"كلمة الله، تفتح أمامنا آفاقًا تجدّد الحياة على الدوام": الكاردينال بيتسابالا
ترأّس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين القدّاس الذي سبق حفل التقديم، في بازيليك القدّيسة مريم سلطانة الرسل في مونتانيولا، التي غصّت بالمؤمنين، وقد عاونه المطران يوسف متّى، راعي أبرشيّة عكّا للروم الملكيّين، والمطران ميشال عون، راعي أبرشيّة جبيل للموارنة وممثّلون عن الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة.
قال البطريرك بيتسابالا في عظته: "هذا العمل هو علامة على حيويّة الكنيسة...والمسيحيّون مدعوّون إلى أن يقولوا كلمات سلام لإخوتهم اليهود والمسلمين".
قال أيضًا: "لا توجد بشارة من دون كلمة الله. كلمة الله اليوم يتمُّ شرحها بطريقة جديدة، باللغة العربيّة، للمؤمنين الناطقين بهذه اللغة، وهي أداة رائعة للتعريف بيسوع، لا سيّما في هذا الوقت الذي تثستخدم فيه لغة مليئة بالكراهية. أمّا كلمة الله، فهي تفتح آفاقًا تجدّد الحياة على الدوام، وهذا ما نحن بأمسّ الحاجة إليه في هذا الزمن"...
كما تحدّث الأب جان عزّام، المرشد الروحيّ لإكليريكيّة "أمّ الفادي" في لبنان.
قال الأب عزّام: "هو كتاب مقدّس جمع بين ترجمة العهد القديم التي قام بها اليسوعيّون وترجمة العهد الجديد التي قمتُ بها مع أشخاص آخرين بنصّ أمين جدًّا للغة اليونانيّة وإنّما بطريقة يسهل فهمها". هناك حوالى ٤٠٠ ملاحظة موضوعيّة تساعد القارئ ليس فقط على قراءة النصّ وإنّما على عيشه من خلال التأمّل فيه. من خلال الملاحظات من الممكن أيضًا قراءة مقاطع مختلفة متوازية من الكتاب المقدّس، عبر العديد من المراجع من العهد القديم إلى العهد الجديد، والتي تساعد القارئ على الاطّلاع على لاهوت الكتاب المقدّس حول الموضوع".
"ميزة أخرى في هذا الكتاب المقدّس"، قال الأب عزّام، "هي الإشارات الواردة في الملاحظات إلى آباء الكنيسة وكذلك الخلفيّة اليونانيّة والعبريّة والآراميّة". وذكّر الأب عزام بوجود إشارات إلى الجغرافيا والتاريخ وأسماء الأماكن وإلى آخر الأبحاث الأثريّة.
من جهته، سلّط الأب فرانشيسكو جوزوي فولتاجيو، خبير في الكتاب المقدّس ومنسّق دبلوم الأصول المسيحيّة في جامعة اللاتيران الحبريّة، في مركز "Domus Bethaniae " في القدس الضوءَ على أنّ "الأمر يتعلّق بتحدٍ ونعمة لكي يتمكّن المسيحيّون الناطقون باللغة العربيّة من الحصول على مفتاح نبويّ لقراءة أحداث تاريخهم، يساعدهم على فهم أكبر أيضًا لأهمّيّة وجودهم ورسالتهم في مثل هذا الوضع المعقّد، فيما يستمرّون في كونهم جسرًا للمصالحة والسلام".
وفي خطّ الزخم الذي أعطاه المجمع الفاتيكانيّ الثاني لإعادة اكتشاف كلمة الله من قِبل المؤمنين، أكّد الأب فولتاجيو أنّ هذا العمل هو جزء من التجديد الذي أحدثه المجمع نفسه، في سياق الدستور العقائديّ في الوحي الإلهيّ "كلمة الله"، الذي أعاد الكتاب المقدّس إلى المحور، وهو أيضًا عمل يتوافق تمامًا مع رسالة البابا فرنسيس "Aperuit illis" . وأوضح أيضًا أنْ، مع اضطرار المسيحيّين الناطقين باللغة العربيّة، أن يحافظوا على إيمانهم ويدافعوا عن هويّتهم في كلّ حقبة من التاريخ، "هم يستحقّون حبّنا وتقديرنا، وقد أردنا أن نقدّم مساهمتنا في هذا الاتّجاه". وأضاف: "يقول القدّيس إيرونيموس إنَّ "جهل الكتاب المقدّس هو جهل للمسيح"، وبالتالي، نحن نعتقد أنّ المساهمة في معرفة الكتاب المقدّس تعني أن نجعل يسوع المسيح ينمو أكثر فأكثر في هؤلاء المسيحيّين الذين يستحقّون الثناء على صمودهم، لكي يصبحوا أكثر فأكثر نورًا وملحًا وخميرة في الشرق الأوسط والعالم أجمع".
يندرج هذا الحدث في إطار الاحتفال بالذكرى المئويّة الأولى لولادة الجمعيّة الدوليّة للكتاب المقدّس الكاثوليكيّة التي أسّسها الطوباويّ ألبيريونيه. وقد أكّد الأب دومينيك سوليمان، الرئيس العامّ لجمعيّة القدّيس بولس، أهمّيّة هذا العمل في سياق الخدمة الرعويّة.
نلفت إلى أنّ دار سان باولو للنشر قدّمت آلافًا عدّة من النسخ للبابا لكي يعطيها للمسيحيّين الناطقين باللغة العربيّة الذين يعيشون أوضاعًا صعبة.
وكانت خاتمة التقديم، تسليم هذه النسخة من الكتاب المقدّس إلى حوالى خمسين مؤمنًا من الأرض المقدّسة جاؤوا للحجّ إلى روما ولوريتو، كعلامة قرب ومشاركة مع المسيحيّين الذين يعيشون في هذه الأراضي.