"نسأل الله أن يعيد إلينا الرجاء الحقيقيّ، كي نبقى راسخين في أرضنا": البطريرك يونان
ألقى البطريرك يونان كلمة بعد القراءات وبالطبع أتت قراءة الإنجيل لتذكّرنا بزيارة العذراء مريم نسيبتها إليصابات مع ما في هذا الحدث من غنىً عميق الغور.
نتناول الأمور الأخرى التي تطرّق إليها البطريرك يونان.
أوّلًا أسف جدًّا على ما آلت إليه فرنسا التي صارت علمانيّة بشكلٍ مخيف وأخبر عن ورشة العمل التي شارك فيها وعن احتفالهم بالقدّاس في كنيسة ضمن قريةٍ قريبة جميلة إنّما مقفلة وخالية من الصلوات...
ثمّ انتقل إلى الوضع "الصعب والمؤلم حقًّا، لا بل الكارثيّ، لجهة ما حصل في لبنان على مدى أكثر من شهرين من حرب ضارية، وما يجري في سورية حاليًّا، ولا سيّما في حلب ومحيطها. لسنا فقط حزانى، بل نحن منذهلون وقلوبنا مُدماة بهذه الأخبار الكارثيّة..."
"ما يحصل الآن في سورية، وهو غير مفهوم ومخيف، لأنّنا لسنا أمام حرب أو نزاع بين فريقين أو جيشين لدولتين يتبادلان القصف، لكن هي ميليشيات غزت حلب بطريقة مفاجئة، ولا نعلم ماذا سيحدث لإخوتنا وأخواتنا هناك، وخصوصًا للمسيحيّين الذين عادوا إلى حلب كي يُعيدوا بناء مدينتهم وبلدهم. وها هم الآن والخوف يتملّكهم، وماذا سيكون مصيرهم، لا أحد يعلم! علينا أن نجدّد على الدوام رجاءنا بالربّ يسوع الذي وعد كنيسته أنّه سيبقى معها حتّى نهاية الأزمنة".
أضاف البطريرك قائلًا: "اتّصلنا مرارًا بأخينا المطران مار ديونوسيوس أنطوان شهدا في حلب، ونحن على تواصل دائم معه، كي نستعلم منهم عن أخبارهم وأخبار المؤمنين والإكليروس والأساقفة جميعهم من الكنائس الشقيقة في حلب...أكّد المطران شهدا أنّنا "نحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى إعادة تجديد رجائنا بالربّ، وهذا ما استمعنا إليه للتوّ من الرسالة إلى العبرانيّين، والموجَّهة إلى اليهود لتذكيرهم أنّ الربّ كان منذ البداية مهتمًّا بمصير شعبه الذي كان يعيش الإيمان. وقد ذكر كاتب الرسالة عددًا من شخصيّات العهد القديم، مثل إبراهيم الذي وضع إيمانه وثقته بكلام الرب، فخرج من أرضه من دون أن يعلم إلى أين يتّجه، لكنّ إيمانه كان قويًّا. وهو رجا فوق كلّ رجاء...".
ثمّ ذكّر البطريرك يونان أولاد الرعيّة باليوبيل المئويّ المقبل لتأسيس رعيّة مار أفرام في العاصمة الفرنسيّة في أيلول 1925 وهي الرعيّة الأقدم للكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة في بلاد الانتشار...".
وختم مشدّدًا على أنْ "ليس لنا إلّا الصلاة والرجاء، نصلّي إلى الربّ يسوع، طالبين على الأخصّ شفاعة أمّنا مريم العذراء، شفيعتنا وحاميتنا، أن يعيد إلينا الرجاء الحقيقيّ، كي نبقى راسخين في أرضنا في الشرق".