لبنان
10 حزيران 2024, 08:25

"للصلاة ينابيع ماؤها الحيّ هو الروح القدس": البطريرك الراعي

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك المارونيّ، الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، بالقدّاس الإلهيّ صباح يوم الأحد التاسع من حزيران / يونيو 2024 في كنيسة الصرح البطريركيّ في بكركي. تقرأ الكنيسة المارونيّة في الأحد الرابع من زمن العنصرة من الإنجيل بحسب القدّيس لوقا (لو 10: 21) "إبتهج يسوع بالروح القدس، وصلّى".

 

 

كانت للبطريرك الراعي، بعد قراءة الإنجيل، كلمةٌ تعليميّة قال فيها: " زمن العنصرة هو زمن الروح القدس الذي يعلّمنا الصلاة (يصلّي فينا بأنّات لا توصف) التي هي ابتهاج بالروح القدس، واعتراف بأبوّة الله، وشكْر له على تجلّياته، وعلى الأعمال التي يتمّها من خلال المؤمنين والكنيسة. ومع الروح القدس يتّضح أنّ الصلاة هي إصغاء لما يقوله الله، ومشاهدة إيمانيّة للجمال الإلهيّ."

شرح البطريرك الراعي فرح يسوع بالروح قال: "إبتهج يسوع بالروح القدس وصلّى (لو 10: 21). الروح القدس هو ينبوع الصلاة، فيجتذبنا على طريقها، وهو معلّمها الداخليّ وحامي تقليدها الحيّ، بالشركة معه تصبح الصلاة المسيحيّة صلاةً في الكنيسة ومعها (كتاب التعليم المسيحيّ 2670 و 2672).

لقد علّمنا الربّ يسوع ميزات الصلاة التي تجعلها مستجابة وهي ثلاث:

1.  الإلحاح في الصلاة بحسب قول المعلّم الإلهيّ: "إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم" (لو 11: 9). ومثَل ذلك الصديق الذي لبّى طلب صديقه بسبب لجاجته.

2.  صبر الإيمان في الصلاة والمداومة، مثل تلك المرأة التي نالت مبتغاها بالإنصاف من قاضي الظلم (لو 8: 1-8).

3.  تواضع القلب في الصلاة، مثل صلاة ذاك العشّار: يا ربّ ارحمني أنا الخاطئ. وهذه ميزة صلاة الكنيسة.

4.  يسوع يقبل صلاتنا بأشكالها كلّها: صلاة الإيمان مثلما قبل صلاة الأبرص ويائيروس؛ والصلاة الصامتة مثلما استجاب الرجال الأربعة حاملي المخلّع، وللمرأة النازفة بلمس طرف ردائه؛ والصلاة الملحّة مثلما استجاب صلاة الأعمى: "يا ابن داود ارحمني".

وتابع الأب البطريرك قال:  

"للصلاة ينابيع ماؤها الحيّ هو الروح القدس (يو 4: 14)، منها نرتوي، وترتوي منها صلاتنا. هذه الينابيع ثلاثة هي:  

أ‌.  كلمة الله: عندما نقرأ الكتب المقدّسة نسمع الله يتكلّم، وعندما نصلّي نكلّمه نحن وندخل في حوار معه. فما يقوله الله لنا في الكتب المقدّسة هو الذي يعلّمنا الصلاة ومضمونها.

ب‌. ليتورجيا الكنيسة: الصلاة، ولو كانت سريّة في الخفاء (متى 6: 6) هي دائمًا صلاة الكنيسة وشركة مع الله الواحد الثالوث.

ج. الفضائل الإلهيّة: نلج الصلاة، كما الليتورجيا، من باب الإيمان، باحثين بتوق عن الله من خلال علامات حضوره، وساعين إلى سماع كلمته وحفظها. ونصلّي برجاء انتظار تجلّيات الله ومحبّته في التاريخ ونهاية الأزمنة، ونضع رجاءنا في المسيح الربّ والمخلّص والفادي."

 

كما في كلّ كلمةٍ له، لا يتعب البطريرك المارونيّ من تكرار الدعوة إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة لِما لِوجوده من خيرٍ للبنان على الصعد كافّة.  

وفي هذه المرّة ذكّر البطريرك بما قاله البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني عن وطن الأرز: "لبنان أكثر من بلد: إنّه رسالة حرّيّة، ونموذج تعدّديّة للشرق كما للغرب". وأضاف الراعي: "إنّ غياب لبنان هو من دون شكّ أحد أكبر وخز ضمير للعالم."

كما ذكّر رأس الكنيسة المارونيّة بما جاء عن لبنان في الإرشاد الرسوليّ "رجاء جديد للبنان" حول لبنان الأرض النموذجيّة، الجامعة، أمّة الحوار والعيش المشترك (رجاء جديد للبنان عدد 119).  

وعلى أمل أن يعود اللبنانيّون إلى ولائهم لوطنهم لبنان، ختم البطريرك الراعي كلمته.