دينيّة
20 أيار 2016, 12:53

"فرح الحبّ".. في "الحكمة"

تمارا شقير
أقام معهد العائلة وكليّة العلوم الكنسيّة في جامعة الحكمة أمس ندوة حول الإرشاد الرسولي الجديد للبابا فرنسيس عن الحبّ في العائلة - فرح الحبّ Amoris Leatitia - في مسرح الجامعة برعاية المطران بولس مطر والمطران نبيل العنداري وبمشاركة كلّ من الخوري شوقي كرم، الأباتي سمعان أبو عبدو والمطران الياس سليمان وبحضور عدد من الطلاب والأساتذة .

استُهلّت الندوة بتلاوة صلاة العائلة المقدّسة. من ثم كانت كلمة لرئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون شكر فيها الحضور وعرّف عن الإرشاد الرسولي الجديد مؤكّدًا أنّ صدور الإرشاد الجديد خلال سنة الرحمة ليست مجرّد صدفة لا بل تصوّر مسبق وتصميم وعناية إلهية. وشدّد على ضرورة التركيز على الحياة الزوجيّة وعلى أهميّة العائلة لأنّها مصدر الحياة ومدرسة لممارسة الشراكة والمحبّة وتعكس صورة الثالوث في العالم وأنّها أيضًا خميرة المجتمع الصالح وتساهم في بناء علاقات سليمة. وأشار إلى أنّنا بحاجة إلى الحبّ الحقيقي المبنيّ على الإخلاص والتضحية خاتمًا كلمته بدعوة إلى تركيز أسس العائلة وتعزيز رسالتها.

وتلت كلمة الخوري شلفون كلمة ولي جامعة الحكمة ورئيس أساقفة بيروت المارونيّة المطران بولس مطر الذي اعتبر أنّ فرح المعرفة وفرح الحبّ هما من أجمل أفراح الدنيا. وأضاف أنّ العائلة تمرّ اليوم بأزمة كبيرة لأنّها تُحارَب فكرياَ ولأنّ الجماعة هي التي تطغى على العالم لا سيّما في المجتمعات الغربيّة والأوروبيّة باعتبارها العائلة سجنٌ ولا ضرورة لها، فهي تموت بفعل الفرديّة، والحريّة أصبحت فرديّة، ولا وجود للجماعة. وختم مطر قائلاَ إنّ العائلة صنع الربّ وإنّ كل فلسلفة فردية تقتل الحرية وإنّ الحريّة لا يجب أن ترفض العقل والحبّ ولا الكرامة البشريّة، فهي ليست إله بل هي أن نقبل نعمة الله ونعبده بحريّة، داعيًا هنا إلى إنقاذ العائلة.

من ثم ألقى النائب البطريركي العام على أبرشيّة جونيّة المارونيّة ورئيس اللجنة الأسقفيّة للعائلة والحياة المطران أنطوان نبيل العنداري كلمة شرح فيها بعض المفاتيح الأساسيّة لفهم الإرشاد الرسولي الخاص بالعائلة، ألا وهي: الرحمة، الفرح، الزواج، المهاجرون والنازحون، الزواج واتحادات الأمر الواقع، كرامة المرأة، دعوة الزواج، حماية الحياة، التحضير للزواج، المرافقة، المثوليّة والتمييز في شأن المطلّقين المتزوجين. وفي ختام كلمته ضمّ العنداري صوته إلى صوت البابا فرنسيس آخذًا بعين الإعتبار الإختلاف الهائل بين الحالات الواقعيّة لفهم التشريع الجديد، فالمطلوب التشجيع على القيام بتمييز مسوؤل، شخصي ورعوي، للحالات الخاصّة.

أما الخوري شوقي كرم فتطرّق الى دعوة ملء الحبّ الزوجي الخصب معتبراً أنّ هذا الأخير متأصّل في طبيعة الإنسان وهذه دعوة الى تأسيس شركة حياة عميقة: شركةُ أشخاص حدّد ملءُ الحبّ الزوجي الخصب جوهرَها وشركة تسّهل إمكانية التواصل بين المرأة والرجل. كما أردف أنّ الحبّ الزوجي لا يمكن الا أن يكون خصبًا، أي حبّ يمنح دائما الحياة للزوجين، لكائن جديد، للكنيسة وللمجتمع. ومن هنا عالج كرم خصب الحبّ الزوجي على صعيدين: اولاً على صعيد الثنائي وثانيًا على صعيد المشاركة المسؤولة في الخلق.

بدوره تكلّم الأباتي سمعان أبو عبدو عن تربية الأبناء والمواكبة الرعائيّة للمسيرة العائليّة من خلال تطرّقه إلى الفصلين السادس والسابع من الإرشاد الرسولي ذاكراً أسباب تفكك الزواج وطالباً تربية للضمير وتنشئة أنسب للكهنة والراهبات ومعلميّ الدين المسيحيّ والناشطين في العمل الرعوي. كما سلّط الضوء على أهمّية نقل نداء البابا فرنسيس الى الحضور أي عدم استخدام الأولاد كرهينة ضد الشريك الآخر.

وأخيراَ ناقش المطران الياس سليمان موضوع المرافقة والتمييز والإندماج الرعوي للحالات المعقّدة والهشّة وأصرّ على التنشئة للجميع. كما ضمّ صوته الى صوت البابا فرنسيس محذراً من التسرّع في بعض الحالات.

اختُتمت الندوة بنقاش مفتوح عبر طرح الأسئلة وبشكر مدير معهد العائلة في جامعة الحكمة الأب يوسف أبي زيد الحضور وبإيجاز الندوة بأربع نقاط: أولاَ تربية الأشخاص على العاطفة الصحيحة، ثانياّ أن تكون العائلة مبشّرة حول العالم، ثالثاَ تنشئة العائلات والكهنة على كيفية المواكبة، ورابعاَ عدم التخلّي عن ملء الحبّ.