العالم
06 تشرين الثاني 2024, 09:20

"عندما نتأمّل في إرث مجمع نيقية نجد أنّه يقدّم لنا دعوات عميقة لتشكيل حاضرنا ومستقبلنا": القسّ بيلاي

تيلي لوميار/ نورسات
أُقيمت فعاليّة خاصّة للاحتفال بافتتاح المؤتمر العاشر لعلماء اللاهوت الآسيويّين (CATS-X) وإحياء تذكار مرور 17 قرنًا على مجمع نيقية، وذلك في كاتدرائيّة صهيون للكنيسة اللوثريّة الإنجيليّة في كوالالمبور-ماليزيا. وإلى جانب أكثر من 100 من علماء اللاهوت الآسيويّين المشاركين في CATS-X، حضر العديد من المؤمنين من كنائس الأعضاء في مؤتمر الكنائس الآسيويّ (CCA) في ماليزيا، واتّصفت الفعاليّة بحضور رؤساء الكنائس المسيحيّة في آسيا وقادة مسكونيّين، نقلًا عن موقع "أقباط متّحدون".

 

 

قدّم القسّ البروفسور الدكتور جيري بيلاي، الأمين العامّ لمجلس الكنائس العالميّ، الكلمة الافتتاحيّة في المؤتمر العاشر لعلماء اللاهوت الآسيويّين عبر ZOOM وذلك لظروفٍ حالت دون حضوره شخصيًّا. أشار القسّ بيلاي إلى أنّ نيقية قدّمت لنا أكثر من مجرّد إرث عقائديّ، ودعا الحضور إلى استكشاف خمس دعوات أساسيّة: 1) العيش بالإيمان العمليّ، 2) السعي إلى الوحدة كزمالة مسكونيّة 3) تقديم إشارات واضحة للوحدة من خلال الاحتفالات المشتركة 4) السعي إلى تحقيق العدالة كجزء من هذا المسار، 5) التخلّص من الأثر الاستعماريّ في مجتمعاتنا وواقعنا.

وقال القسّ بيلاي: "عندما نتأمّل في إرث مجمع نيقية الذي ظلّ معنا على مرّ السنين، نجد أنّه يقدّم لنا دعوات عميقة لتشكيل حاضرنا ومستقبلنا. يدعونا نيقية إلى عيش إيماننا من خلال الأعمال، والسير معًا في زمالة مسكونيّة، والسعي إلى الوحدة الواضحة، ليس فقط من خلال الاحتفالات المشتركة، ولكن هذه الالتزامات لا يمكن أن تقف وحدها، يجب أن ترتبط بقوّة بتفانينا لتحقيق العدالة، وإزالة الاستعمار من خيالنا اللاهوتيّ".

وأضاف: "في عالم يتّسم بالانقسام والظلم والإرث الاستعماريّ المتبقّي، فإنّ إيمان نيقية وعقيدتها يتحدياننا لتجسيد محبّة المسيح المتجسّد من خلال السعي إلى تحقيق العدالة للمضطهدين والمصالحة بين الناس أجمعين ووحدة المسيحيّين كلّهم. إنّهما يدعواننا إلى رفع كرامة كلّ شخص وإنسانيّته، وضمان أن يكون سعينا إلى الوحدة متجذّرًا في التعاطف والشمول".

ثمّ قدّم الكاردينال سيباستيان فرنسيس، ممثّلًا عن اتّحاد الأساقفة الآسيويّين  (FABC)، كلمة في تذكار مرور 17 قرنًا على مجمع نيقية، حيث استعرض تاريخ هذا الحدث، مفيدًا بأنّه المجمع المسكونيّ الأوّل في تاريخ المسيحيّة، الذي عقده الإمبراطور قسطنطين لمعالجة الخلاف الأريوسيّ، وقد شكّل مستقبل الكنيسة ومعتقداتها في الثالوث.

كما تأمّل الكاردينال فرنسيس في الإرث الدائم للمجمع، شارحًا: "عندما نقول: كنيسة واحدة مقدّسة جامعة رسوليّة"، ماذا نعني؟ هذه الوحدة لا تتعلّق بالتفوّق أو الهيمنة... ولكنّ هذه الوحدة تتعلّق بالوحدة في الاستمراريّة في رسالة يسوع المسيح، وقد أوكلها الآب والابن، في المقام الأوّل إلى الروح القدس، وإلى كلّ من يسترشدون بالروح القدس حتّى اليوم، وحتّى نهاية الزمان".

وأضاف الكاردينال: "هل يمكننا أن نشهد معًا على الفرح والرحمة والأمل بناءً على الشهادة المشتركة لاعترافنا بعقيدة نيقية؟ هل يمكننا أن نشهد للعالم بأنّنا واحد ونحتفل بعيد الفصح 2025 معًا ككنيسة واحدة – كنيسة الرسل، كنيسة التلاميذ، كنيسة شعب الله؟"

وفي خلال الاحتفال ألقيت كلمة البركة من الدكتور باسيليوس مار ثوما الثالث، كاثوليكوس الكنيسة الهنديّة الأرثوذكسيّة المالانكاريّة؛ والدكتور ثيودوسيوس مار توما، الرئيس الأعلى لكنيسة مار توما السريانيّة؛ والأسقف تيموثي تشي-بي كوك من الكنيسة الأنجليكانيّة في هونغ كونغ؛ والأسقف بارك جونغ مين من الكنيسة الميثوديّة الكوريّة.

تجدر الإشارة إلى أنّ الـ CATS يوفّر مساحة مشتركة لعلماء اللاهوت من مجموعة واسعة من التقاليد المسيحيّة للالتقاء، معلنين إيمانهم بربّنا ومخلصنا، يسوع المسيح. ويؤكّد هذا الاجتماع الفريد التزامَ CCA المستمرّ بتوفير منصّة للحوار اللاهوتّي عبر الخطوط الطائفيّة، وفرصة لعلماء اللاهوت الآسيويّين لاستكشاف سبل تعزيز التزامن الكنسيّ، وإحياء الوحدة الظاهرة للكنيسة من خلال رسالةٍ وشهادة مشتركتيْن في العالم.