لبنان
24 أيلول 2024, 10:20

"نحن نريد تعاليم المسيح المتجسّد واضحة والإنسان هو صورة الله": المطران حنّا رحمه

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل المطران حنّا رحمه، راعي أبرشيّة بعلبك ودير الأحمر المارونيّة بالقدّاس السنويّ لإقليم كاريتاس في كنيسة مار يوسف في بلدة دير الأحمر، عاونه فيه الأب ميشال عبّود، رئيس رابطة كاريتاس-لبنان بحضور فاعليّات نيابيّة وبلديّة وأعضاء مكتب الإقليم، وشبيبة كاريتاس وحشد من الجمعيّات والمؤمنين.

 

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران رحمه عظة، قال فيها: "نحن اليوم في زمن الصليب، الذي تتحدّث فيه القراءات عن زمن النهاية بعدما حمل المسيح صليبه وافتدى البشر أجمعين، وهو البريء، ألصقوا به التهم كلّها وآذوه الأذى كلّه، ولكن بصليبه المقدّس وفدائه، خلّص البشريّة. واليوم، بإمكان البشر كلّهم الخلاص بدم المسيح، بتجسّده، وصلبه وقيامته".  

ثمّ روى المطران كيف أنّ تلاميذ يسوع، افتخروا، أمامه، بروعة هيكل أورشليم، لكنّ يسوع ردّ عليهم بأنّ ذاك الهيكل سينقض ولن يبقى فيه حجر على حجر، وهذا تمّ سنة 70 م.  

علّق المطران على هذا قائلًا إنّ كلام يسوع صدمهم لأنّ هيكل أورشليم كان مرجع اليهود...  

"تلاميذ المسيح الذين أمضوا معه 3 سنوات، شكّكوا به وعاتبوه...فأجابهم بأنّ ذاك البناء وذاك المفهوم وتلك الدنيا القديمة انتهت، في العهد الجديد الإنسان هو هيكل الله".

واعتبر أنّ "اليهود آمنوا أنّهم شعب الله المختار، لكنّهم انحرفوا عن عبادة الله الحقيقيّة... وقال: أريد رحمة لا ذبيحة، يعني أنت كإنسان أريد طيبتك ولا أريد أن تقدّم لي الأضاحي والقرابين. مع المسيح أصبح الإنسان هو الذبيحة الحقيقيّة، هو هيكل الروح القدس، ونحن نكرّس الإنسان ككلّ لعمل الخير للشهادة ليكون صورة حقيقيّة عن المسيح".

أضاف المطران رحمه أنّ المسيح ركّز لنا على الذبيحة البشريّة، أي أن يقدّم الإنسان ذاته، أي يكرّس عواطفه وفكره وقلبه وروحه وجهده كلّه ليكون نسمة خير في هذا الكون".  

وأعلن رحمه: "نحن نريد تعاليم المسيح المتجسّد واضحة، الإنسان هو مركز كلّ شيء... والذي يلتقي مع المسيح ويتمسّك بتعاليمه لا يهتمّ للشرور الطبيعيّة أو البشريّة، إذا كنت مع المسيح، فأنت أقوى من كلّ مخاطر الكون، ومن يصبر إلى النهايه يصل".

ورأى المطران أنّ "المسيح يعطي الأمل والرجاء، وهناك الكثير من الشعوب لم تتعرّف بعد إلى الإنجيل، ولكنّنا نحن اليوم في عصر من أخطر العصور، وفي الوقت عينه من أسهل العصور لنشر تعاليم الإنجيل بين البشر، ولقد أصبح الإنجيل بفضل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعيّ بمتناول الناس أجمعين، لذا فإنّ نور المسيح سيشعّ على البشريّة، وبالتالي على هذه الأخيرة أن تختار بين الظلم والمفاهيم الملتوية من جهة، والتعليم الصحيح الذي يعكس حقيقة الله وحقيقه الإنسان والوجود، من جهةٍ أخرى".  

كما لفت المطران رحمه إلى أنّ "كلمة كاريتاس تعني المحبّة، ويوحنّا الرسول قال لنا الله محبّة، أي أنّ عمل كاريتاس هو عمل الله على الأرض. "نحن مع كاريتاس، من هنا أبرشيّتنا عيّنت نائب المطران المونسنيور كيروز رئيسًا للإقليم، هذا يعني أنّنا على علم بأهمّيّة هذا العمل، بخاصّة في هذه الظروف الصعبة... ولا يقتصر عمل كاريتاس على تقديم المساعدات الطبّيّة والماليّة والعينيّة إلى المحتاجين، ولكنّها تقدّم أيضًا المساعدات الفكريّة الإيمانيّة... ولدينا أيضًا مركز تصنيع زراعيّ في دير الأحمر عمله مهمّ جدًّا لمنطقتنا".

وختم المطران رحمه مؤكّدًا أنّ"كاريتاس هي حاجةٌ للإنسان...وهي لكلّ إنسان محتاج من دون أي تمييز".