لبنان
22 تشرين الثاني 2024, 11:20

"نسأل الله الرجاء والسلام للبنان، وتوحيد إرادة اللبنانيّين الوطنيّة وايمانهم بوطنهم": البطريرك الراعي

إعتبر البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ مناسبة الاستقلال هي محطّة للتأكيد أنّ اللبنانيّين "أقوى من الحروب كلّها" في كلمة له من المقرّ البطريركيّ-بكركي.

 

"نحن في عيد الاستقلال وفي القلب غصّة على ما يصيب لبنان من ويلات الحرب والطغيان يوازيها غصّة أخرى على غياب رأس الدولة للسنة الثالثة والإمعانِ في استغيابه واستمرارِ الفوضى في ممارسة السلطة وعمل المؤسّسات.

نسأل الله الرجاء والسلام للبنان، وتوحيد إرادة اللبنانيّين الوطنيّة وايمانهم بوطنهم. فتوحيد إرادتهم وسيلة فعّالة لمواجهة المأساة الوطنيّة التي نعيش، مأساة القتل، والحرب والتدمير والتشرّد والنزوح.

بالرجاء نواجه أسباب اليأس والضيق، وبالتشجيع نكمل مسيرتنا معًا، وبتوحيد الإرادة نجدّد ميثاقنا الوطنيّ، وعيشنا الواحد، ونقوى على التحدّيات كلّها. لبنان لا يقوم إلّا بهذه الإرادة الواحدة المشتركة، والاستقلال هو ثمرة هذه الإرادة، ولا ديمومة له إذا ما تراخت أو انحلّت.

لبنان المستقل هو لبنان الواحد الموحّد على رسالة حضاريّة إنسانيّة، تؤكّد أنّه مختبر لقاء الثقافات والأديان، ومكان الحوار الإنسانيّ الواسع، بفضل حياده الإيجابيّ الناشط. لم يكن لبنان يومًا إلّا كذلك، وعلى اللبنانيّين جميعًا التمسّك بهذه الخصوصيّة، التي ميّزتهم وميّزت وطنهم على مستوى المنطقة والعالم. إنّهم مدعوّون، في مناسبة عيد الاستقلال المصبوغ أكثر بدماء الشهادة هذه السنة، إلى تجديد ثقتهم بهذا الوطن الفريد، وببعضهم البعض مهما اختلفت الآراء وكبرت التباينات السياسيّة والطائفيّة، إنّهم لبعضهم وكلّهم للبنان الذي يحتاج إليهم.

مناسبة الاستقلال هي محطّة للتأكيد أنّ اللبنانيّين أقوى من الحروب كلّها، وأنّهم أكثر تجذّرًا بأرضهم وأكثر رسوخًا وتعلّقًا بوطنهم، وأكثر تمسّكًا بوحدتهم ضمانة مستقبلهم. نصلّي كي تزهر دماء الشهداء استقلالًا حقيقيًّا ناجزًا تحصّنه دولةُ القانون والمؤسّسات، على رأسها رئيسٌ للجمهوريّة يعمل على تعميق الوحدة وإعادة البناء والإعمارواستعادة الثقة الداخليّة والخارجيّة وإطلاق ورشة الإصلاح والنهوض. ونسأل الله أن يزرع في نفوس اللبنانيّين جميعهم روح الرجاء والأمل وإرادة التضامن والوحدة".