دينيّة
05 كانون الثاني 2024, 10:00

"ليلَةَ القَدْرِ... عيدُ الغطاس..! بقلم الوزير جورج كلّاس

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة "ليلَةَ القَدْرِ... عيدُ الغطاس!"، كتب وزير الشّباب والرّياضة في حكومة تصريف الأعمال الدّكتور جورج كلّاس مناجيًا الرّبّ مصلّيًا:

"يا ربّنا رَجَوْناكَ إِبْقَ على السَمَعِ..!

زَمَنُ العِمادِ والدَنَح

و كُلِّ ما الرَّبُّ مَنَح

عيدُ الظهورِ

وحلول الروحِ و نُزُولِ النور..!

أصْبِغْنا بماءِ قُدسِكَ السماوي

أَيُّها المُعتَمِدُ بالروح القدسِ والنار..!

عيدُ الغِطاسِ... ليلَةُ القَدْرِ وحُلُولِ الرُّوحِ القُدُسِ، وهطول البركات ِ والنِعَم ، هو من أَقْدَسِ إحتفالاتنا الإيمانيّة التي تَربّيْنا على معانيها الروحية ودلالاتها الحلوليَّة وتراثاتها العَيْلِية اللطيفة..!

 

تَعَلَّمْنا  إيماناً مِنْ  أهلِنا أباً عن جِدّ، أنَّ الدُعاءَ للرَّبِّ  في (لَيْلَةِ القَدْرِ) هُوَ من الطقوسيّاتِ الحُلْوةِ المبروكة، حيثُ خُشوعِيَّةُ الإيمانِ النَقيِّ تَرْفَعُنا من تُرابِيَّتنا،  الى مراتِبِ النور  وتُقَرِّبُنا منَ السَّمَاءِ أكثر..!

 

كانتْ أُمِّي في ليلة ِ القَدْرِ، حضَنَها الّلهُ، تَرْكَعُ  تَسْتَشْفِعُ  تَدْمَعُ، تُكَلِّمُ  رَبَّها. تُهامِسُهُ مَرَّةً ، تُعاتِبُهُ مَرَّات، تُطالبُه مراراً، تَلِجُّ تُلِّحُّ تَسْتَشفِعُهُ تحكيهِ توشوشه  قلباً لقلبٍ،تعتمد بدمعها، تُخْفِضُ رأسها، تبتهِلْ: "دايم نورك.. دايم دايم يا رب ".

 

تطرقُ تصفنُ، تُصلّيِ، تُشْعِلُ البخُّورَ، تُشَيِّعُنا بالنور، تَدُقُّ على الصَّدْرِ، تَخْشَعُ حتى الفَجْر، تُصلِّي  تَضرَعْ … والسماء بنا تَشْفَع..!

 

وكُلَّما كان يَعلو الدَقُّ على الصدر، عَرِفْنا أنّها ( ليلَةُ القَدْرِ )، وأنَّ أبوابَ السماء ِ مَفْتوحَةٌ، لإبتهالات الأمّهاتِ، وصلوات ِالأطهارِ الخَيِّرين، ودَعَواتِ مُنْكَسري الخاطرِ ومَجْروحي القلب..!

أُمّيَ… يا ربّي ماتَتْ كسيرةَ الخاطِرِ جَريحَةَ القَلْبِ..!

 

في ليلة القَدْرِ هذه، أصلّي لروحها ولروح ابي وأخي واهلنا وكلِّ ضيوفِكَ السماويينَ، لأَنْ تُفيضَ عليهم من نورٍكَ نوراً  وتزيدَهم راحَةً في أبدِيَّتِكَ الكُلِّيَّةِ الرأفةِ...!

لا تَنْسَ  يا ربّ.. أرواحُ أهلِنا أمانَةٌ في ملكوتِ مَجْدِكَ..!

تذكرهم يا ربّ. لا تَنْسَاهم يا نبعَ الرأفة..!"

 

نُصلّي هذه الليلة لا ليَسْمَعَنا الله ، الذي هو { دائِماً على السَمَع }،

نَحنُ نُصلّي  لِنُخاطِبَ الرَّبَ، قلبا ً لِقلْب، ونقول لَهُ: إننا عِطاشٌ لِحنانِكَ يا نُورَ المَحَبّة..!

نَحْنُ يا ربّ ...جِئنا نَعْتَمِدُ بحبِّكَ  ، فَأَلْبِسْنا نورَكَ يا حَنَّان...!

إِبْقَ على السَمَعِ يا رب..!

يا ربّ

كلُّ لبنانَ يُصلّي ويرجوك :

بارِكْ أهلنا

قَدِّسْ أرضنا

أرحَمْ دُنيانا

تَحَنَّنْ على موتانا..!

إِستَجِبْ دُعاءَنا

يا خالِقَ الأكوان

اصْبغْنا بحنانك

أَسْكِنْ قلبَك

ألقدسَ جريحة

خَلِّي عينَكَ على لبنان..!"