"لِيعُد المسؤولين إلى ضميرهم وحثهم الوطني":البطريرك يونان
تناول البطريرك يونان في حديثه مع البابا بشكل مُسهب الأوضاع الراهنة المقلقة في منطقة الشرق الأوسط بمختلف بلدانها، وأهمّية الحضور المسيحي فيها، وآفاق المستقبل، من الأراضي المقدسة وسوريا والعراق، وبشكل خاصّ لبنان والحرب الدائرة فيه، وأهمّية انتهائها بالوقف الفوري لإطلاق النار، وإحلال السلام.
كما شدد البطريرك على ضرورة أن يعود المسؤولون إلى ضميرهم وحسّهم الوطني، وأن يبادر النواب إلى انتخاب رئيس للجمهورية بأقصى سرعة، فضلاً عمّا يعانيه هذا البلد - الرسالة من أزمة اقتصادية خانقة، ومن نزوح قسري نتيجة الحرب، ومن تفكُّك في مؤسّساته الدستورية.
نوّه البطريرك بالدعم المطلق الذي يبديه البابا فرنسيس لمسيحيي الشرق وقضاياهم المشروعة وحقّهم بالسلام والأمان، معربًا عن ذلك بالشكر العميق للبابا وعلى محبّته الأبوية ورعايته للكنيسة في كلّ أنحاء العالم، وعلى عنايته الخاصّة بالمؤمنين في الكنائس الشرقية في خضمّ هذه الظروف المصيرية العصيبة التي يقاسونها، وعلى رسالته المؤثّرة التي وجّهها إلى مسيحيي الشرق الأوسط يوم الإثنين الماضي في ٧ تشرين الأول، إذ وصفهم ببذار يحبّها الله، ورغم أنّ الأرض تغطّيها وتخنقها في الظاهر، إلا أنّها تعرف كيف تجد دائماً الدرب نحو العلى، لكي تُثمر وتعطي الحياة.
شرح البطريرك يونان للبابا وضع الكنيسة السريانية الكاثوليكية في بلاد الشرق ومدى تأثّرها بتداعيات الحروب وأعمال العنف السائدة في بلدان عدّة من المنطقة، وكذلك الصعوبات التي تواجهها الخدمة الكنسية في بلاد الإنتشار، خاصّةً في أوروبا، والحاجة إلى متابعة الخدمة الروحية والطقسية والرعوية للآلاف من المؤمنين الذي أُرغِموا على الهجرة من أرض المنشأ في الشرق إلى بلدان الغرب.
كما تطرّق البطريرك إلى اجتماعات الدورة الثانية من الجمعية العامّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، وأبرز المواضيع التي يتمّ بحثها، بدوره شدّد البابا فرنسيس على الإحترام والتقدير الذي تحظى به الكنيسة السريانية الكاثوليكية التي تعود جذورها إلى عهد الرسل، وضرورة الحفاظ على هويتها الخاصّة ولغتها السريانية، لأنّها كنز وغنى للكنيسة الجامعة، مثمّناً الرعاية الأبوية التي يوليها غبطته للكنيسة في هذه الظروف العصيبة.