"مَن يروّج للكراهية، ينتهك الكرامة الإنسانيّة": البطريرك ساكو
إتّخذت الندوة التي شارك فيها البطريرك ساكو عنوان "خطاب الكراهية انحراف عن الدين".
كانت للبطريرك فيها كلمة، بدأها بتوجيه الشكر والامتنان إلى مؤسّسة مسارات، والدكتور سعد سلّوم، مديرها واصفًا إيّاه بـ"الفارس الذي لا يكلّ ولا يملّ في الدفاع عن القيم والثوابت الاجتماعيّة والإنسانيّة، وفي الدعوة إلى مواجهة خطاب الكراهية والفرقة الذي يهدّد النسيج الوطنيّ بما يحمله من خطر".
أضاف البطريرك قائلًا: "عالمنا فَقَدَ توازنه، لذا هو يعيش أزمات متراكمة، وحالة من العسكرة، وحمْلة من التضليل الفكريّ والدينيّ، وتراجعًا للقيم وللحوار والتفاهم، ما خلَّفَ ظروفًا مثقلة بالصراعات والتحدّيات وحالة انعدام الثقة بمستقبل أفضل. من المؤسف أنّ الانجرار وراء التطرّف والموروثات الخاطئة هو السائد في المنطقة، لذا ثمّة حاجة أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى خلق شعور جماعيّ قويّ مشترك بأهمّيّة نشر ثقافة الوسطيّة والاعتدال والسلام للمحافظة على حقوق المواطنين والعيش المشترك".
تابع البطريرك قائلًا: "الديانات كلّها تضع الإنسان فوق أيّ اعتبار. لذا فإنّ خطاب الكراهية هو انحراف عن الدين الذي يدعو إلى التسامح والرحمة والأخوّة. يقول الكتاب المقدّس "أريد رحمة لا ذبيحة" (هوشع 6/6، متى 12/7). من يروّج للكراهية يتخلّى عن معرفة الله الحقيقيّ الرحمن، ويناقض جوهر الدين ورسالتَه في السلام والمحبّة، وينتهك الكرامة الإنسانيّة. الدين لا يقبل احتقار الآخر والإهانة والاستخفاف والتجاهل ... هناك حاجة ملحّة إلى بنية حواريّة تتغلّب على منطق الصراع، من أجل حماية السلام وتأكيده دائمًا وفي كلّ سياق. لا خيار لعالمنا سوى التوجّه نحو المستقبل من دون مماطلة".
أردف البطريرك مطالبًا المرجعيّات الدينيّة، بالقول: "على المرجعيّات الدينيّة، محصّنة بالضمير الحيّ، والهويّة الوطنيّة المشتركة، العمل على التوعية الدينيّة الصحيحة، وإشاعة ثقافة الانفتاح الرحب على البشر أجمعين، الذين، وفقًا لتعاليم المسيح، هم بنات الله وأبناؤه، وفي الإسلام هم "عيلة الله".
من هذا المنطلق، لخّص البطريرك ساكو:
1. "ثمّة ضرورة لتغيير المناهج التعليميّة الحاليّة بمناهج واعية ومتماسكة ومنفتحة على الآخر، تعترف به وتقبله كأخ وكمواطن وتركّز على الأخلاق الحميدة واحترام الناس، وعلى المصلحة العامّة ومحبّة الوطن. هذه التربية ستساعد الناس على العيش في وئام، وعلى تُجنِّب الأفعال السيّئة،
2. من الأهميّة بمكان، قيام دولة ديمقراطيّة مدنيّة، مستقلّة، قويّة، تحمي المواطنين بأطيافهم الدينيّة والقوميّة كافّة، مستندة إلى القانون العادل، وتقوم بتنشئتهم على الولاء المطلق للوطن، والارتقاء إلى آفاق جديدة، بما يحقّق الأمان والاستقرار والنمو. ومبدأها لا مسلم ولا مسيحيّ، بل كلّنا عراقيّون!"