لبنان
26 تموز 2024, 08:10

"مدعوّون لنكون كنيسة رسوليّة ونعلن إيماننا بالربّ يسوع وقيامته": المطران سويف

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل المطران يوسف سويف، راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة بقدّاس إعادة تدشين كنيسة مار قوزما ودميانوس- بزيزا وتكريسها عاونه فيه المونسنيور جورج عبّود، الخوري جوزيف أنطون خادم الرعيّة، الخوري شارل قصّاص والخوري يوسف الزغبي، بحضور لفيف من كهنة الرعايا المجاورة والراهبات.

 

إحتفلت رعيّة مار قوزما ودميانوس-بزيزا بإعادة تدشين كنيستها وتكريسها بقدّاسٍ ترّأسه المطران يوسف سويف وخدمته جوقة قاديشا بقيادة الأب يوسف طنّوس.

 

بعد الانجيل المقدّس، ألقى المطران سويف كلمةً شكر فيها الربّ على الكنيسة التي هي جسده السرّيّ، الخارجة من جنبه، هو كلمة الله المتجسّد المرفوع على الصليب، حتّى يُعيد بناء آدم ويعطي الحياة لآدم الأوّل الذي سقط ودخل الموت بسبب الكبرياء والخطيئة.

قال المطران: "الكنيسة التي نحن فيها هي كنيسة يسوع التي تتجدّد، كلّ يوم في حياتنا، وقلوبنا، وكياننا المسيحيّ والإنسانيّ...لا شكّ في أنّ رعيّة بزيزا تحمل في قلبها الكثير من المحبّة والإيمان لتُقدم على تجديد كنيسة الأجداد القديمة وإعادة النشاط إليها بالزخم الذي عرفته من قبل.

ففي هذه الكنيسة ارتفعت صلوات الآباء والأجداد، وهو تعمّدوا فيها، وتزوّجوا فيها، ومنها غادروا هذه الدنيا ليدخلوا الحياة الأجمل. فيها احتفلوا بالإفخارستيّا وصلّوا في النهارات والليالي، وسجدوا أمام القربان الأقدس".  

 

قال المطران سويف أيضًا إنّ "هذا المشروع بيّن أنّ الكنيسة عندما تريد أن تشتغل بروح المحبّة، بروح التضامن، بروح الوحدة تستطيع أن تحقّق العجائب بقوّة الربّ..."

أضاف: "نحن بعد قليل، في لبنان، سنحتفل بحدث كنسيّ مهمّ جدًّا وهو تطويب البطريرك إسطفان الدويهي، والذي بتوجيهاتي وتعاون خادم الرعيّة جسدّنا فكره واصلاحاته في هذه الكنيسة في الهندسة وحنية المذبح والأيقونات. وأمنيتي أن ننطلق من هنا إلى الكنائس المارونية كلّها لتجديد الأيقونات فيها: السريانيّة، والبيزنطيّة والمارونيّة".

أضاف سويف: "أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح"، المسيح هو هذا الثوب الجديد، هو الحلّة الجديدة التي توشّحنا بها في المعموديّة وبتوشّحنا بها أصبحنا أبناء الكنيسة، أصبحنا أعضاء حيّة في كنيسة يسوع المسيح وهدفنا أن نعيش الوحدة، هدفنا أن نعيش القداسة، هدفنا حقيقةً أن نكون الكنيسة الرسوليّة. نعيش في المرحلة الأصعب، في التاريخ الحديث، في لبنان، وفي منطقتنا، وفي العالم الذي يشهد تحوّلات فكريّة واجتماعيّة وثقافيّة وإنسانيّة تُهدّد الإنسان بكيانه الاجتماعيّ وكيانه الروحيّ وكيانه الدينيّ وتقول للإنسان: شو بدّك بربّنا؟ فأنت أهمّ من ربّنا.  

تأتي الكنيسة، يأتي المسيح المرفوع على الصليب الذي هو الحلّة الجديدة حتّى يُعيد الإنسان إلى مركزيّته، أي إليه لأنْ، عندما يكون يسوع هو المركز فحياتنا تكون ثابتة".

تابع المطران سويف قال: "نحن مدعوّون إلى أن نكون كنيسة رسوليّة،  

نمتلئ إيمانًا وحبًّا ورجاءً في موقعنا الزاخر بهذه الفضائل الثلاث، نرسّخها في الذات والعائلة والمجتمع، نربّي أطفالنا وشبيبتنا بروح المسيح وفكره وأخلاقه حتّى تثبت الكنيسة وتتابع رسالتها في هذا الشرق وفي العالم. فمن كنيسة لبنان المتجدّدة بيسوع المسيح، ننطلق إلى العالم ونحمل إلى هذا الشرق السلام، والغفران، والفرح، والحبّ، والفكر المستنير ومعًا نعمل لاحترام الإنسان وصون كرامته أينما عاش على وجه الأرض".  

 

وختم المطران سويف بالمباركة بالكنيسة المتجدّدة، التي بجماليّتها، واتّساقها والإنارة والألوان فيها، وبالإيقونوغرافيا التي أعادتنا إلى تراثنا الإنطاكيّ السريانيّ البيزنطيّ العريق، ولكن، بالأكثر، بصدى صلوات السابقين المتردّد في أرجائها، تدعونا إلى عيشِ تقوىً عميقة راسخة. "ولكنّ التجدّد الحقيقيّ يجب أن يحصل في قلوبنا، في نوايانا، في إراداتنا، في شهادة إيماننا ليسوع المسيح رأس الكنيسة، فادينا ومخلّصنا له المجد مع الآب والروح القدس من الآن وإلى أبد الآبدين آمين".