الفاتيكان
24 حزيران 2024, 10:30

"كم جميل أّن نستسلم بين ذراعي ابن الله": الأب تنتارديني

تيلي لوميار/ نورسات
صدر عن مكتبة النشر الفاتيكانيّة كتاب يتضمّن مجموعة من العظات التي ألقاها الكاهن الإيطاليّ جاكومو تانتارديني في بازيليك القدّيس لورنتزو خارج أسوار روما القديمة بين عامَي ٢٠٠٧ و٢٠١٢ بعنوان "كم جميل أن نستسلم بين ذراعَي ابن الله"، على ما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

كتب البابا فرنسيس توطئة لمجلّد الأب جاكومو قال فيها إنّ "بين أيدي القرّاء مجموعة من العظات الدامغة، فالأب جاكومو كاهن حرّكه شغف كبير...شكّلت عظاته، على مرّ السنين، الغذاء لآلاف الشبّان والشابّات الذين كانت البازيليك الرومانيّة وهي لا تزال، تغصّ بهم مساء كلّ سبت، وقد استقطبت هذه العظات اهتمام الشبيبة، فكانت كلّ كلمة تترسّخ في القلوب وتنير دروب الحياة".

 

أضاف البابا قائلًا: "قراءة هذه العظات والتأمّل فيها، أمرٌ مفيد جدًّا لنفوسنا اليوم، لأنّها تسلّط الضوء على الجوهر الأساسيّ للحياة المسيحيّة". وأكّد البابا أنّ الكنيسة تحتاج دائمًا إلى استعادة الأمور الجوهريّة والأساسيّة.

أشار أيضًا إلى أنّ ثمّة محاولات لجعل المسيحيّة تقتصر على سلسلة من القواعد والشرائع، لكنّ ذلك كلّه ولّد شعورًا بالفشل والحزن. وأضاف أنّ الأب جاكومو، وهو وعى لهذا الأمر، سعى، من خلال تأمّلاته، إلى تسليط الضوء على النعمة، وقد اختبر كيف تستبق مبادرة الله نوايانا كلّها، وتوقظ الرغبة في صنع الخير مع أنفسنا ومع الآخرين، لا سيّما مع الأشخاص الأكثر حاجة وعوزًا".

وذكّر البابا فرنسيس في هذا السياق بأنّ الأب جاكومو كان يُرفق دائمًا كلمة "نعمة" بكلمة أخرى تجعلها ملموسة وواقعيّة، ألا وهي كلمة "جاذبيّة"، لأنّ الربّ يجذبنا دائمًا بواسطة سحر إنسانيّته.

أردف البابا وقال "من هذا المنطلق تمحور العديد من عظات الأب جاكومو حول واقعة لقاء الربّ يسوع بزكّا العشّار، وارتداده. وعهد القول إنّ الشعب اعتبر زكّا خائنًا له، وقد بدأت مسيرة ارتداده عندما حمله فضوله على الصعود إلى الشجرة ليرى الربّ. وعندما نظر إليه يسوع نزل من على الشجرة بفرح، كانت نظرة قويّة ومفعمة بالفرح بجُلّ ما هو إلهيّ، النظرة الوحيدة التي لا يملكها الإنسان".  

مضى البابا إلى القول بأنّ "الصلاة تصبح البعد الأوّل في الحياة، ]إنّ مَن يُصليّ يخلص[ قال ألفونسو دي ليغوري.  

الصلاة ليست هروبًا من واقع العالم الشرّير، بل هي بحثٌ من أعماق النفس عمّا يعطي معنىً للوجود وعن إمكانيّة عيش الحياة بفرح".

كتب البابا فرنسيس: "الصلاة هي أن نطلب من الربّ أن يأتي إلينا ويصبح جزءًا من حياتنا، فالطفل لا يضع أملًا مجرّدًا في والدته، بل يأمل بأن تكون والدته بجانبه، وهكذا هو الرجاء المسيحيّ الذي يقول للربّ ]تعالَ[".  

لفت البابا إلى أنّ الأب جاكومو استخدم لغة بسيطة، لكنّ القارئ يشعر، من خلال صفحات الكتاب، بثقل العظات، وبالفكر اللاهوتيّ الخاصّ بالقدّيس أغسطينوس والنثر الشعريّ لشارل بيغي، وصولًا إلى الدرب الصغيرة للقّديسة تيريزا الطفل يسوع، التي كانت تردّد قائلة: "عندما أمارس عمل الخير فهو يسوع فقط من يتصرّف من خلالي".

في الختام أشار البابا فرنسيس إلى أنّ الكثير من هذه العظات يلامس قلب الإنسان. وأشار إلى أنّ العظة المؤثّرة على نحوٍ خاصّ هي تلك التي ألقاها، في الحادي والثلاثين من آذار مارس ٢٠١٢ أيّامًا قليلة قبل رحيله، واختتمها بجملة بسيطة جدًّا، تفوّه بها بجهد كبير وبصوت خافت قال: "كم جميل أّن نستسلم بين ذراعي ابن الله".