لبنان
26 نيسان 2024, 13:20

"شعب بلا ذاكرة يموت" – مهرجان الرّابطة السّريانيّة

تيلي لوميار/ نورسات
نظّمت الرابطة السريانيّة مهرجانًا بعنوان "شعب بلا ذاكرة يموت" في الذكرى التاسعة بعد المئة لمجازر "سيفو"، في قاعة مطرانيّة مار يعقوب السروجيّ للسريان الأرثوذكس – السبتيّة.

 

حضر المهرجان ممثّل البطريرك أرام الأوّل كشيشيان للأرمن الأرثوذكس الأب سركيس إبراهميان، وممثّل البطريرك روفائيل الحادي والعشرين ميناسيان للأرمن الكاثوليك الأب آرام إبراهيميان، والمطارنة ميخائيل شمعون، وجورج صليبا، وميشال قصارجي، وشارل مراد. كما حضر مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الأب عبدو بو كسم، والأمين العامّ لمجلس كنائس الشرق الأوسط  ميشال عبس، والأب جورج يوحنّا عن الكنيسة الأشّوريّة.

حضر أيضًا المهرجان فعاليّاتٌ سياسيّة وأمنيّة وحزبيّة لبنانيّة والمسؤول الإعلاميّ في القصر الجمهوريّ ونقيب المحرّرين وسفراء ورؤساء رابطات، وبالطبع حضر حبيب افرام، رئيس الرابطة السريانيّة الداعية إلى الحدث.

إنطلق المهرجان مع النشيد الوطنيّ، ثمّ نشيد "سيفو"، ثمّ تتالت كلماتٌ لعددٍ من الشخصيّات الحاضرة، تمحورت، بطبيعة الحال، حول المجازر التي راح ضحيّتها سريانٌ وأرمن، وأشّوريّون، وكلدان، وموارنة.

نورد في ما يلي بعضًا من أبرز ما جاء فيها وهو يفيد بأنّ  

"الصفح الذي تمليه علينا دياناتنا السماويّة يمرّ حكمًا بالإقرار والاعتذار وبتحمّل المسؤوليّة الواضحة كطريق للمصالحة الحقيقيّة كما حصل في اوروبا"،  

وبـ"أنّ اللبنانيّين من طوائف أرمنيّة وسريانيّة وأشّوريّة وكلدانيّة هم متساوون مع اللبنانيّين من الطوائف السنيّة والشيعيّة والارثوذكسيّة والمارونيّة، وُجدوا على هذه الارض منذ مئات السنين، ورسالتنا الى الشرق واضحة لا تقبل تحويرا مهينًا...نحن أولاد هذه الارض منذ الأزل والى الأبد، وُلدنا هنا وكبِرنا هنا وقاتلنا هنا ومُتنا ونموت هنا".

"نحنُ ملحُ هذه الأرض، ونحنُ خميرتُها ونورُها، "يَشتَدُّ علينا الضّيقُ من كلِّ جانِبٍ ولا نُسحَقُ، نَحَارُ في أمرنا ولا نَيأَسُ" (2 كو 4: 8)

أما حبيب افرام، رئيس الرابطة السريانيّة فأكّد أن "على الرغم من مرور مئة وتسعة أعوام على مجازر سيفو فإنها لم تغب لأنّها مكتوبة بالدم وبعظام الأجداد...سيفو حقيقة تاريخيّة في المكان والزمان، سيفو قضيّة وحقّ، لذلك نطالب تركيا بالاعتراف الصريح والشفّاف بما حصل من أجل وقفة ضمير ونقد ذاتيّ... نحن لا تستثمر دم الشهداء للانتقام ولا لنكء جراح أو ضغينة بل من أجل الحقيقة".  

أضاف:"كلّ ]سيفو[ هي قضيّتنا لأنّنا ضدّ القتل بالمطلق، ضدّ الإرهاب، ضدّ العنف، ضدّ الكراهية، ما رفضناه لأهلنا نرفضه لأيّ شعب وندينه في أيّ بقعة من العالم ."

تابع: "نحن الذين جبلنا مع لبنان - قلب الله – خيلرًا ومصيرًا. نؤمن انّه الواحة والمثال على الرغم من عثراتنا كلّها، هو الدور والرسالة لا الحصن والملجأ فقط. عرفنا جحيمَنا ايضا: لقد قتلنا واقتتلنا، وكنّا قضيّة وساحة، مررنا  بكوابيسنا ومجازرنا، تذابحنا وتصالحنا...علينا أن ندرك ربّما أكثر من غيرنا أن لا حلول إلا بالحوار والتفهّم والتفاهم والمصالحة، فقد علّمني حبّ الحقيقة أن أرى جمال التسوية".

ختم افرام كلمته قائلًا:"انفضوا الغبار عن القصر الجمهوريّ للرئيس المسيحيّ الوحيد في المشرق، أعيدوا لملمة سراب الدولة حتّى لا نندم وحتّى لا تتكرّر أيّ مجزرة، وحتّى نناضل بالسلام، لوطنٍ حلم، ولشرقٍ متنوّع ولفجر قيامة".  

يُذكر أنْ تمّ توزيع دروع "سيفو" في المهرجان على المتكلّمين تقديرا لهم على كلماتهم المعبّرة.