لبنان
17 كانون الأول 2024, 13:20

"علينا أن نتضامن ونتعلّم أن نضحّي من أجل وطننا": المطران ميشال عون

تيلي لوميار/ نورسات
إلتقى المطران ميشال عون، راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة، اللجنة الإعلاميّة في الأبرشيّة، لمناسبة اقتراب الأعياد وذلك في قاعة دار المطرانيّة في جبيل.

 

شدّد المطران عون على أنّ أهمّيّة الميلاد تكمن في تعزيز الحوار والعيش الواحد بين المسيحيّين والمسلمين في لبنان وفي مواجهة التحدّيات التي تقف أمام تطبيق القيم المسيحيّة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة"، داعيًا الى "التأمّل بيسوع الذي وُلد في الزمن لنجعله يولد في قلوبنا وحياتنا"، مشيرًا إلى أنّ "الأوطان لا تبنى إلّا بتضحيات أبنائها وبناتها، ونحن مقتنعون أنّ لبنان سنبنيه مع بعضنا البعض، مسلمين ومسيحيّين".  

يذكّرنا الميلاد بالأخوّة الحقيقيّة ونحن، بالفعل، إخوة في الإنسانيّة، ولا بدّ لنا من أن نتضامن ونتعلّم أن نضحّي من أجل وطننان ونقبل بهذه التضحية، لكي نعيد بناءه مع مؤسّساته على أسس العدالة والمساواة، وعلينا أن نعرف أنّ الهدف الأساسيّ هو الوطن وليس الأحزاب، وعلى الأحزاب أن تكون في خدمة الوطن...

يعلّمنا ميلاد الربّ يسوع أن نتأمّل بتواضع ابن الله، هو الذي تخلّى عن مجده وولد بيننا وأعطى قيمة للإنسانيّة وللإنسان،

ويعلّمنا مسلمين ومسيحيّين كيف نعيش المحبّة الحقيقيّة والتضامن والأخوّة الحقيقيّة لنبني معًا الوطن الذي نحلم به جميعنا".

ورأى المطران عون أنّ "أكبر تحدّ للقيم المسيحيّة في العمل السياسيّ، عندما يغرق الإنسان بنظرة بشريّة محض إلى الأمور لأن هكذا أركّز نظري على ذاتي ومصلحتي...هذا كلّه يُفقد الإنسانَ القيم الحقيقيّة، القائمة على الشفافيّة، والعيش في النور والمحبّة وروح الخدمة الحقيقيّة من خلال العمل السياسيّ".  

واعتبرالمطران أنّ "العمل السياسي يجب أن يُبنى على القيم التي علّمنا إيّاها سيّدنا يسوع المسيح والقيمة الأهمّ، أن أعمل من أجل الحقيقة وأن أسعى دائمًا إليها، فالربّ يسوع قال "لقد جئت لأشهد للحقّ"....

إختتم المطران عون كلمته بالقول "رسالة الميلاد هي رسالة أخوّة وسلام وتضامن، وهذه الرسالة تقول إنّ ابن الله المولود من الآب قبل كلّ الدهور، لمّا صار إنسانًا، تواضع وأخلى ذاته، ولد متواضعًا في مغارة متواضعة، ووُضِع في معلف للحيوانات لذلك أمثولة الميلاد الأولى هي أن نعيش المحبّة والتضامن والأخوّة، والتواضع والبساطة وإخلاء الذات من أجل الآخرين، وهذا الأمر مطلوب من السياسيّين  بدرجةٍ أولى لأنّ السياسيّ الذي يريد أن يخدم وطنه، مفترض به ألّا يفكّر بالزعامة بل بأن يُعطي ويُضحّي ويقتدي بالمسيح في التواضع وبذل الذات والتجرّد الحقيقيّ من أجل مصلحة الوطن والمواطنين..."