لبنان
24 حزيران 2024, 07:00

"في كلّ إبوَّة الكرامة الأكبر هي الخدمة": البطريرك الراعي

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك المارونيّ، الكردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الأحد، الثالث والعشرون من حزيران/يونيو 2024، بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة الصرح البطريركيّ - بكركي، وكانت له كلمة بعد الإنجيل الذي قُرئ من متّى الفصل 13 وركّز على الآية "لا تدعوا لكم في الأرض أبًا، لأنّ أباكم واحد، هو الذي في السماء" (متّى 13: 9)

 

كانت عظةٌ للبطريرك الراعي، بعد الإنجيل، قال فيها: "يدعونا الربّ يسوع إلى عيش الأخوّة الشاملة، أكان الأب أبًا دمويًّا، أو أبًا روحيًّا، أو أبًا معنويًّا، لأنّ "لهذا أحني ركبتيّ ساجدًا للآب، فمنه كلّ أبوّةٍ في الأرض والسماء" (أف 3: 14-15). أجل، كلّ أبوّة تأخذ اسمها ومثالها من سيّدنا يسوع المسيح ومن أبيه السماويّ، الذي يشكّل نموذجًا لكلّ أب. هكذا نفهم كلمة الربّ يسوع في إنجيل اليوم "لا تدعوا لكم في الأرض أبًا، لأنّ أباكم واحد، هو الذي في السماء" (متّى 13: 9).

قال البطريرك الراعي أيضًا: "يؤكّد الربّ يسوع في إنجيل اليوم أنّ كلّ أبوّة في الأرض، أكانت دمويّة أم روحيّة أم معنويّة تأخذ قيمتها ودورها من أبوّة الآب السماويّ. إنّها خدمة حبّ: وليست جاهًا، ولا تباهيًا، ولا افتخارًا، ولا راحة، ولا لقبًا. إنّها مسؤوليّة: تتفانى في سبيل من هم في إطارها، وتبحث عن الطرق جميعها التي تؤمّن سعادة من هم ضمن مسؤوليّتها"

ثمّ عدّد البطريرك أنواع الأبوّة مع تحديدٍ مقتضب لكلّ نوع فتحدّث عن:  

1- الأبوّة الدمويّة وهي أبوّة والديّة تأتي من الزواج والإنجاب والتربية.

2- الأبوّة الروحيّة وهي أبوّة كنسيّة أي أبوّة الكاهن والأسقف والرئيس الرهبانيّ؛ إنّها أبوّة لها مسؤوليّتها في تأمين خير من هم في إطار مسؤوليّاتها، وخيرهم الروحيّ والماديّ والمعنويّ.  

3- الأبوّة المعنويّة وهي أبوّة الرئيس المدنيّ، مثل رئيس الجمهوريّة والملك والأمير. هؤلاء مسؤولون عن تأمين الخير العامّ في الجمهوريّة والمملكة والإمارة، وهم المسؤولون عن الدستور لخير المواطنين، والمسؤولون عن انتظام المؤسّسات، وإلّا دبّت الفوضى، وتزعزع الملك. وهكذا في كلّ أبوّة، الكرامة الأكبر هي الخدمة"

وأكمل الراعي شرحه عن الأبوّة في نوعها الأخير وقال: "أذكّر بدور رئيس الجمهوريّة: هو يفاوض بملء الصلاحيّات الدستوريّة، ويطالب مجلس الأمن بتطبيق قراراته والعمل على حياد الوطن، فالحياد هو في الأصل من طبيعة الكيان اللبنانيّ، ونظامه السياسيّ...

يواجهنا اليوم شغور آخر هو الشغور الذي سيلحق بالكلّيّة الحربيّة، فللسنة الثانية على التوالي، لن يكون هناك تلامذة طلّاب يلتحقون بها، ليكونوا استمراريّة للمنظومة الأمنيّة في البلاد...  

من واجبنا مناشدة المعنيّين بالأمر، والحكومة الإسراع بحسم هذا الجدل، كي لا يدفع الشباب ثمن التباينات السياسيّة. ودعوتنا دائمة للشباب بأن ينتسبوا إلى الدولة ويكونوا أبناءها وحُماتها، مهما تعرقلت الأمور...

ثقتنا بالمسؤولين ودعوتنا لهم، أن يسرعوا بإيجاد حلّ لفتح أبواب الكلّيةّ الحربيّة لفادي شغورٍ خطير".

ختم البطريرك قائلًا: لنصلِّ معًا إلى الله كي يلهم المسؤولين عن تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، التجرّدَ من أيّ مصالح غير مصلحة الوطن...المجد والشكر لله الآن وإلى الأبد، آمين".