لبنان
12 آب 2024, 11:00

"كاريتاس تعلّمت من يسوع أنّ كلمة آخ تؤلم ونقف أمامها لمحاولة إيقافها": المطران نفّاع

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل إقليم كاريتاس زغرتا - إهدن بالقدّاس السنويّ في كنيسة مار جرجس - إهدن. ترأّس الذبيحة الإلهيّة المطران جوزيف نفّاع، النائب البطريركيّ على نيابتَي الجبّة وإهدن-زغرتا، عاونه المونسنيور إسطفان فرنجيّة، الأب ميشال عبّود، رئيس رابطة كاريتاس لبنان، الأب يوحنّا مخلوف، رئيس الإقليم، الأب رولان مراد، منسّق الأقاليم في الرابطة، الخوري ريمون إيليّا، المرشد الروحيّ للإقليم.

 

حضر القدّاس ممثّلون عن مجلس إدارة الرابطة ومسؤولة جهاز الإعلام، ومستشار العلاقات الإعلاميّة في شبيبة كاريتاس وأعضاء مكتب الإقليم والشبيبة وحشد من المؤمنين من أولاد الرعيّة، وخدمت القدّاس جوقة الرعيّة.

 

بعد الإنجيل، ألقى المطران نفّاع عظة تحدّث فيها عن إنجيل مثل الزارع وقال:"يقول الإنجيل، خرج الزارع ليزرع، ولا بدّ للزارع من أن يتقن عمله" فلا يرمي البذور في كلّ مكان من دون تمييز، لكنّ يسوع قال ما قاله عن قصد ليُفهمنا أنّ الله يعرف كيف يفعل كلّ شيء ولكنّه يرمي الحبوب، أي نِعمَه، على الجميع، من دون تفرقة".  

أضاف المطران: "ونحن نضحك أحيانًا على يسوع ونسأله –كمن يريد أن يحرج الآخر- لماذا توفّق هؤلاء وأنت تراهم بعيدين عنك؟

أمّا هو فيقول: أنا يسوع ولا أعلم سوى أن أحبّ الجميع .

وهذا ما يريدنا أن نتعلّمه "محبّة الجميع" بغضّ النظر عمّا إذا كانت محبّتنا تنبت فيهم أم لا."

وتابع:"نحبّ الجميع بمجّانيّة لأنّ يسوع علّمنا ذلك، ولا نحبّ منتظرين من يبادلنا المحبّة. ونترك للربّ أن يُنمي حيثما يريد."

أضاف المطران نفّاع: "نحن نفعل ذلك حين نؤمن بيسوع حقيقة وبأنّه يريدنا أن نكون إخوة حقيقيّين بعضنا لبعض. لقد وصلنا اليوم إلى مكان نرى الإخوة يتناحرون من أجل حبّة تراب ويتوارثون ذلك لأجيال فيما نراهم يركعون ويصلّون. إنجيل اليوم يشكّل خضّة لضميرنا".

ختم المطران نفّاع كلمته بالقول:"إنجيل اليوم أتى ليخبرنا من هي كاريتاس: تحبّ من دون أن تسأل ولذلك تُنتقد على أنّها لم تساعد هذا وساعدت ذاك. فيما الحقيقة أنّ كاريتاس تعلّمت من يسوع أنّ كلمة -آخ - تؤلم ونقف أمامها لمحاولة إيقافها لو صدرت عن أيٍّ كان.

وحين يكون معنا قرش قدّمه محسن سنعطيه حيث يجب من دون النظر أين وكيف؟

وعلى قدر ما يعطينا الآخر، على قدر ذلك نُكمل" .

أردف المطران: "نحن اليوم نرى كيف أنّ كاريتاس تجسّد تعليم يسوع. في السنوات الأربع الماضية عملت كاريتاس بصمت في محاولة لسدّ الحاجات وتخفيف الألم على قدر الممكن وعلى قدر الإمكانيّات.

وكاريتاس لا بدّ من أن تواكَب بالدعم الدائم ومن لديه اعتراض ليأتي ويعمل معنا من الداخل ليرى ويلمس مدى الصعوبات وليساعد في تطبيق ما يريده الله منّا، أمّا الاكتفاء بالكلام والتنظير، فهذا لا يفيد.

ونحن نتبع يسوع بهذه الحفنة من القمح والله كفيل بجعلها أضعافًا وهو لا يترك أحدًا"...

 

في ختام القدّاس ألقى الأب عبّود كلمة شكر إلى المطران نفّاع خصوصًا على تسليطه الضوء على آهات الموجوعين، لا سيّما أولئك الذين يتألّمون بصمت، وعلى وجه الخصوص الفقراء الجدد. كما توجّه الأب عبّود بشكره العميق إلى المونسميور فرنجيّة على دعمه الدائم للإقليم.

وممّا قال: "تجلّت جهود (إقليم زعرتا-إهدن) في كميّة الهبات التي تلقّوها ووزّعوها، ما يدلّ على كرم أبناء هذه المنطقة، سواء المقيمين أو المغتربين. تتميّز كاريتاس بحضورها الكبير على مستوى العالم في أكثر من مئتي دولة، وفي لبنان في ستّة وثلاثين إقليم. نطلب من الله أن يكافئ من يقف إلى جانبنا، لنتمكّن بدورنا من الوقوف إلى جانب المحتاجين".