لبنان
10 حزيران 2024, 12:00

"كاريتاس هي السامريّ الصالح": المطران إبراهيم

تيلي لوميار/ نورسات
أحيا إقليم البقاع الشرقيّ في رابطة كاريتاس لبنان قدّاسه السنويّ في كنيسة سيّدة الانتقال في حوش حالا، حيث احتفل المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك بالذبيحة الإلهيّة بمشاركة النائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم، وخادم الرعيّة الأب أومير عبيدي والأبوين جوزف جبّور وإلياس إبراهيم.

 

حضر القدّاس رئيس عامّ جمعيّة المرسلين البولسيّين الأب مروان سيدي، ورئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبّود، ورئيس جامعة الروح القدس في زحلة الأب بطرس عيد، ورئيس دير مار روكز للآباء الأنطونيّين في حوش حالا الأب جورج صدقة، وعددٌ من الآباء، إلى جانب فاعليّات من رابطة كاريتاس في لبنان ومن المجتمع المدنيّ وشخصيّات من الدوائر التعليميّة، والثقافيّة، والرعويّة، وجمهور كبير من المؤمنين.  

نوّه المطران إبراهيم في عظته بالدور الكبير الذي تلعبه كاريتاس وقال: "  ... آتي اليكم اليوم بدعوة من الأب أومير عبيدي، لنحتفل بالقدّاس الإلهيّ ونتأمّل في العمل الجادّ لكاريتاس، إقليم البقاع الشرقيّ. إنّها الذراع الرحيمة لكنيستنا واليد الممدودة لصنع الخير في هذه المنطقة الغالية جدًّا على قلبي. دعونا نفتح قلوبنا للرسالة الإلهيّة عن المحبّة، والخدمة، والعطاء التي جسّدها المسيح في خدمته الأرضية."

وأضاف" من إنجيل متّى سمعنا يسوع يقول: "لأنّي جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبًا فآويتموني..." (متى 25:35-36). هذه الكلمات تجسّد جوهر دعوتنا المسيحيّة - لخدمة إخوتنا المحتاجين كما لو كنّا نخدم المسيح نفسه.

كاريتاس هي السامريّ الصالح الذي يرمز إلى منارة أمل وشهادة على التزام كنيستنا الثابت بدعوة الإنجيل إلى المحبّة. في أرض تتأثّر بالتحدّيات الاقتصاديّة، وعدم الاستقرار السياسيّ، والصراعات الاجتماعيّة، أتت كاريتاس حضورًا ثابتًا، تقدّم ليس فقط المساعدة الماديّة، بل أيضًا العزاء الروحيّ حفاظًا على الكرامة الإنسانيّة."

وتابع "المحبّة ليست مجرّد فعل عطاء؛ هي تعبير عميق عن إيماننا. هي تجسيد ملموس لمحبّة الله التي تعمل من خلالنا. عندما نمدّ أيدينا لإطعام الجياع، أو كسوة العراة، أو مواساة المنكوبين، نصبح أدوات للرحمة الإلهيّة. كما يذكّرنا القدّيس يعقوب، "الإيمان من دون أعمال ميت" (يعقوب 2:26). إيماننا يتحقّق من خلال أعمال المحبّة التي تكشف قلب الإنجيل."

قال المطران إبراهيم أيضًا: "تأمّلوا في العديد من الأرواح التي لمستها كاريتاس لبنان. الجياع الذين أُطعِموا، المرضى الذين شُفوا، النازحون الذين أووا - كل فعل من أفعال الخير هو شهادة على قوّة المحبّة العمليّة. في كلّ طرد غذائيّ موزّع، في كلّ مستوصف طبي منشأ، في كلّ مدرسة مدعومة، يشرق وجه المسيح. لا تقتصر كاريتاس لبنان على تلبية الاحتياجات الفوريّة؛ بل تعزّز الأمل، والكرامة، والاعتماد على الذات، ما يمكّن الأفراد من إعادة بناء حياتهم."

وأردف المطران قال: "كمؤمنين في الكنيسة، نحن مدعوّون إلى دعم هذه الرسالة والحفاظ عليها. صلواتنا، ومساهماتنا، وجهودنا التطوّعيّة لها دورها البالغ. الكنيسة ليست مراقبًا سلبيًّا، بل مشاركًا نشطًا في النضال من أجل العدالة والسلام. نتذكّر كلمات البابا فرنسيس، الذي قال: "الكنيسة هي مستشفى ميداني بعد المعركة. لا جدوى من سؤال شخص مصاب بجروح خطيرة عن مستوى الكوليسترول لديه ومستوى السكّر في دمه! عليك علاج جروحه. ثمّ يمكننا التحدّث عن كلّ شيء آخر."

كلّ منّا مدعو لتقديم التزام شخصيّ تجاه عمل كاريتاس. دعونا نفحص حياتنا ونسأل كيف يمكننا المساهمة. دعونا لا نبقى غير مبالين بمعاناة من حولنا، بل نتأثّر برحمة المسيح."

وختم المطران إبراهيم: " لنتذكر أن محبّتنا هي انعكاس لمحبّة الله لنا التي لا حدود لها. بينما نتناول القربان المقدّس اليوم، دعونا نتجدّد في التزامنا بالمحبّة والخدمة لبعضنا البعض، على مثال مخلصنا. لتواصل كاريتاس أن تكون قناة لرحمة المسيح ومحبّته".