"لتنَل لنا مريم أن نكون مرشدين وعضدًا لبعضنا البعض للقاء يسوع": البابا فرنسيس
"السلطة هي خدمة، والسلطة التي لا تكون كذلك تكون دكتاتوريّة"، تلك كانت الرسالة التي وجّهها البابا في أثناء صلاة التبشير الملائكيّ في الثلاثين من حزيران/يونيو، عيد القدّيسين الرسولين بطرس وبولس.
قال يسوع لسمعان المُلقَّب ببطرس: "سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات". ولهذا السبب غالبًا ما نرى القدّيس بطرس مصوّرًا وفي يده مفتاحيْن كبيرين، كما في التمثّال الموجود هنا في هذه الساحة، قال البابا للمؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان، "تمثّل هذه المفاتيح خدمة السلطة التي أوكلها يسوع إليه لخدمة الكنيسة بأسرها، لأنّ السلطة هي خدمة، والسلطة التي لا تكون كذلك تكون دكتاتوريّة".
تابع البابا فرنسيس يقول: "ولكن، لنتنبّه ونفهم معنى هذا جيّدًا. إنَّ مفاتيح بطرس في الواقع، هي مفاتيح الملكوت، الذي لم يصفه يسوع كخزنة أو كخزينة، وإنّما بصور أخرى: بذرة صغيرة، لؤلؤة ثمينة، كنز خفيّ، حفنة من الخمير، أي كشيء ثمين وغنيّ، نعم، ولكن في الوقت عينه صغير ولا يلفت الأنظار. ولذلك، لكي نبلغه ليس من الضروريّ أن نفعِّل آليات الأمن والأقفال، وإنّما أن ننمِّي الفضائل مثل الصبر والاهتمام والمثابرة والتواضع والخدمة".
"لذلك"، أضاف الأب الأقدس يقول، "إنّ الرسالة التي أوكلها يسوع إلى بطرس ليست إغلاق أبواب البيت، والسماح بالدخول فقط لعدد قليل من الضيوف المختارين، وإنّما مساعدة الجميع لكي يجدوا الدرب ويدخلوا، في الأمانة لإنجيل يسوع. وسيفعل بطرس ذلك طوال حياته، بأمانة، وصولًا إلى الاستشهاد، بعد أن اختبر بنفسه أوّلًا، ليس من دون صعوبات ومع العديد من السقطات، الفرح والحرّيّة اللذين يولدان من اللقاء مع الربّ. كان عليه هو أن يرتدَّ أوّلًا لكي يفتح الباب ليسوع، ولم يكن الأمر سهلًا بالنسبة إليه. لنفكر: بعد وقت قصير من قوله ليسوع: "أنت المسيح"، وجب على المعلّم أن يوبّخه لأنّه رفض أن يقبل نبوءة آلامه وموته على الصليب".
تابع البابا يقول لقد حصل بطرس على مفاتيح الملكوت ليس لأنّه كان كاملًا، لا، بل كان خاطئًا، وإنّما لأنّه كان متواضعًا وصادقًا، وقد أعطاه الآب إيمانًا صادقًا. لذلك، وبما أنّه أوكل نفسه إلى رحمة الله، استطاع أن يعضد إخوته ويقوّيهم، كما طُلب منه".
أضاف البابا فرنسيس قال: "يمكننا اليوم أن نسأل أنفسنا: هل أنمّي الرغبة في أن أدخل، بنعمة الله، ملكوتَه، وأن أكون، بعونه، حارسًا مضيافًا للآخرين أيضًا؟ وللقيام بذلك، هل نسمح ليسوع وروحه الذي يقيم في كلّ واحدٍ واحدة منّا أن "يَصْقُلانا"، ويليِّنانا ويَصوغانا؟"
وختم الأب الأقدس كلمته بالقول: "لِتَنَل لنا مريم، سلطانة الرسل، والقدّيسيْن بطرس وبولس، أن نكون مرشدين وعضدًا لبعضنا البعض من أجل اللقاء مع الربّ يسوع".