لبنان
15 تموز 2024, 06:20

"كلام الإنجيل يملأ عقولنا من الحقيقة والقربان يغذّي قلوبنا": البطريرك الراعي

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، البطريرك المارونيّ، يوم الأحد، الرابع عشر من تمّوز/يوليو 2024، بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة الصرح البطريركيّ-الديمان، وتمّت قراءة الإنجيل من لوقا (لو 4: 18).

 

ركّز البطريرك الراعي في كلمته بعد تلاوة الإنجيل من لوقا الفصل 4 على الآية 18 من آشعيا النبيّ وشرح: "كُتبت هذه الآية سبعمئة سنة قبل المسيح. فقال عنها الربّ يسوع إنّها كتبت عنه: ]اليوم تمّت هذه الكتابة التي تُليت على مسامعكم[ (لو 4: 21). إنّه هو الذي تنبّأ عنه آشعيا. أجل، تنبّأ عن هويّته: وهي مسحةُ الروح القدس في بشريّته؛ وتنبّأ عن رسالته المثلّثة وهي: النبويّة: أرسلني لأبشّر المساكين؛ والكهنوتيّة: أرسلني لإطلاق المأسورين، وعودة البصر للعميان، وتحرير المظلومين بأجسادهم وأرواحهم ونفوسهم؛ والملوكيّة: وأرسلني لإعلان زمن مرضيّ للربّ (لوقا 4: 18-20)".

أردف البطريرك قائلًا: "الروح القدس الذي ملأ بشريّة يسوع يوم اعتماده في نهر الأردنّ، قاده إلى مجمع الناصرة في ذاك يوم السبت حيث دُفع إليه بالسفر وكانت القراءة من نبوءة أشعيا التي تحقّقت في شخص يسوع كتأوين لها: "اليوم تمّت هذه الكتابة" (لو 4: 21). هذا هو عمل الروح القدس: إنّه يحقّق فينا الآن وهنا كلام الله. فلا نسمعه كلامًا من الماضي، بل كلامًا من الحاضر، موجَّهًا إلى كلّ واحد وواحدة منّا. يعمل الروح القدس فينا بواسطة أسرار الكنيسة حيث يتواصل عمل المسيح الخلاصيّ. فيقدّسنا الروح القدس من خلالها ويجعلها فاعلة فينا الآن وهنا. وفوق ذلك يوزّع علينا الروح مواهب خاصّة، لكي يضعها كلّ واحد وواحدة منّا في خدمة الجماعة، فيساهم الجميع، كَوُكَلاء على نِعَمِ الله، في بناء جسد المسيح في الحقيقة والمحبّة".

أوضح البطريرك وقال: "هذه الصفحة الإنجيليّة تنطبق على كلّ مؤمن ومؤمنة. هذه النبوءة تتحقّق فينا. نحن نلنا الروح القدس بالميرون، ونناله كلّ مرّة نتقرّب من الأسرار المقدّسة، ولا سيّما سرّي التوبة والقربان. إذًا، نحن أيضًا يقودنا الروح ويرسلنا إلى حيث يريد أن نشهد للمسيح في كلّ عمل ومسؤوليّة ومبادرة".

أضاف البطريرك: "لا يمكن فصل حياتنا عن إلهامات الروح وتوجيهاته. فما أجمل أن نلتمس باستمرار أنوار الروح قبل أيّ عمل أو موقف: ]هلّم أيّها الروح القدس، واملأ باطن قلوب مؤمنيك[. فتأتي أعمالنا ومواقفنا شاهدة للحقيقة والمحبّة التي يملأنا بها المسيح الربّ: فكلام الإنجيل يملأ عقولنا من الحقيقة، وتناول جسد الربّ ودمه في القربان يغذّي قلوبنا بالمحبّة. على أساس الحقيقة والمحبّة تُبنى الجماعة العائليّة والكنسيّة والاجتماعيّة والوطنيّة".

قال البطريرك أيضًا: "إنجيل اليوم يتوجّه، كذلك الأمر، إلى الذين يتعاطون الشأن السياسيّ العامّ، من أجل حسن بنيان الجماعة الوطنيّة، القائمة على التنوّع في الوحدة. فلو أصغى المسؤولون السياسيّون عندنا إلى إلهامات الروح القدس، إلى صوت الضمير، وأهميّة هويّتهم ورسالتهم، لبدّلوا نهجهم وتعاطيهم الشأن الوطنيّ العام، ولسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، وانتفع من ذلك المجلس النيابي كهيئة تشريعيّة، ومجلس الوزراء واستعاد صلاحيّاته الدستوريّة كاملة، واستفاد المواطن..."

ختم البطريرك:" فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، إلى الله كي يستجيب دعاءنا وصلوات شعبنا، ويحقّق أمنياتنا، لمجده تعالى، أمين".