لبنان
04 أيلول 2024, 11:00

"مدعوّون إلى الشهادة لمحبّة الله لكلّ إنسان": المطران عبد الساتر

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل المطران بولس عبد الساتر، راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة بالقدّاس الإلهيّ لمناسبة عيد مار عبدا، في كنيسة مار عبدا وفوقا في بعبدا، عاونه فيه الخوري دانيال خوري والخوري كريستيان حلّاق، بمشاركة المونسنيور بيار أبي صالح ولفيف من الآباء والكهنة، وبحضور فاعليّات سياسيّة واجتماعيّة وإعلاميّة ومسؤولين وإخوة من فرع بعبدا في مقاطعة لبنان الجنوبي والأردن في جماعة "إيمان ونور"، ورابطة سيّدات بعبدا، وحشد من المؤمنين.

 

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:

"نحتفل بعيد مار عبدا، الأسقف الشهيد، ذاك الراعي الصالح الذي اعتنى بنشر الإنجيل في محيط وثنيّ قدّم عبادة النار والأصنام على عبادة الله الواحد المحبّة. واستشهد وبذل ذاته حبًّا بأولاد رعيّته لأنّه فضّل الاستشهاد على تشكيك أحدهم بقبوله تجديد بناء معبد النار".

أضاف المطران عبد الساتر: "إنّني أرى مناسبًا أن نتأمّل معًا، وبشكل مقتضب في معنى الاستشهاد المسيحيّ. ليس الاستشهاد المسيحيّ سعيًا وراء الموت الاستعراضيّ أو وراء الموت من أجل الحصول على المكافآت الأبديّة. إنّه قبول للاضطهاد والآلام والموت حبًّا بالله والآخر وبالحقيقة والحقّ.

ليس الاستشهاد المسيحيّ فعل غضب وليس نتيجة تعصّب سياسيّ أو دينيّ أو كره للآخر بل هو ثمرة ثقة كاملة بالله الآب وتصديق لوعده، وثمرة محبة لله الابن وقبولٍ لخلاصه وثمرةُ تسليم كلّيّ للذات لله الروح. إنّه فعل مسالم على الرغم من العنف الذي قد يحتويه ويولّد السلام في قلب من يُستشهد لأنّه يموت مع المسيح ويقوم معه".

تابع المطران قائلًا: "جميعنا مدعوّون إلى الشهادة لمحبّة الله لكلّ إنسان وخصوصًا للخاطىء. جميعنا مدعوّون إلى إعلان البشرى بأنّ الخلاص قد تمّ بتجسّد الربّ يسوع وموته وقيامته وبأنّ الموت ابتُلع وشوكة الموت قد كُسرت حيثما حللنا وأمام الجميع.

نحن مدعوّون إلى قول الحقيقة وعيشها، وإلى مواجهة الظالم والمستبدّ. نحن مسؤولون عن تأمين حياة كريمة لمن هم أفقر منّا وأضعف. واجب علينا أن نَصدُق مع الآخر في تعاملنا معه وأن نحترمه مهما كان جنسه ولونه لأنّه مخلوق على صورة الله".

أردف المطران بالقول: "قد يسبّب لنا ما سبق كلُّه الاضطهادَ أو الضيق أو الألم وقد يوصلنا إلى الاستشهاد فلنقبل بكلّ ذلك على مثال شفيعنا القدّيس عبدا، لأنّ الربّ يسوع يستحقّ منّا هذا الحبّ وخلاصَ أخينا وأختنا يستحقّ بذل الذات حتّى النهاية، آمين".