"لا حياة إلّا بالحوار والسلام": المطران يوسف سويف
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران سويف عظة تمنّى فيها أن يكون هذا العيد مباركًا على الكهنة وأبناء الرعيّة مقيمين ومغتربين، مصلّيًا لأجل السلام في لبنان في هذه الأيّام الصعبة، طالبًا من الربّ أن يجنّبنا الحرب ويوقظ الضمائر لتعود وتؤمن أنْ لا حياة إلّا بالحوار والسلام واليقظة والوعي والمنطق، فلبنان لأبنائه جميعهم، ولا تستقيم الأمور فيه إلّا بالعودة إلى الدولة والحكومة والدستور والمؤسّسات، ولكن، "على الرغم من الألم فإنّ ايماننا كبير أنّ الرب لا يترك وطننا الحبيب لبنان".
أضاف المطران قائلًا: "نحتفل اليوم بشهيدين من الحقبة الأولى للكنيس: تیموتاوس ومورا، بإيمانهما الثابت وتمسّكهما بالربّ يسوع الفادي المخلّص. ارتكزت حياة تيموتاوس على الكلام المقدّس، وهو رجل الله، الذي عاش مع المسيح وتغذّى بالإيمان بالمسيح. ونحن بدورنا علينا أن نسمح للمسيح أن يغذّي عقولنا ونفوسنا من خلال كلامه المقدّس والإفخارستيّا وحضوره الحيّ القائم من بين الأموات، بيننا، فعلى الإنسان أن يكون إيمانه ذا ثوابت وليس عادات، بل يجب أن يكون هذا الإيمان خيارًا شخصيًّا وقناعة شخصيّة وعميقة داخل كلّ إنسان، فيتحوّل هذا الإيمان إلى مشروع حياة، كما كان إيمان تيموتاوس ثابتًا وراسخًا حتّى حصل على معنى الحياة الأساسيّة التي وهبته الفرح. هذا المعنى هو بيسوع المنتصر على الموت الذي فتح لنا طريق الملكوت والحياة الجديدة.
تابع المطران متحدّثًا عن الدور الذي لعبته زوجة تيموتاوس، الشهيدة مورا، عندما أعلنت إيمانها أمام الوالي متأثّرة بإيمان زوجها، فكان مصيرها الاستشهاد لأجل اسم يسوع. فكم منّا يتشبّث بإيمانه أمام مغريات العالم؟ كما أنّ هناك أشخاص، أمام الوثنيّة الجديدة التي تنخر بيوتنا وعقولنا وشبيبتنا، يختارون الابتعاد عن المسيح والصلاة والكنيسة وهذه اللامبالاة هي أكبر مظهر للوثنيّة الجديدة".
تابع المطران سويف كلامه، قال: "العائلة والمكرّسون يلعبون دورًا مهمًّا من خلال المساعدة المتبادلة والمساندة بعضنا البعض بالصلاة والإيمان كي نبني الحواجز أمام الخرق الكبير الحاصل في عائلاتنا على مستوى الفكر. فالبابا فرنسيس يؤكّد اليوم أنّ الخطيئة الكبرى هي اللامبالاة، وفي تذكار الشهيدين تيموتاوس ومورا نطلب من الربّ أن يحرّرنا من الوثنيّة الجديدة التي تبعدنا عن الربّ، وأن يساعدنا على أن نتجدّد بإيماننا انطلاقًا من الكتاب المقدّس وكلام الربّ والقربان والتوبة، التي نعيش بالاعتراف وانطلاقًا من محبّتنا لبعضنا البعض.
أضاف المطران قائلًا: "نحن كمسحيين لا يمكن أن نشهد لإيماننا بيسوع المسيح إذا لم نعش المحبّة والأخوّة. وتكمن المشكلة في أنّ مجتمعنا مفكّك، فنحن المعمّدين باسم المسيح الذين نؤمن باسمه وموته وصليبه، وقيامته، علينا ألّا نسمح بتفكّك مجتمعنا، ليس فقط على المستوى الاجتماعيّ، إنّما أيضًا على المستوى العقائديّ والإيمانيّ، لذلك علينا أن نجدّد ايماننا ونفتخر بمسيحنا وإنجيلنا وصليبنا، ليس بدوافع دنيويّة وبشريّة واجتماعيّة، إنّما بدافع صليب المسيح الذي يترجم من خلال السلام والأخوّة والصفح والتعاون والمحبّة والمغفرة، كما ينبغي علينا أن نكون عائلة وجماعة مسيحيّة تؤمن بالمسيح أساس حياتها ومجدّدها".