الفاتيكان
11 حزيران 2024, 06:40

"لتكن روما مدينة جسور، لا مدينة جدران": البابا فرنسيس من هضبة الكابيتولين

تيلي لوميار/ نورسات
سلّطت صحيفة أوسيرفاتوريّه رومانو الفاتيكانيّة الضوء على أهمّيّة هذه الزيارة مذكّرةً بأبرز الزيارات التي قصد بها البابوات مقرّ بلديّة روما الكائن على هضبة الكابيتولين (أو الكامبيدوليو). تركّز الهدف من هذه الزيارات على الدعوة إلى جعل روما مدينة جسور، لا مدينة جدران، كما نقلت "أخبار الفاتيكان".

 

في السادس عشر من أيلول سبتمبر 1870 زار البابا بيوس التاسع مقرّ البلديّة، أربعة أيّام قبل دخول الجيوش الإيطاليّة روما وضمّ المدينة إلى الدولة الإيطاليّة. وقد ذكّر بهذه الواقعة الكاردينال جوفانيّ باتيستا مونتينيّ في تشرين الأول أكتوبر 1962 عندما قال إنّ نهاية السلطة الزمنيّة للبابوات شكلت مدخلًا – بفضل العنايّة الإلهيّة – لخدمة مختلفة، حيث أصبح البابا معلّم حياة وشاهدًا للإنجيل، ومرجعًا أخلاقيًّا للعالم كلّه.

في السادس عشر من أبريل نيسان 1966 زراها البابا بولس السادس وأعلن أنّ البابوات يحتفظون بذكراها التاريخيّة وحسب، ولا يحنّون إليها إطلاقًا ولا يسعون إلى استعادتها.

في الخامس عشر من كانون الثاني يناير ١٩٩٨، قام البابا يوحنّا بولس الثاني بزيارة هضبة الكابيتولين، معبّرًا عن علاقات الاحترام والتقدير والمحبّة القائمة بين أسقف روما وسكّان المدينة، لافتًا إلى أنّ هذه المحبّة تريد أن تصل إلى الأشخاص جميعهم لتمنحهم الأمل والرجاء ولتعضدهم وسط الصعوبات والمحن المعنويّة والماديّة، وشدّد على أنّ هذه المحبّة تولي اهتمامًا بالواقع المتغيّر، ومتاعب الحياة اليوميّة، كما تمنّى البابا يوحنّا أن تعكس المدينة وجهها المسيحيّ للحجّاج، وأن يتصاعد منها إعلانُ سلام ورجاء للبشريّة برمّتها.

في التاسع من آذار مارس عام ٢٠٠٩ زار البابا بندكتس السادس عشر مقرّ بلديّة روما وأكّد أنّ المدينة فتحت ذراعيها لأناس قدموا من مختلف أنحاء العالم، أناس ينتمون إلى ثقافات وديانات عدّة، وصارت بالتالي مدينة متعدّدة الأعراق والأديان، لا تخلو من الصعوبات المتعلّقة بعمليّة الاندماج. وشدّد على ضرورة أن تستعيد المدينة الخالدة روحها وجذورها المدنيّة والمسيحيّة إذا شاءت أن تعزّز أنسنة جديدة تضع في المحور الإنسان بأبعاده كلّها.

في العام  ٢٠١٩ زار البابا فرنسيس هضبة الكابيتولين للمرّة الأولى، حيث توقّف عند أهمّيّة الضيافة، مذكّرًا بأنّ المدينة استضافت طلّابًا وحجّاجًا وسيّاحًا ولاجئين ومهاجرين قدموا من إقليم إيطالي كلّه ومن العديد من بلدان العالم. وأوضح أنّ روما أصبحت صلة وصل بين الشمال الأوروبيّ وعالم المتوسّط، بين السلطات المدنيّة والروحيّة، لافتًا إلى أنّ خصائص المدينة تتطلّب منها أن تقيم حوارًا وتعاونًا بين الفضاءين المدنيّ والروحيّ في إطار الاحترام المتبادل، والعمل على نسج العلاقات الجيّدة ومعالجة الكثير من المشاكل الراهنة، ومطلع هذا الأسبوع، زار البابا فرنسيس مجدّدًا روما ليذكّرها بدعوتها: مدينة مستقبِلة ومرحِّبة بزائريها.