"عيد مولد يوحنّا المعمدان هو عيد الرحمة": البطريرك الراعي
بعد قراءة الإنجيل المقدّس، تأمّل البطريرك الراعي في عظته في الآية "كحملٍ جديدٍ يحملُ خطايا العالم" (يو1: 29) وقال: "اسمُهُ يوحنا"
"يوحنّا المعمدان، هذا النبيّ الجديد يُعلن المسيح، يُهيِّئ الطريق بالدعوة إلى التوبة، ويشهد للمسيح أنّه فادي الإنسان، فطوبى للذين يسمعون كلام الله ويعملون به.
تحتفل الكنيسة هذه السنة، 2024، بعيديْن كبيريْن: عيد مولد يوحنّا المعمدان وعيد سيّدة الحبل بلا دنس.
عيد مولد يوحنّا المعمدان هو عيد الرحمة. اسمه يوحنّا أي الله تحنّن، الله رحوم. أجل، يوحنّا المعمدان ظهر رحمة أمام المسيح الربّ. سبقَهُ بستّة أشهر وكان بمثابة الفجر قبل طلوع الشمس، اسمه يعني رحمة، والرحمة تجسّدت واسمها يسوع المسيح، ونحن كمسيحيّين، ندعى "أبناء الرحمة وبناتها".
عالمنا بحاجة إلى رحمة، وهذه نتعلّمها من الله الذي هو، بطبيعته، رحوم. في الكتاب المقدّس، في العهد القديم، كلمة رحمة "حاساد" تعني أوّلًا أنّ الله رحوم بذاته وأنّه أمين لذاته، فمهما فعل الإنسان من شرّ تبقى رحمة الله أكبر من شرّ البشر .
أجل، فلنرجع إلى رحمة الله ملتمسين رحمته لنا ومعونته لنكون نحن، بدورنا، رحمةً في مجتمعنا".
تابع البطريرك الراعي: "في عظة الجبل منحنا الربّ يسوع تسع تطويبات، من بينها واحدة قال فيها: "طوبى للرحماء، فإنّهم يرحمون". نعم، لا بدّ من أن تكون الرحمة ثقافتنا، في برنامج حياتنا".
وتعني كلمة رحمة ثانيًا، أنّ الله "رحاميم"، أي رحوم من أحشائه - رحاميم نسبة إلى رحم الأم - الله يحبّ من صميم أحشائه، يحبّ الإنسان و يرحمه من صميم أحشائه".
ختم البطريرك كلمته بطلب الصلاة قائلًا: "نصلّي اليوم لكي نكون جماعة رحمة نعود إلى الله ملتمسين رحمته علينا من أجل خطايانا وشرورنا ونعيش في مجتمعنا ثقافة الرحمة. نصلّي من أجل فرنسا كي تظلّ هذا البلد الذي يستقبلنا بهذه الأعداد ويستقبل غيرنا..."