"نحن بحاجة إلى أساقفة كهنة رحماء يشعرون بألم الآخرين": البطريرك ساكو
كانت للبطريرك ساكو بعد الإنجيل كلمة قال فيها: "نحيي في هذا القدّاس الذكرى الخمسين لانتقال الأب يوسف أومي إلى السماء، ونستذكر معه الآباء الدومنيكان كلّهم الذين عملوا في المعهد الكهنوتيّ مار يوحنّا الحبيب في الموصل...ونشكر الإرساليّة الدومنيكيّة على ما قدّمته لكنيسة العراق الكلدانيّة والسريانيّة... لقد قاموا بنهضة كنسيّة. ففي زمان الأب أومي وحده، تخرّج 90 كاهنًا من الكنيستيْن... ومن بينهم علماء وأساقفة … عمل هؤلاء الآباء على تنشئة الإكليريكيّين تنشئة كهنوتيّة شاملة وراسخة".
أكمل البطريرك ساكو: "عرفتُ الأب يوسف أومي كمدير، وكان مرشدي الروحيّ، وإنّي ممتن له. كذلك، هم ممتنون له إخوةٌ لنا معنا الآن في القدّاس وآخرون منتشرون في العالم كهنة وعلمانيّون ملتزمون.
كان الأب يوسف أومي، ببساطة، إنسانًا وراهبًا مُكرَّسًا ومُتجرّدًا ومُحبًّا، بحسب قلب الربّ. فهِم أنّ رسالته الكهنوتيّة هي رسالة المسيح نفسه وسعى إلى تجسيدها في واقع حياة المعهد. كان رجل صلاة، ينفرد في مصلّى المعهد للتواصل مع الله، فضلًا عن كونه مُربّيًا ومُرشدًا ومُرافقًا ومُديرًا. بقي أبًا لنا جميعًا حاضرًا دومًا بيننا بابتسامته. كنّا نندهش من فرحته الواضحة، ونشعر بهالة نور المحبّة والإخلاص على وجهه. ظلّ وجهه المُحِبّ ينطق ويشجّع ويرفع معنويّاتنا أو يعاتب. أتذكر قربه منّا، والإرشادات الروحيّة الجماعيّة والعِظات القصيرة المفعمة بالإيمان.
رجلٌ مناضل في الأوقات الصعبة، يتحدّى المشاكل بصبر وعزم وإصرار. شخصيّة متميزة لها كاريزما خاصّة… متجدّد بحسب تعليمات المجمع الفاتيكانيّ الذي عاصره وعاصرناه… لم يكن أبدًا منغلقًا".
تابع البطريرك ساكو كلامه: "اليوم نحن أساقفة وكهنة في رياضة روحيّة، شعبنا بأمَسّ الحاجة إلى أساقفة وكهنة مثل الأب يوسف أومي ورفاقه، ممتلئين من روح الله، وليس من ذاتهم وطموحاتهم: "عملهم نقلُ الإنجيل إلى العالم وبنيان الكنيسة باسم المسيح نفسه الرأس والراعي. تلك هي الطريقة المميّزة والخاصّة التي بها يشترك المرسومون كهنةً، في كهنوت المسيح، (أعطيكم رعاة، رقم 15). نحن بحاجة إلى أساقفة وكهنة يعرفون أن يعيشوا كلمة الله روحًا وحقًّا، وبصدق وتواضع. أساقفة كهنة رحماء يشعرون بألم الآخرين ويخفّفون عنهم خصوصًا في هذه الظروف الصعبة والمعقدّة".
حضور الله في حياتنا اليوميّة ينقذنا من التشتّت والتبعثر والانقسام وكلّ من يسعى إلى تقسيم الكنيسة هو خاسر لا محالة (متى 18/ 20). هذا الحضور الإلهيّ في داخلنا يساعدنا على أن نكون متيقّظين ومنتبهين، ساهرين على رعايانا عوضًا عن الانشغال بأمور أخرى. الشكر لله على النعم كلّها التي أنعم بها على الكنيسة من خلال خدمة الأب يوسف أومي الدومنيكيّ".