لبنان
15 تشرين الثاني 2024, 11:20

"من أرض بلاد جبيل انطلق نوران نور الأبجديّة ونور قداسة شربل": الأب شربل الخوري

تيلي لوميار/ نورسات
أٌجرِي لقاء في صالون كنيسة السيّدة عميشت بدعوة من الخوري شربل الخوري تحت عنوان "طوبى لتلاميذ يسوع"، في حضور المطران ميشال عون، راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة والمحافظ أنطوان سليمان، ونتالي مرعي الخوري، قائمقام جبيل بالإنابة وفاعليّات من المنطقة.

 

توجّه الأب شربل الخوري، كاهن الرعيّة بكلمة ترحّب بالحضور، قال: "من أرض بلاد جبيل انطلق نوران، وغطّيا المعمورة وهما لا ينطفئان أبدًا، نور الأبجديّة ونور قداسة مار شربل، نقول مساء الخير والبعض يسأل عن أي خير نتحدّث، وفي كلّ ليلة إنذار وتهديد وقتل ودمار. الخير هو أنتم في عتمة هذه الحرب وكلّنا عائلة واحدة تحمل قضيّة الإنسان".    

ممّا قال أيضًا: "مع البابا فرنسيس نقول لا للحرب، لأنْ لا أحد يربح فيها، ويسوع قال طوبى لفاعلي السلام لأنّهم أبناء الله يدعون...نحن كمسيحيّين يستفزنا الكلام عن انتصار على الدمار والدم، ولكن هناك أيضًا مسيحيّون يضيّعون هويّتهم وهمّهم ألّا تقصف المناطق المسيحيّة فهذه ليست لغة المسيح ولا محبّته..."

من ثمّ كانت كلمة للإعلامي داني حدّاد قال فيها: "ليس سهلًا أن تعيش جوهر الدين المسيحيّ...وليس سهلًا أن تحبّ كلّ الناس لكي تحبّ أعداءك، وليس سهلًا أن إذا ضربك أحد على خدّك الأيمن أن تدير له الأيسر، وليس سهلًا عندما تساعد ألّا تعرف يدك اليسرى ما فعلته اليمنى، وليس سهلًا أن تسقي عطشانًا وتطعم جائعًا وتكسي عريانًا إن لم يكن من منطقتك ولا من طائفتك ولا من رأيك السياسيّ، وليس سهلًا أن تتبع أحدًا صُلب وتألّم وحتّى أقرب المقرّبين إليه أنكروه...ولكن كلّما اقتربنا من إنسانيّتنا نكون نقترب من مسيحيّتنا، وكلّما ابتعدنا عن إنسانيّتنا نكون نبتعد عن مسيحيّتنا حتّى ولو مارسنا الصلاة وأضأنا الشموع.

فالمسيحيّة هي حرّيّة وليست فرضًا وهي حياة وليست دينًا"، ومقتبسًا من ميخائيل نعيمة اختتم حدّاد كلامه بالقول: "من لم يجد هيكلًا في قلبه، لن يجد قلبَه في أي هيكل".

إعتبرت ندين نجيم، ملكة جمال لبنان السابقة في كلمتها "أنّ الشيء الأصعب في هذه الحرب هو ألّا نكون مسيحيّين حقيقيّين في حياتنا في مساعدة قريبنا أيًّا كان، مؤكّدةً أنّ أساس المسيحيّة هو الشجاعة لأنّ كلّ مسيحيّ هو جنديّ صالح للمسيح.

وأعطت شهادة حياة كمسعفة سابقة في الصليب الأحمر اللبنانيّ...

رأت نجيم أن "لكي نبني لبنان يجب أن تكون لدينا الشجاعة في قول كلمة الحقّ"، مشيرةً إلى أنّ "المسيحيّ لم يخف منذ ألفي سنة، والشجاعة أيضًا أن أقول إنّني أريد إعادة بناء الوطن مع مكوّناته كلّها".  

أشارت المرنمة ليال نعمة في كلمتها إلى أنّ "زمن الميلاد على الرغم من المشهد القاتم الذي نعيش، هو زمن الحياة والتجدّد"، لافتًة إلى أنّنا بحاجة إلى أناس أحرار غير مكبّلين، سياديّين لا يوضاسيّين لكي نصل إلى الحقيقة التي تبني الإنسان والدولة".

ودعت إلى الصلاة إلى الله من "أجل إحلال السلام في وطننا والعالم"، مؤكّدة أنْ "بوجود الإرادة والنيّات الحسنة نستطيع النهوض والقيامة من جديد".

كما أعلنت أنّ مطلبنا واحد وهو أنّنا نرفض أن نكون ساحة لحروب الآخرين على أرضنا، أو ساحة للصراعات الإقليميّة والدوليّة"، مشدّدة على "وجوب ألّا يكون على أرضنا سلاح إلّا سلاح الجيش اللبنانيّ القادر على حماية الحدود"...

إعتبرت نتالي مرعي القائم مقام بالإنابة "أنّ هذا اللقاء، هو لبلسمة التضحيات التي تقدّمها الجمعيّات والمؤسّسات والمدارس"، لافتًة إلى أنْ "بنعمة الله وشفاعة القدّيس شربل ما من أزمة مرّت على قضاء جبيل إلّا واستطعنا التغلّب عليها"، وقالت:"اكتشفنا في هذه الحرب التي نعيش كيف أنّ الربّ يسمح لنا بممارسة مسيحيّتنا ووطنيّتنا، ونحن نطلب الصبر والحكمة من الروح القدس لنعبر هذه الأزمات الجسيمة...ونأمل أن ينتهي الوضع الصعب الذي نعيش وأن تكون تضحياتنا لبناء الخير..."