"مستشفى يمثّل تجليًّا حقيقيًّا للربّ يسوع في حياتنا": المطران إبراهيم
بعد الإنجيل المقدّس كانت كلمة للمطران إبراهيم قال فيها:" نحيي معًا الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت، الذي ما زالت جراحه تنزف في قلوبنا وذاكرتنا، ونصلّي عن أرواح شهدائنا، وتعزية أهلنا، ومن أجل تحقيق العدالة، وكشف الحقيقة....عمّ الخراب في ذلك اليوم....لكن، كما تجلّى يسوع لتلاميذه على جبل طابور، يتجلّى لنا ويجدّد الرجاء في قلوبنا ويمنحنا القوّة لننهض من جديد.
مرّ لبنان ولا يزال يمرّ بانفجارات سياسيّة واقتصاديّة وأمنيّة، تهدّد حاضره ومستقبله. نواجه تحدّيات كبيرة، لكنّنا نقف معًا، مستندين إلى إيماننا بأنّ الربّ يسوع هو منبع القوّة والرجاء. لقد وعدنا الربّ بأنّه معنا في كلّ لحظة، في أفراحنا وأحزاننا، في قوّتنا وضعفنا، وهو الذي سيجعل من هذه الأوقات العصيبة فرصة للنموّ الروحيّ والإنسانيّ."
أضاف المطران: "نحتفلُ بعيد التجلّي المجيد، وهو عيد مستشفى تلّ شيحا الذي يمثّل تجليًّا حقيقيًّا للربّ يسوع في حياتنا. في لحظات الألم والضعف، حينما نجد أنفسنا عاجزين أمام المرض والمعاناة، يظهر لنا الربّ يسوع من خلال العناية والرعاية التي يقدّمها المستشفى. فكلّ غرفة فيه تتحوّل إلى جبل تجلٍّ جديد وإلى مكان مقدّس، حيث يعمل الأطبّاء والممرّضون وفريق عمل المستشفى بكلّ محبّة وإخلاص، ليكونوا يد الربّ الممدودة لشفاء المرضى. على كلّ سرير، ومع كلّ مريض ومتألّم، نجد يسوع المسيح حاضرًا معنا، يعطينا القوّة والشفاء."
وأكمل المطران قال: "تلّ شيحا ليس مجرّد مبنىً طبّيّ، بل هو مكان تتجلّى فيه رحمة الله ومحبّته، في كلّ لمسةٍ حنونة، في كلّ كلمة مشجِّعة، في كلّ علاج يقدَّم بأمانة وإخلاص. هذه الأعمال اليوميّة، الصغيرة في ظاهرها، تحمل في طيّاتها جوهر رسالة المسيح: الحبّ غير المشروط والعطاء اللامتناهي".
أردف المطران قائلًا: "نعيش في عالم مليء بتحدّيات لكنّنا نجد في مستشفى تلّ شيحا ملاذًا للراحة والشفاء...هنا، يشعر كلّ مريض بأنّه محاط بمحبّة الله التي تتجلّى في وجوه العاملين وفي أفعالهم.
وفي ظلّ هذا النور، نتذكّر دائمًا أنّ الله لا يتركنا، بل يشاركنا أوجاعنا ويمنحنا القوّة للشفاء والنهوض من جديد. تلّ شيحا هو تجسيد حيّ لهذه الحقيقة الإلهيّة، وهو شهادة على قدرة المحبّة الإلهيّة على تحويل الألم إلى رجاء، والضعف إلى قوّة، والمعاناة إلى فرصة للقاء الربّ."
وختم المطران إبراهيم عظته بالقول: "نرفع صلواتنا شاكرين الله على نعمة مستشفى تلّ شيحا، ونسأله أن يبارك العاملين فيه، ويملأ قلوبهم بنوره ورحمته، ليكونوا أداة لشفاء المرضى وتخفيف آلامهم، ونطلب منه أن يبارك كلّ مريض ويشفيه. كما نصلّي من أجل لبنان، أن يحفظه الربّ من الشرّ، ويعيد إليه الاستقرار والسلام. آمين."