"سلام الله لم يغب عن قلوب المؤمنين": المطران إبراهيم
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران إبراهيم عظة قال:" في هذا اليوم، نقف جميعًا في هذه كنيسة القدّيس جاورجيوس، التي صمدت كرمز للإيمان والرجاءعلى الرغم من قسوة الحرب وظلمتها. نتأمّل كلمات بولس الرسول في رسالة اليوم التي تتردّد في أعماق قلوبنا: "وَلْيَتَغَلَّبْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلَامُ اللهِ، السَّلَامُ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ" (كولوسي 3: 15)."
"مرّت هذه البلدة الغالية بتجربة أليمة. القصف الذي استهدفها لم يُميّز بين الحجر والبشر، فوصل إلى مدافنها، مسبّبًا آلامًا عميقة لانتهاك حرمة الراقدين الذين تطايرت بقاياهم ذخائر مقدّسة حمت البلدة. لكن، وسط هذه القسوة، برزت حقيقة واحدة: سلام الله لم يغِب عن قلوب المؤمنين.
يدعونا بولس الرسول إلى جعل سلام الله يتغلّب في قلوبنا. لكنّه لا يشير إلى سلام يبعدنا عن الألم، بل سلام يحملنا في خلاله. إنّه سلام يثبّتنا ونحنُ في وسط العاصفة، يحوّل الخوف إلى ثقة، والدموع إلى صلاة. وهذا ما اختبرته رياق وأهلها؛ فقد كان سلام الله حاضرًا في حماية الأحياء وفي تماسككم كجسد واحد في الإيمان".
تابع المطران إبراهيم: "السلام الذي إليه دُعيتم في جسد واحد". هنا يُذكّرنا بولس أنّ السلام لا ينفصل عن الوحدة. ما رأيناه في رياق هو تجسيد حيّ لهذه الوحدة: كاهن رعيّتكم المقدام، الأب أومير عبيدي، الذي كان مثالًا للرعاية والمحبّة، وأبناء الرعيّة الذين وقفوا معًا في وجه المحنة، متعاضدين، متضامنين.
لكنّ الوحدة لم تقتصر على أهل البلدة، بل شملت كلّ من مدّ يد العون، سواء بالصلاة أو بالدعم المعنويّ. هذه الوحدة ليست مجرّد تصرف إنسانيّ، بل استجابة لدعوة الله الذي يريد أن يكون جسده واحدًا، متماسكًا ومملوءًا بالسلام."
وتابع" في نهاية هذا المشوار المؤلم، نرفع قلوبنا بالشكر لله الذي حفظ حياتكم وأعادكم إلى بيوتكم سالمين. نعم، الجراح ما زالت موجودة، والألم لم يُمحَ بعد، لكنّ سلام الله هو وعد دائم، يشفي النفوس ويعيد البناء.
كما نقدم شكرنا للأب أومير عبيدي، الراعي الذي عَكَسَ محبّة الراعي الصالح في أحلك الظروف، ولأبناء الرعيّة، الذين أثبتوا أنّ الإيمان عمل وتضحية، ولكلّ من وقف إلى جانبكم في هذه المحنة.
باسم السلام والمحبّة، ندعوكم جميعًا إلى أن تحافظوا على وحدتكم، ولنبقَ جميعًا صامدين في إيماننا بالله الذي هو رجاؤنا وسلامنا الأبديّ. آمين."