمين على كلمته ووعده، وبأنّه لن يخلف لهم الوعد.

يؤكّد القدّيس أفرام السريانيّ (+٣٧٣) على أنّ الغاية من ذكر الأسماء هي فقط التشديد على أهمّيّة الإيمان لدى هؤلاء في ما قاموا به من أفعال، فيقول: «كي لا يورد بولس كلّ التفاصيل في استعراضه أعمال الإيمان، كفّ عن سرد أخبار هؤلاء الآباء الأوائل، وعن تعداد أفعالهم الباهرة. إلاّ أنّه لم يغفل حالات اخرى أوردها باقتضاب. جدعون الذي هزم بإيمانه عشرة آلاف من المديانيّين بثلاثة آلاف جندي، وباراق الذي هزم بإيمانه جنود سيسرا، وشمشون الذي أهلك بإيمانه الف رجل، ويفتاح الذي هزم بإيمانه اثنتين وعشرين مدينة لأبناء العمّونيّين، وداود الذي هزم جوليات وقتله متسلّحًا بإيمانه، والأنبياء الآخرين الذين أخضعوا بالإيمان الممالك (بالنبوءة لا بحدّ السيف)، وأقاموا العدل بعد أن أنزلوا العقوبات بالأشرار، وسدّوا أفواه الأسود (كما في قصّة دانيال النبيّ)، وأخمدوا لهيب النار (كما في بيت حنانيا)، ونجوا من حدّ السيف (كأولئك الذين حاول الكلدانيّون أن يقتلوهم مع الرجال الحكماء في بابل)... وقاسى آخرون الهزء والجلد كأليشع، والقيود والسجن كإرميا وميخا. رُجموا كموسى، ونُشروا كزخريّا وإشعيا، وجُرّبوا بتجارب شتّى كأيّوب، وقُتلوا بحدّ السيف كميخا ويوحنّا. وتشرّدوا لابسين جلود الغنم والماعز كإيليّا وأليشع، محرومين مقهورين مظلومين، ولم يستحقّهم العالم»... أمّا الخلاصة فهي وفق أفرام: «ضيقاتهم العظيمة تشهد للجميع على أنّهم حافظوا على الإيمان، ولم ينالوا ما وعد الله به».

يمتدح القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+٤٠٧) أبرار العهد القديم الذي حافظوا على الإيمان في أشدّ الظروف صعوبة، فيقول: «أمّا الذين قُتلوا، وإيمانهم كان قويًّا حتّى الموت، فيرمزون إلى ما سيأتي. إنّ للإيمان ميزتين: إنّه يأتي بالعظائم، ولا يقيم للآلام وزنًا». أمّا العبرة من هذه الروايات فيوجزها الذهبيّ الفم بقوله: «هذه الأمثلة تعزّيك وتصبّرك عندما ينتابك الأسى من هذا السبب؛ فلو ذكرتَ أمرًا أشدّ قساوة، فهذا لا يكفي، إلاّ إذا أتى الأمر من السبب نفسه». وفي السياق ذاته يقول القدّيس إقليمس الرومانيّ (+١٠١): «إذا كان الربّ قد تواضع إلى هذا الحدّ، فماذا عسانا أن نفعل نحن الذين نخضع لنير نعمته؟ فلنقتدِ كذلك بالذين كانوا يلبسون جلود الغنم والماعز مبشّرين بمجيء المسيح، أي بإيليّا وأليشع وحزقيال والأنبياء وجميع الشهداء».

في خاتمة الرسالة يقول الرسول بولس: «فهؤلاء كلّهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا المواعد، لأنّ الله سبق فنظر لنا شيئًا أفضل أن لا يكملوا بدوننا» (عبرانيّين ١١: ٤٠). لذلك يتساءل القدّيس الذهبيّ الفم: «ما هو ثواب رجاء عظيم كهذا؟ ما هو الجزاء؟» وهو نفسه يجيب قائلاً: «إنّهم لم يتلقّوا جزاءهم بعد، بل ما يزالون ينتظرونه، فيموتون من شدّة الضيق. انتصروا قبل تلك العصور، إلاّ أنّهم لم يفوزوا بالمكافأة بعد... لقد حدّد زمنًا واحدًا لتتويج الجميع... إذا كنّا جسدًا واحدًا، فالسرور يصبح أعظم عندما يتوّج هذا الجسد الواحد كاملاً. إنّه لفرح عظيم أن نمجَّد كلّنا معًا». ويرى أوريجنّس الإسكندريّ (+٢٣٥) أنّ إبراهيم وإسحق ويعقوب والأنبياء ينتظروننا «لننال معهم البركة الكاملة. لهذا السبب يُحفظ سرّ الدينونة المؤجَّلة إلى اليوم الأخر».

لا ريب في أنّ الكنيسة رأت في ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالجسد بدء تحقّق المواعد. فبالتجسّد قد أتى الفرح لكلّ العالم منذ آدم إلى اليوم الأخير. لذلك تهلّل أبرار العهد القديم والأنبياء وفرحوا لاكتمال سرّ التدبير الإلهيّ لخلاصهم ولخلاص البشر، وتاليًا لانتهاء زمن الانتظار الذي كانوا يعيشونه للانتقال إلى المشاركة في الفرح الأبديّ.

 

القديس إغناطيوس الأنطاكيّ

نُعيّد في ٢٠ كانون الأول للقديس إغناطيوس الذي كان أُسقفًا على أنطاكية في القرن الأول واستُشهد في روما سنة ١٠٧. يقول التقليد انه عرف الرسل وتتلمذ، مع القديس بوليكاربوس، على القديس يوحنا الحبيب. في طريقه إلى الشهادة في روما، كتب رسائل إلى بعض الكنائس لا تزال محفوظة في كتاب «الآباء الرسوليون». اخترنا لكم بعضًا من رسالته إلى صديقه بوليكاربوس أُسقف إزمير:

«.. أرجوك بالنعمة التي تتوشّحها أن تُسرع الجري لتحضّ الجميع ليصيروا مُخلّصين. برّر سموّك بنشاطك الجمّ جسديا وروحيا، واهتمّ بالوحدة التي تسمو على كل الخيرات. احتمل الجميع كاحتمال الرب لك واحملهم بمحبة كما تفعل. اشغل وقتك في الصلوات الدائمة. زد حكمتك حكمة، واسهر بروح لا تعرف الرقاد. خاطب كل واحد على حدة ليتخلّق بأخلاق الله... لن يكون لك فضل اذا أَحببت التلامذة الصالحين. روّض الأشرار وأَخضعهم بالوداعة... لا تُهمل الأرامل. إنك مدعوّ، بعد المخلّص، إلى الاعتناء بهنّ. لا شيء يجب أن يتمّ بدونك كما أنك لا تفعل شيئا بدون الله. كن ثابتًا. لتكن الاجتماعات متواصلة، ادعُ الجميع بأسمائهم. لا تحتقر العبيد، لا رجالا ولا نساء، وعلى هؤلاء ألا يتكبّروا. عليهم أن يعملوا بجدّ لمجد الله حتى يحصلوا من الله على حرية أفضل. لا يحاولوا ان يتحرروا على حساب الرعية حتى لا يجدوا أنفسهم عبيدًا لرغباتهم».

 

انتهت النشرة الى اللقاء في العدد القادم .