"لنمضِ قدمًا، نحتضن الأمل، ونؤمن بغدٍ أفضل": المطران جورج خوري
"إلى كلّ من عانى من ظلم الطغاة ووقع تحت وطأة الطغيان
أعلم أنّ الكلمات لا يمكن أن تعوّض ما مررتم به من ألم وحرمان، ولا يمكنها أن تحسّ بوجع قلوبكم ودمع عيونكم. لكن تذكّروا، أنّكم لا تسيرون في هذا الطريق وحدكم، فمع كلّ لحظة معاناة، تبقى فيكم قوّة لا يمكن لأيّ ظلم أن ينال منها.
أنتم أصحاب الحقّ، وأنتم من سيبني الأمل في هذه الأرض. الطغيان لا يدوم، وعزيمتكم أقوى من القيود كلّها. مع كلّ خطوة تخطونها نحو الحرّيّة، ترسمون طريقًا للأجيال المقبلة ليعيشوا في عالم أكثر عدلًا وإنصافا.
صبركم هو مثال للعالم أجمع على أنّ القوة الحقيقيّة تكمن في الوحدة، والإرادة، والتضامن. لا تنسوا أنّ الشمس تشرق بعد كلّ عاصفة، وأنّ الأمل دائمًا في انتظار من يثبت في وجه التحدّيات.
كونوا واثقين أنّ الحقّ سيعود، لقد عاد، وأنّ الطغيان زائل وقد زال، ولن يكون للظلم مكان بينكم لأنّ سحابة الظلم قد انجلت. أنتم أبطال، وستستمرّون في الصمود حتّى تنكسر قيود الظلم ولقد انكسرت.
نحن معكم دائمًا بقلب وضمير، نرفع أصواتنا معكم في دعواتنا للعدالة والحرّيّة.
نعم، لنمشِ الطريق معًا، الطريق الذي قد يبدو في بعض الأحيان طويلًا ومظلمًا، لكنّه يحمل في طيّاته الأمل والنور. نحن متّحدون في هدفنا، وقلوبنا ملؤها الإصرار على بناء عالم أفضل وسورية أجمل، حيث تسود العدالة والمساواة، ويزدهر الحبّ والاحترام بين الناس.
كلّ خطوة نخطوها معًا تقرّبنا من تحقيق ما نطمح إليه، معًا نواجه التحدّيات، ومعًا نحتفل بالانتصارات الصغيرة التي تملأ قلوبنا بالثقة في المستقبل. على الرغم من الصعاب كلّها، لا شيء يمكن أن يوقفنا إذا ظللنا متمسّكين بوحدتنا وإرادتنا الصلبة من أجل سورية الجديدة.
لن نتراجع، ولن نسمح لأي عقبة أن تقف في طريقنا. لأنّنا نعلم أنّ الطريق الذي نسلك معًا هو طريق الحقّ وصدقنا وإيماننا به يضيئان لنا السبيل مهما كانت الظروف.
لنمضي قدمًا يدًا بید، نحتضن الأمل، ونؤمن بأنّ الغد سيكون أفضل. معًا، لا شيء مستحيل. نعم، لنمشِ الطريق معًا، لأنّ في وحدتنا قوّة لا تقهر وبناء وطن جديد ليس بالمستحيل.
دمتم أقوياء، دمتم أحرارًا.
بارك الله سورية الجديدة وشعبها الأبيّ.
مع محبّتي وصلاتي وتقديري للجميع.