"من نفق الحرب إلى نفق الأخوّة": أندريا تورنييلّي
"من نفق الحرب إلى نفق الأخوّة"، هذا هو عنوان مقال افتتاحيّ لأندريا تورنييلّي، مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانيّة للاتّصالات يتمحور حول زيارة البابا الرسوليّة، الرباعيّة البلدان التي تحمله إلى كلٍّ من إندونيسا، وبابوا غينيا الجديدة، وتيمور الشرقيّة، وسنغافورة.
بدأ تورنييلي مقاله مشيرًا إلى وجود أنفاق للحروب والإرهاب، إلّا أنّ هناك أنفاقًا أخرى يتمّ تأسيسها من أجل جمْع أشخاص من أديان مختلفة، في صداقة. وسلّط مدير التحرير الضوء على مشهد في العاصمة الإندونيسيّة، جاكرتا، حيث يوجد مسجد الاستقلال، الأكبر في جنوب شرق آسيا، بالقرب من كاتدرائيّة العذراء سيّدة الانتقال الكاثوليكيّة يفصلهما طريق. وأشار تورنييلي إلى أنْ تمّ، أسفل هذا الطريق، ترميمُ ممرّ وتجميله بأعمال فنّيّة ليصبح نفق الأخوّة ربطًا بين مكانَي العبادة حيث يصلّي المسلمون ويحتفل المسيحيّون بالإفخارستيّا.
تابع مدير التحرير مشدّدا على أنّنا، وفي عالم مشتعل يشهد حروبا تتحدّث عنها وسائل الإعلام وأخرى منسيّة وحيث تبدو الغلبة للعنف والكراهية، في حاجة إلى العثور على دروب صداقة وإلى الرهان على الحوار والسلام وذلك لأنّنا جميعًا إخوة. وهذا ما يشهد له خليفة القدّيس بطرس، البابا فرنسيس. وصف مدير التحرير زيارة الأب الأقدس هذه بحجّ يريد من خلاله أن يكون قريبًا من المسيحيّين في أماكن يشكّلون فيها "قطيعًا صغيرًا" مثل إندونيسيا، أو حيثما هم غالبيّة السكّان تقريبًا كما هو الحال في تيمور الشرقيّة. كما ويريد قداسة البابا بهذه الزيارة، حسبما واصل أندريا تورنييلي، لقاء الجميع والتأكيد مجدّدًا أنّ الجدران والحواجز والكراهية والعنف ليست مصيرنا المحتوم، بل بإمكان نساء ورجال من أديان وإثنيّات مختلفة أن يعيشوا معًا في احترام وتعاون.
أشار تورنييلي إلى أنّ الزيارة إلى آسيا وأوقيانيا تكتسب اليوم معنى نبويًّا. فأسقف روما وعلى أسلوب قدّيس أسّيزي الذي يحمل اسمه، فرنسيس، لا يحمل أيّ مطامع أو يسعى إلى مكاسب أو إلى اقتناص، بل يريد فقط الشهادة لجمال الإنجيل وصولًا إلى فانيمو، المدينة الصغيرة المطّلة على المحيط الهادئ في بابوا غينيا الجديدة التي يسكنها ٩ آلاف شخص. وكان هذا الدافع ذاته، واصل تورنييلي، الذي جعل البابا بولس السادس يتوجّه عام ١٩٧٠ على متن طائرة صغيرة إلى أبيا في ساموا المستقلّة للاحتفال بالقدّاس الإلهيّ على مذبح صغير. وكان هذا ما دفع أيضًا البابا يوحنّا بولس الثاني إلى أن يزور أكثر من مرّة هذه المنطقة من العالم... وختم مدير التحرير في دائرة الاتّصالات مقاله مذكّرًا بما قاله البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني في إحدى زياراته إلى المنطقة بأنّ وصيّة المحبّة (والله محبّة) هي جوهر الإنجيل.