"عندما نرسم إشارة الصليب يهرب الشيطان": المطران يوسف سويف
بعد قراءة الإنجيل المقدّس، استذكر سويف في عظته، مثلّث الرحمات المطران جورج بو جودة الذي، معه، تأسّس هذا التقليد على كوع الصليب في أيطو.
شرح المطران سويف أهمّيّة زمن الصليب والذي معه نختتم السنة الطقسيّة ومسيرتها، فإيماننا يرتكز على فصح المسيح يسوع الذي ارتفع على الصليب، ومات من أجلنا وحرّرنا من قيود الموت وأعطانا الحياة الأبديّة. فالصليب، الذي كان رمز العار والخطيئة والموت، تحوّل معناه جذريًّا وكلّيًّا وكيانيًّا بيسوع المسيح، ليصبح رمز الحبّ والعطاء والحياة الجديدة والإنسانيّة.
أضاف المطران سويف قائلًا: "الصليب ليس الموت إنّما الموت والقيامة، وهو، مع المسيح، الصليب الظافر أي الغالب.
هذا الزمن هو زمن انتظار مجيء المسيح الثاني، المنتصر والذي سيحقّق السلام والعدالة.
في القدّاس نعلن: "نذكر موتك يا ربّ ونعترف بقيامتك وننتظر مجيئك الثاني"، فهذا الزمن هو زمن انتظار المجيء الثاني شرط أن يكون هذا الانتظار إيجابيًّا أي أن يفتح كلُّ إنسان قلبه وكيانه للربّ، حتّى ينقّينا ويطهّرنا ويجعلنا نولد من جديد، ونعيش شهادة المحبّة، والأخوّة الحقيقيّة مع بعضنا البعض.
المجيء الثاني هو عندما تنتهي الحروب، والظلم وانتهاك حقوق الإنسان، وكرامة الشخص البشريّ، عندما يصبح "الله كلًّا في الكلّ" (1كور 15: 21) بيسوع المسيح ابنه الوحيد الذي "به كان كلّ شيء ومن دونه لم يكن شيء" (يو 1: 3)".
تابع المطران سويف قائلًا: "أمام تحدّيات العالم على اختلافها، ننتظر أن يأتي المسيح ليعطينا القوّة والطاقة لنتجدّد كلّ يوم ونعلن محبّته ونشهد لصليبه ونعلن قيامته من بين الأموات، فمع المسيح لا مجال لبقاء الشرّ، وعندما نرسم إشارة الصليب يهرب الشيطان والشرّ. فالصليب يرافق الإنسان بظروفه واختباراته الإنسانيّة كلّها وهو قوّتنا ورايتنا ننتصر به على كلّ شر وحقد وبغض وموت".
ختم المطران بنداء للحاضرين لتخطّي الخصام والانقسامات بين أبناء البيت الواحد والرعيّة الواحدة، فإيماننا بالصليب، يقودنا إلى الغفران والسلام، لنتواضع ونصافح أخانا"...داعيًا الجميع إلى أن يموتوا عن الإنسان القديم وأن يتجدّدوا "بالإنسان الجديد يسوع المسيح له المجد من الآن وإلى أبد الآبدين. آمين."