لبنان
15 آب 2024, 05:30

"نحن في أمسّ الحاجة إلى روحانيّة قنّوبين في مواجهة التحدّيات المعاصرة": البطريرك الراعي

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق بقدّاس عيد السيّدة وذلك في دير سيّدة قنّوبين، عاونه فيه النائب البطريركيّ العامّ وعدد من الآباء الكهنة وشاركت فيه فاعليّات من المنطقة وحشد من المؤمنين.

 

ألقى البطريرك الراعي بعد الإنجيل، عظة تحدّث فيها عن "حياة الطوباويّ البطريرك الدويهي في وادي قنّوبين، وانتقاله منه إلى كسروان ومآثره وبنائه الكنائس".

ثمّ تحدّث عن "العظائم الخمس التي أجراها الله في مريم منذ ولادتها معصومة من الخطيئة، حتّى انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء، مرورًا بمشاركتها ابنَها يسوع في عجائبه وآلامه"، وقال: "نلتمس شفاعة مريم العذراء، نلتمس منها حماية لبنان، وكلّنا ثقة بأنّ سيدة لبنان لن تتخلّى عنه. كلّنا ثقة بأنّ الطوباويّ الجديد والقدّيسين العشرة الذين سبقوه لن يتركوا لبنان، ولكنْ، هذه دعوة لنا لنعيش إيماننا المسيحيّ بإخلاص، وبالنعمة، كما يريد الله".

ثمّ توجّه البطريرك الراعي بالتحيّة إلى الرئيسة العامّة للراهبات الأنطونيّات، والراهبات اللواتي يعشن صيفًا وشتاءً في دير سيّدة قنّوبين وقد أعدنَ إليه الحياة ليبقى مقرّ تقوى وقداسة، وأعدْنَ إلى البطاركة الذين عاشوا فيه مجدهم، وبخاصّة البطريرك الطوباوي إسطفان الدويهي الذي عاش مجده فيه وحيّا مختار المنطقة وأمل أن تؤهّل طريق بلدة قنّوبين وتعود الحياة إليها.  

في ختام العظة قال البطريرك الراعي"لنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات إلى الله، لكي، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سلطانة الانتقال، يجعلنا شبيهين بفضائلها، وأن يوقف حرب الجنوب، ويُحلَّ سلامه العادل والشامل والدائم في الجنوب اللبنانيّ، وفي غزّة، ويُلهم معرقلي انتخاب رئيس للجمهوريّة القيام بهذا الواجب الوطنيّ المشرّف. فنرفع لله المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين".

 

من بعد القدّاس، كانت محطّات دينيّة فنيّة أعّدتها جماعة الراهبات الأنطونيّات في الدير برئاسة الأخت جانيت فنيانوس تناولت حدث تطويب البطريرك إسطفان الدويهي.

ثم أعلن جورج عرب، أمين النشر والإعلام في رابطة قنّويبن للرسالة والتراث مبادرة الرابطة إلى إعلان "سنة الطوباويّ الدويهي الثقافيّة"، التي تتضمّن سلسلة محطّات روحيّة ثقافيّة تتناول سيرة حياة الطوباويّ ودوره التاريخيّ وآثاره الفكريّة: رسیتال، فیلم، إصدارات كتابيّة، معرض صور ورسم، ثمّ تتوّج السلسلة باحتفال تمنح فيه "جائزة الطوباويّ البطريرك إسطفان الدويهي الثقافيّة".

تخصّص التقديرات السنويّة أي الجائزة لأفضل ثلاثة أبحاث متعلّقة بإرث الدويهي الروحيّ والثقافيّ، على أن يتضمّن كلّ بحث معطيات علميّة جديدة غير منشورة.

يتمّ تنسيق أنشطة هذه السنة مع مؤسّسة الطوباويّ الدويهي ومع الجامعة الأميركيّة للتكنولوجيا  A.U.Tالتي أقامت، مع رابطة قنّوبين للرسالة والتراث، مركز الدراسات والأبحاث " إشراق" في بيت الذاكرة والإعلام في موقع حديقة البطاركة، التي أقامتها الجامعة سنة 2004.

أبرز عناوين الأبحاث:

1-الطوباويّ البطريرك إسطفان الدويهي القاضي.

2-علاقة الدويهي بمشايخ آل حمادة .

3-حياة الدويهي في وادي قنّوبين.

4-الدويهي مهندس الكنائس ( وجردة مصوّرة بالكنائس التي بناها).

5-مآثر الدويهي في حلب وقبرص.

6-الدويهي والألحان السريانيّة والطقوس المارونيّة.

بعد ذلك، أطلق البطريرك الراعي سنة الطوباويّ البطريرك الدويهي الثقافيّة، وفق المبادرة التي أعدّتها رابطة قنّوبين للرسالة والتراث، متمنّيًا "نجاح أنشطة هذه السنة، التي تسهم إسهامًا بارزًا في نشر روحانيّة قنّوبين وتعميمها، هذه الروحانيّة التي تبلورت في عهد الدويهي"، معتبرًا أنْ: "نحن في أمسّ الحاجة إلى هذه الروحانيّة في مواجهة التحدّيات المعاصرة".