"سأسمّي هذا الطوباويّ شفيع أولادنا المغتربين": المطران نفّاع
جاء في كلمة المطران سويف: "هناك صلة كبيرة بين الدويهي والليتورجيا. كوني رئيس اللجنة الليتورجيّة في الكنيسة المارونيّة أريد أن أقول إنّنا لا يمكن أن نقوم بأيّ عمل أو أيّ قراءة لأيّ نصّ ليتورجيّ اليوم من دون أن يكون البطريرك الدويهي نقطة الانطلاق. أصلحَ الدويهي عددًا من النصوص الليتورجيّة، وفي الحقبة بين القرنين السابع عشر- الثامن عشر، هو الذي قام بقراءة للمخطوطات المارونيّة السابقة كلّها وجمعها. هو لم يخترع، بل جدّد وأصلح ورتّب المخطوطات القديمة، وقام بتأوينها حسب الحاجات، فقد كان همَّه دائمًا واقعُ الناس".
أضاف المطران سويف: "كذلك قام بمقاربات بين المشاكل التي تواجه كنيسته والكنائس الأخرى. حتّى أنّ أحد العلماء الألمان يقول إنّ "المقارنة" بدأت مع البطريرك الدويهي. لذلك، نحن نفتخر بأنْ كان لنا عالمٌ مارونيّ منذ مئتي سنة يُدعى الدويهي افتتح هذه المنهجيّة. أضاء البطريرك الدويهي حقيقة على نواحٍ غامضة، واستعان باختبارات كنائس أخرى".
قال المطران سويف أيضًا: "كان الدويهي في الشكل ليتورجيًّا، وفي المضمون لاهوتيًّا، وفي البعد الكنسيّ آبائيًّا، فمنارة الأقداس يمكن أن نقارنها بموسوعة القدّيس توما الأكوينيّ".
تحدث المطران نفّاع، من جهته، عن التفكير حول الطوباويّ العتيد، قال: "السؤال الأوّل الذي يُسأل اليوم عند تقديم أيّ دعوى تقديس، هو: لماذا وما هو الدرس الذي سيصل من خلاله؟ وهذا أمر مميّز في لبنان أنّ قدّيسينا لا يشبهون بعضهم بل يكمّلون بعضهم، شربل صمت، نعمة الله كان أستاذَ لاهوت ومدبّرًا، الأخ إسطفان عمل في الحقل، رفقا حملت صليب يسوع حبًّا به، فماذا سيعلّمنا إسطفان الدويهي؟ برأيي أنّ الله أعطانا هذا الطوباويّ، في هذه الأيّام، لأنّنا لم نعد مؤمنين بلبنان، في الوقت الذي حمل هذا الإنسان، إيمانًا بوطنه ووطننا، لا يُصدّق. كان عمره ١١ سنة عندما حصل على منحة ليدرس في روما وطلبوا منه البقاء، لكنّه رفض وقرّر العودة إلى لبنان، لكي يعلّم أولاد ضيعته كما أعطاه الله أن يتعلّم".
أضاف المطران نفّاع: "سأسمّي هذا الطوباويّ شفيع أولادنا المغتربين، لأنّه اغترب في حياته أكثر من مرّة. من روما عاد ولم ينجذب إلى أيّ منصب، ذهب إلى حلب ولمّا أنهى مهمّته هناك، عاد إلى أرضه، بعدها انتُخب مطرانًا على قبرص، وعاد إلى لبنان، لذا أتمنّى أن يتأمّل المغتربون بهذا الطوباويّ حتّى يبقى لبنان في قلبهم أينما ارتحلوا. حياة الدويهي لم تكن سهلة لكن دائمًا كان مفتاحَ النجاحِ، اتّكالُه على الله. عندما كلّت عيناه من كثرة القراءة والدراسة، سلّم نفسه للعذراء التي ردّت له بصره! وأمام جمّ المشاكل التي واجهته، اتّكل على الله، فهو، إذًا، يذكّرنا بأنّنا لسنا متروكين من الله".
ختم المطران نفّاع قائلًا: "حياة البطريرك الدويهي لم تكن سهلة، وهو يعلّمنا أنّنا لن نصل إذا لم نتعب. وقد ترك بصمته الخيّرة أينما حلّ".