"سعادة السّماء" بالرّحمة وكرامة الإنسان
رحّب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
"نجتمع اليوم في هذا المركز الكاثوليكيّ للإعلام من خلال مؤتمر صحّافيّ يحمل عنوان "الرّحمة وكرامة الإنسان"، لنبيّن عمل الكنيسة الإنسانيّ والاجتماعيّ ونظهّر هذا العمل بشكله الطّبيعيّ، خاصّة بعض الملابسات الّتي دارت عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ وبعض وسائل الإعلام حول موضوع أتى بما أتى فيه، أنّ الكنيسة تقوم بأعمال المحبّة مقابل جلب النّاس غير المسيحيّين إلى حضن الكنيسة، هذا الأمر أكيد غير صحيح".
تابع: "فالكنيسة وحتّى المؤسّسات الّتي يعنى بها رجال الدّين المسيحيّين الكاثوليك ينتمون إلى الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة الرّسوليّة، هناك جمعيّات كثيرة كلّها تعمل لأنّها ترى في وجه المحتاج والفقير والمعوز والمظلوم وجه يسوع المسيح، هذه هي حقيقة أعمال المحبّة الّتي تقوم بها الكنيسة، وما سيق في هذا المجال من افتراءات هو في غير محلّه".
وختم بالقول "في ختام هذه المقدّمة أريد أن أوضح للجميع أنّ الكنيسة لا تعطي بيد وتأخذ بيد أخرى، الكنيسة هي عطاء مطلق، محبّة مطلقة، هي فرح مطلق سند مطلق لكلّ المظلومين".
ثم كانت كلمة الأستاذ جيرار شرفان فقال:
"جمعيّة سعادة السّما بلّشت مع كاهن فقير، مُعدم ما عندو شبر أرض، كان عالطّريق، تعرّفت عليه عالطّريق، وكنت شاهد عالخيمة وعكلّ حدا كان فيها. ستّ شباب بلّشوا المشوار، مدمنين وحالتُن قريبة عالموت. حالتُن ميؤؤس منها، ما كان عنّا معدّات ولا أدوية، كلّ يلي كان موجود "يسوع المسيح"".
تابع: "رحمة يسوع المسيح، وهيدي الرّحمة كانت كافية لتتأسّس جمعيّة سعادة السما. الفرق بيننا وبين غيرنا، نحنا ما رسمنا أهداف لبكرا، أهداف لنحسّن أوضاع الطّريق وكلّ حدا موجود عالطّريق".
أضاف: "نحنا الطّريق بحدّ ذاتا رسمت مسيرتنا، الأب مجدي ما كان قاعد ورا مكتب عم يستقبل، كان وباقي عالطّريق، هيدي هيي سعادة السّما". والطّريق صارت مطاعم مجانيّة وسوبر ماركت ومصبغة وصالون حلاقة و٢٧ مركز مجانيّ". ومش ممكن تسألونا "وبعدين شو مشاريعكن" لأنّو الوجع هوّي يلي بيحدّد مشاريعنا مش استراتيجيّات فضفاضة".
وقال: "جمعيتنا بلشت بتدبير بيفوق إرادتنا، ورح تستمرّ هيك، بيسألونا من وين وليه وكيف وأيمتى بأوقات منكون مخنوقين فيها، جواب الأبونا "بيّي يلي بالسّما ما رح يتركني"."
وختم: "وبس كبر الوجع والحاجة كبرت الجمعيّة وفتنا بالهيكليّة التّأسيسيّة من مجلس إدارة وأمين صندوق وأمين سرّ وكلّ الأمور الرّوتينيّة لسبب بسيط إسمو "الشّفافيّة" ولسبب مهمّ إسمو "رسالة" لأنّو رسالة وروحانيّة الأب مجدي رح تكفّي إلى ما بعد الأب مجدي "الله يعطيه العمر الطّويل" ولأنّو صار عنّا رهبنة مألّفة من شباب وبعضُن كانوا مدمنين وشفيوا، هيدي هيي استمراريّتنا، هيدا هوي رصيدنا يلي ما رح يأفلس".
ثم كانت مداخلة المحامي ميشال حنّوش فقال:
"تعرّفت شخصيًّا الى الأب مجدي علاوي والتقيته في مديوغوريه عام 2014 عندما كنت هناك في رحلة حجّ، لقاؤنا الأوّل كان بأن تقدّم منّي الأب علاوي قائلاً هناك عمل مطلوب منك والأُمّ العذراء تدعوك".
تابع: "ولأن عملنا في الجمعيّة نحرص فيه دومًا على تأمين الغطاء القانونيّ له فتقدّمنا بطلب تعديل أنظمة سعادة السّماء الأساسيّ منها والدّاخليّ ذلك منذ أكثر من تسعة أشهر، حتّى تاريخه لم نبلغ نقطة الموافقة النّهائيّة لنيل العلم والخبر بعد التّعديل المطلوب".
أضاف: "واجهتنا مشاكل كبيرة مبعثها كان عدم معرفة أصحاب القرار بحقيقة وحجم سعادة السّماء، لكن استطعنا تخطّيها وتذييلها بعد أن قمنا بتعريف المسؤولين الى سعادة السّماء وحجمها الواقعيّ والفعليّ والحقيقيّ، وما زال هذا المسار نتابعه لأنّ ألمطلوب منهم الموافقات عديدون وفي كلّ مرّة نعمل لمقابلتهم وإيضاح المسألة لتحقيق ونيل الموافقة، ضِف إلى ما ذُكِر الرّوتين الإداريّ الّذي يهدر الوقت لإنجاز العمل الّذي نحن بأمسّ الحاجة له."
وقال: "في مراكز سعادة السّماء العديدة والمتخصّصة لدينا أولاد لقطاء صار تسليمنا إيّاهم بإشارة جانب النّيابة العامّة، كما لدينا أحداث أيضًا تسلّمناهم بموجَب قرارات قضائيّة صادرة عن القضاء المختصّ، إنّه لا يوجد مطلق أيّ طفل أو حَدَث أو قاصر في سعادة السّماء إلّا تنفيذًا لأمر قضائيّ، فنحن نعمل دومًا ضمن حدود القانون والقضاء من دون تجاوز لهذا نجد الاحترام والتّقدير لمواقفنا كوننا عنصر مساعد نعطي بلا مقابل".
تابع: "في هذا السّياق نوضح أنّه في الآونة الأخيرة واجهتنا عقبات كبيرة نجمت عن أنّ معظم الأحداث الموجودين لدينا هم من غير اللّبنانيّين وينتمون إلى الطّائفة الإسلاميّة، اعترض البعض على وجودهم لدى سعادة السّماء وهي مؤسّسة مسيحيّة أساسًا بالرّغم من أنّ عملها يتناول الإنسان دون تمييز بجنسيّته أو طائفته، أوضحنا موقفنا للمعترضين فكان العقّال منهم متفهّمين ونحن نتعاون معهم لنقل الأحداث الى دور إسلاميّة عبر القضاء المختصّ. أمّا مَن لا يريد أن يتفهّم الموقف الحقيقيّ للمسألة تابَع مسار اعتراضه وتوسّل الإعلام تارّةً والشّارع طورًا ونحن مستمرّون بتذييل هذه العقبات بمحبّة وضمن إطار القانون من دون تجاوز".
أضاف "حاضرًا نحن بانتظار قرار معالي وزير الدّاخليّة لدفع وإنجاز وإنهاء العلم والخبر التّعديليّ لسعادة السّماء ونتوسّم خيرًا لأنّنا فعلاً رجال خير ومحبّة ورحمة وحاجتنا لقرار معاليه الإداريّ لأنّ الأولاد اللّقطاء لدينا باتت أعمارهم على مشارف بلوغها السّنة، الأمر الّذي يحتّم في حال تجاوزهم السّنة الدّخول في مراجعات قضائيّة لإتمام قيدهم في سجلّات النّفوس والأحوال الشّخصيّة وهذا الأمر يستغرق جهدًا ووقتًا وكلفة يمكن توفيره وإنجاز العمل إداريًّا في حال نيلنا العلم والخبر التّعديليّ في الأيّام المقبلة".
أردف: "سعادة السّماء تمّ تسجيلها في عدّة دول وباتت موجودة فيها وهي امتداد للجمعيّة الأمّ اللّبنانيّة، هذا يدعونا للفخر من أن عملنا الشّخصيّ امتدّ الى الخارج لنقل صورة عن الشّعب اللّبنانيّ وتماسكه وتعاضده ونلقى في الخارج التّرحيب الواسع والتّأييد المطلق ونعمل أن ندعّم هذا التّوسّع بأنظمة أساسيّة وداخليّة تعكس فعلاً حقيقة سعادة السّماء من أنّها تُعنى بالإنسان وتهتمّ به طفلاً وحدثًا أو شيخًا أو معاقًا وتحيطه بالاهتمام وتسعى لتأمين الأفضل له على قدر ما لها".
وختم بالقول: "نأمل من الجميع، خاصّةً مَن هم بموقع المسؤوليّة أن يبنوا مواقفهم من سعادة السّماء بالاستناد إلى الحقائق الّتي مستعدّون لعرضها عليهم وإيضاحها، كما يمكنهم زيارة مراكزنا في أيّ حين فيتلمّسوا ويعاينوا بالذّات حقيقة سعادة السّماء، ونحن أكيدون أنّ بلوغ هذه المرحلة لن يجد أيّ صعوبات لأنّنا فعلاً وحقيقةً وواقعًا نعطي من دون منّة أو من دون انتظار أيّ بدل ومن دون تفرقة بين إنسان وآخر ما يجعلنا مستعدّون دومًا للوقوف وعرض ما لدينا طالبين من الجميع مساعدتنا للأفضل".
ثمّ كانت كلمة الأب مجدي العلاوي فقال: "أشكر الكنيسة لأنّها هي صوت الإنسان وكرامة الإنسان".
تابع "لمّا شفت بنت زغيرة معربشة على ضهر خيّها كرمال تقدر تطال برميل الزبالة وتلاقي شي تاكلو، ما سألتا إنتي مسلمة أم مسيحية. غمرتا هيي وخيها وأخدتن معي، وكرمالُن، وبحضورُن فتحت أوّل مطعم مجاني للفقرا ببرج حمود وكان الافتتاح برعايتُن."
تابع "لمّا دقّولي قالولي في طفل عمرو سنتين مظلّط عطريق جونية وإمو بتشتغل دعارة ولازم روح آخدو، ما سألتُن شو جنسيتو ولا شو طايفتو".
أضاف "لما دقتلي مدام وقالتلي في طفلة عمرا مش أكتر من ساعة مكبوبة بكعب البناية وحبل الصّرّة عندا مخيّط بالخيط والإبرة... ما قلتلا شوفيلي ياها سودا أم بيضا."
وقال "لما إم منهارة دقّتلي قالتلي دخيلك يا أبونا إبني رح يموت Overdose، دخيلك ساعدنا، ما سألتا إبنك إبن مين وشو عيلتو ولا عن دينو ولا عن طايفتو، رحت وأخدتو وبالرّغم من إنّو ما عاد في محلات عنّا، خلقتلو محلّ بالخيمة يلّي بلشنا فيها، واليوم صار من خيرة الشّباب".
تابع "لما يكون في وجع كتير، بتسقط كلّ مفاهيم الدّني الباطلة. لما يكون في موت ومخدرات، بتسقط الطّائفيّة. لما يكون في اغتصاب وتشرّد عالطّرقات بيسقط تعريف المسلم والمسيحيّ والدّرزيّ، بتسقط كلّ ديانات العالم، ليرتفع الإنسان."
أضاف "نعم الإنسان فوق كلّ شي، كرامتو فوق كلّ شي، ومنرفض نفوت أو يفوتونا بزواريب الطّائفيّة، لأنّو لمّا نفوت بهالمتاهات منكون ضيّعنا الطّريق."
وقال "ياما صرخت بوجه المسيحيّ يلي فايت عالقدّاس وما شاف خيّو المسيحيّ نايم بالبرد على حيط الكنيسة، ياما صرخت بإسم الرّحمة يلي ما بتعرف قانون ولا تشريع ولا ورقة إسما هويّة عليها خانة المذهب."
تابع "وياما توجّعت من كلّ اتّصال كنت إتلقّاه من قوى الأمن أو المخفر أو القضاء أو الأحداث حتّى إجي آخد ولد عندو مشكلة معيّنة، كنت حسّ رايح شوف يسوع عم ينجلد. والمشكل لمّا ما يكون عندي محلات. وصير صلّي حتّى ربنا يساعدني لأحضنن، وإرجع أمّنلن محلّ يناموا فيه بكرامة."
أضاف: نعم، بكرامة، لأنّو هيدا الولد كرامتو عنّا أغلى من هويتو. أغلى من فكرة "إبن فلان أو مكتوم القيد". أغلى من لَونو ومرضو ووجعو. كرامتو أغلى من كلّ الاتّهامات يلي عم تطالنا، لأنّو يسوع يلي تعرّفت عليه بكامل إرادتي مش ممكن أفرضو على حدا. بكامل حرّيتي اخترت إتبعو. ومش ممكن إنتزع حرّيّة الآخر حتّى يتبعو."
أردف "نعم كلّ شخص موجود عندي بالجمعيّة هوي مشروع قدّيس بتعرفو ليه؟ لأنّو القدّيس مش ضروريّ يكون مسيحيّ وبتعرفو ليه كمان؟ لأنّو كلّ قديسينا عم يشفو المسلم متل المسيحيّ، لأنّو مار شربل بيقصدوا المسلم متل المسيحيّ، لأنّو الحبّ والإيمان مش محدود فينا، حدودو السّما!".
وقال "اليوم بعلن عن لايحة الكرامة. دفعنا حقّا غالي كتير من أكتر من 13 سنة ألفناها بخيمة زغيرة نصبناها بالوادي لنستقبل فيها مدمنين. دفعنا حقّها اضطهاد وأوجاع كبيرة، بسّ اليوم لمّا شوف "علي" يلّي كان عشفير الموت من المخدّرات صار مدير بشركة بيكبر قلبي. ولمّا شوف طوني يلي كان عم يسرق تيجيب حقّ الكوكايين صار مدير بمؤسّسة بحسّ رسالتنا ما راحت ضيعان. وهون كمان ما تشوفو الطّائفيّة. شوفو إنّو الحبّ انتصر، وولادنا شفيوا وانتصروا عالموت".
تابع "هيك بلّشنا وهيك رح نكفي وهيك رح نضل. نريد رحمة لا ذبيحة، نريد رحمة لا أهدافًا أرضيّة زائلة باهتة بلون طائفيّاتنا".
وختم الأب علّاوي بالقول "أطلق اليوم عام 2018- 2019 أوّل ثلاث مدارس كاثوليكيّة مجانيّة في لبنان: 600 تلميذ في مدرسة الرّاعي الصّالح الحديثة، الحدث ساحة الدّبّاس؛ 600 تلميذ في مدرسة المواطن، النّبعة سنّ الفيل؛ و200 تلميذ في مدرسة سانت ريتا زحله؛ والتّأمين الصّحّيّ لأكثر من 1200 عائلة، ومركز علاج للأطفال في مستشفى زحله؛ ولأوّل مرّة مركز للكلاوي؛ وشراء أرض في زحلة لإنشاء بيت الجمعيّة الرّهبانيّة "نور العالم" وقريبًا ستنطلق؛ وأغنية بعنوان "صدر الحكم" لجو شمعون وجوي خوري". والشّكر الجزيل للمطران عصام درويش وللأخ نور على صلواتهما ودعمهما لجمعيّتنا".