لبنان
22 تموز 2024, 13:00

"لبنان أرض قداسة ووحدة بين المواطنين وأخوّة": البطريرك الراعي

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، البطريرك المارونيّ، في العشرين من تمّوز/يوليو 2024، بالقدّاس الإلهيّ، في كنيسة مار شربل-بقاعكفرا، بعيد القدّيس شربل مخلوف. تُلي الإنجيل من متّى الفصل 13 وركّز على الآية "حينئذٍ، يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متّى 13: 43) .

 

قال البطريرك عن هذه الآية: "هذه الكلمة الإلهيّة، تنطبق تمامًا على القدّيس شربل، ابن بقاعكفرا. فهو يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، بشكل منظور وعجيب في القارّات الخمس، ما يجعلنا نتساءل: ماذا تراه فعل القدّيس شربل لله ومعه حتّى استحقّ هذا الحضور الفاعل في قلوب الشعوب جيعها وضمائرهم؛ فلا نستطيع الإجابة إلّا بعبارة واحدة:"عجيب الله في قديّسيه".

ثمّ هنّأ البطريرك المؤمنين من بقاعكفرا وخارجها بالعيد قبل أن يتابع كلمته ليقول:  "شربل هو ]زرع جيّد[ زرعه ابن الإنسان يسوع المسيح في أرض بقاعكفرا أوّلًا، ثمّ في حقل الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، واليوم في حقل العالم. إنّنا نلتمس شفاعته، راجين التمثّل بفضائله، والتماس تشفّعه من أجل لبنان وطنه في هذا الظرف الدقيق والخطير للغاية، وكلّنا رجاء وثقة بأنّه لن يترك وطنه وشعبه، ولكن علينا نحن أن نعيش زمن صلاة وتوبة ومصالحة، لكي نستحقّ تدخّله".

أضاف البطريرك: "ماذا يقول لنا القدّيس شربل اليوم؟

يقول لنا أن نثق بالله سيّد التاريخ، ونلتمس تدخّله في الوقت الذي يريده، "والطريقة التي يريدها، والمكان الذي يريده. هذه الثقة تعلّمنا انتظار تجليّات الله بالصلاة والتوبة والاتّحاد الدائم بالله. فنحن بحاجة إلى العودة إلى الله، وتصحيح حياتنا ومسلكنا معه.

ويقول لنا أيضًا إنّ لبنان أرض قداسة. وقد ذكّرنا بها وافتتحها لنا وأمامنا بتطويبه سنة 1965 مع ختام المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني لتكون تعاليم هذا المجمع عنصرة جديدة في حياتنا الكنسيّة واللبنانيّة. أجل، لقد افتتح درب القدّيسين بشخص القدّيسة رفقا، والقدّيس نعمة الله، والطوباويّ الأخ إسطفان، والطوباويّ أبونا يعقوب حدّاد الكبّوشي، والطوباويَين الشهيديَن ليونار وتوما، والطوباويّ العتيد البطريرك الكبير مار إسطفان الدويهي في 2 آب/أغسطس المقبل في لبنان، وأخيرًا لا آخرًا القدّيسين الإخوة الشهداء المسابكيّين الثلاثة في 20 تشرين الأوّل/أكتوبر المقبل في رومية. أجل يقول لنا: لبنان أرض قداسة ووحدة بين المواطنين وأخوّة، وليس أرض حروب ونزاعات وقتل وتدمير وتهجير. فلنسعَ إلى إبقائه أرض قداسة وصلاة".

 

وتابع البطريرك الراعي: "يقول لنا شربل ثالثًا، إنّ أعمال الرسالة تحتاج إلى أن تترافق بالإماتة والصلاة وأفعال تواضع.

فلنصغِ، أيّها الإخوة والأخوات، إلى القدّيس شربل الصامت بلسانه، والمتكلّم بأفعاله وآياته وعجائبه تحت كلّ سماء. ولننهض بثقة وايمان، ولنبدّل نمط تفكيرنا، ولنفتح أذهاننا لِما يقوله لنا، فنعطي عيده قيمته في حياة كلّ واحد وواحدة منّا. للثالوث القدّوس كلّ مجد وشكر وحمد الآن وإلى الأبد، آمين".