لبنان
15 أيار 2019, 11:46

‎محطات موكب جثمان البطريرك صفير من المستشفى حتى بكركي


‎هو كبير لبنان الكبير، الذي كان من جذور الأرض والتراب، احتضن المئوية الأولى للبنان الكبير . كان يكفي التطلّع إلى وجهه ليدرك محدّثه أنّه قادمٌ من بعيد، من المكان الذي لا يصله إلاّ أولئك الذين أدركوا سرّ لبنان، وكان ذلك سرّه الأكبر، ومكانه الأرفع.
‎من مجد الأرض إلى مجد السّماء، وكما رافق البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، اللّبنانيين في كافّة مراحلِ وطنهم الدقيقة، وخلال فترة ربعِ قرنٍ من أن يحمل معهم هموم الوطن في ضميرهم، مصلّياً كي لا يكون لبنان ضحية الطامعين والعابثين والمخلّين بالأمانة.
 
‎اليوم، رافق اللّبنانيون انطلاق موكب جثمان البطريرك صفير، الذي وُضِعَ في نعش من خشب الزيتون للنّحات رودي رحمة، من ​مستشفى​ ​أوتيل ديو​ باتجاه ​بكركي​، بعدما ُسجّيَ في كنيسة ​مستشفى​ ​أوتيل ديو​ حيث أقيمت الصلاة على روحه، قبل نقله إلى ​بكركي​ حيث سيُسجى لمدة أربعٍ وعشرين ساعة في كنيسة بكركي قبل الدفن يوم غد الخميس.
 
‎ومنذ ساعات الصباح الأولى، ترأس رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، صلاة وضع البخور في كابيلا سيدة الحنان في مستشفى أوتيل ديو، محاطا بكهنته وأبناء أبرشيته تلامذة الحكمة ومؤمنين، لراحة نفس البطريرك صفير، كما شارك فيها أيضا المطران يوحنا رفيق الورشا والرهبان والراهبات، وقد غصّت المستشفى بالمودّعين من شخصيات سياسية وطبية ومواطنين.
 
‎وألقى المطران مطر كلمة قال فيها: "في وداع سيدنا وبطريركنا الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، نصلي ليجازيه الله مجازاة الرعاة الصالحين والرؤساء الكبار المحبين لربهم ولوطنهم في أخداره السماوية إلى الأبد، وليعطي كنيستنا المناعة والقوة ومحبة المسيح على الدوام لتكون شاهدة للحقيقة والمحبة والسلام في لبنان والمنطقة والعالم أجمع".
‎وفي باحة المستشفى، اجتمع الطاقم الطبي حيث رُفِعت الصلوات والترانيم. بالإضافة إلى ذلك احتشد المواطنون عند مدخل المستشفى بكثافة، فيما وقفت ثلة من قوى الأمن الداخلي عند المدخل لتقديم التحية لغبطته، وعزفت لحن التعظيم، بعد ذلك شقّ الموكب طريقه وسط التصفيق ونثر الورود.
 
‎وعلى طول الأوتوستراد، ارتفعت الصور واللافتات المودعة والمعبرة عن الحزن بخسارة هذه الهامة الوطنية.
 
‎المحطة الأولى لتوقّف موكب جنازة البطريرك صفير، كان في منطقة الدورة - نهر الموت، حيث شقّ طريقه ببطء، وقد اصطفّ المواطنون وطلاب المدارس على مسلكَي الاوتوستراد، لوداعه رافعين الأعلام اللبنانية والسفارة البابوية وصور البطريرك الراحل.
 
‎بعدها، احتشدَ المؤمنون وطلاّب المدارس على أوتوستراد المتن الساحلي لإلقاء تحية الوداع الآخيرة على المثلث الرحمات البطريرك صفير، وتوقّف الموكب في انطلياس، حيث كان التجمّع الكبير لرعايا وأخويات أبرشية انطلياس، بدعوة من راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان والبلديات، ورفَعَ المونسنيور روكز برّاك الصلاة لراحة نفسه.
 
‎وأبرز المحطات كانت في برج حمود، الدورة، نهر الموت، الزلقا وجل الديب وصولاً الى انطلياس، وفي كلّ محطة كان الموكب يشقّ طريقه بين المؤمنين ببطء من دون توقّف وسط نثر الأرّز والورود، وعلى وقع قرع اجراس الكنائس، وفي ظلّ انتشار لعناصر قوى الأمن الداخلي والجيش لتسهيل حركة المرور.
‎وبعد وصوله مدخل كسروان، تابع موكب جثمان البطريرك صفير، طريقه على اوتوستراد زوق مكايل، وكان المواطنون باستقباله على طول الأوتوستراد حاملين أيضاً صوره والاعلام الفاتيكانية واللبنانية، وينثرون الأرز على الموكب وصولا إلى الملعب البلدي في جونية.
 
‎وعند وصول موكب جثمان البطريرك صفير إلى مدخل حارة صخر في جونية مقابل ملعب فؤاد شهاب، رُفِعَت التراتيل واللافتات المعبّرة عن الحزن لرحيل أيقونة الكنيسة، واحتشد المئات من المواطنين وأبناء الأبرشيات ورعايا الأخويات وطلاب المدارس في كسروان عند المدخل لإلقاء التحية ونظرة الوداع قبل وصول الجثمان إلى الصرح البطريركي في بكركي، وعزفت فرقة موسيقى غزير وسط إنتشار كثيف لعناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي عند مفارق الطرق، وسيرت دوريات مؤلّلة لتسهيل حركة مرور الموكب والمواطنين.
 
‎أمّا المحطّة الأخيرة لموكب الجثمان، كانت بكركي، التي استقبلته على وقع أجراسها التي قرَعَت، تزامنا" مع وصوله، وقد أُنجِزَت كلّ التدابير في بكركي لاستقبال جثمان البطريرك الراحل صفير الذي سيسجى جثمانه في كنيسة سيدة الانتقال في الصرح ليتسنّى للمؤمنين إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه.
‎وعلى الطريق المؤدية الى الصرح رفعت صور عملاقة للراحل كتب عليها "هوذا أعلى الأرز في لبنان". كما رفعت لافتات وصور على جانبي الطريق كتب عليها "مجد لبنان اعطي له 1920-2019".
‎ورفع قوس نصر عند المدخل الرئيسي للصرح، وكان في استقبال الجثمان البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي وعدد كبير من الفاعليات الحزبية والسياسية، والكهنة والمؤمنين وآلاف المواطنين من مختلف المناطق اللّبنانية، قرب تمثال مار مارون، وكتب على قوس النصر "أيقونة الكرسي البطريركي"، وقد تقدّمت عصا البطريرك صفير وصليبه وطابيته وتاجه، نعشه المحمول على الأكفّ.
‎وفور وصول الجثمان الى الكنيسة رفع البطريرك الرّاعي والأساقفة صلاة وضع البخور لراحة نفس الراحل وأقيمت قداديس المرافقة على مدار الساعة الى حين موعد مراسم الجنازة يوم غد الخميس.
‎وقد عزفت موسيقى قوى الامن الداخلي نشيد الموت، والنشيد الوطني "والآفي ماريا" ثم أدّت له ثلة من قوى الامن الداخلي التحية.
 
‎وبعد ترؤس البطريرك الراعي​ صلاة وضع البخور لراحة نفس البطريرك الراحل صفير​ في كنيسة سيدة الإنتقال في ​بكركي​، حيث يسجّى جثمان البطريرك الراحل حتّى موعد الوداع الأخير، ألقى الرّاعي النظرة الاخيرة على الجثمان الذي سُجّيَ في كنيسة سيّدة الانتقال حيث ترنّم الجوقة الاكليريكية غزير الترانيم الدينية.
‎ثم توجه الراعي الى صالون الصرح لتقبل التعازي.
 
‎وكانت رئاسة مجلس الوزراء أعلنت الحداد الرسمي الاربعاء والخميس على وفاة البطريرك صفير حيث تنكّس خلالهما الاعلام عن الادارات الرسمية وتعدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم .
‎وتقبل التعازي تقبل التعازي بالبطريرك صفير يومي الإثنين والثلاثاء من العاشرة والنصف حتى السادسة مساء".