"روحانيّة المسيحيّة روحانيّة المحبّة والانفتاح والفرح": البطريرك ساكو
بعد الإنجيل، ألقى البطريرك ساكو عظة قال فيها: "نطلب الصلاة من أجل انتهاء الحروب في المنطقة وتحقيق السلام والاستقرار والحياة الحرّة الكريمة للمواطنين".
ثمّ تأمّل في نصّ متّى 12/ 1- 8 الذي يتكلّم على حادثة السنابل، وقال إنّ يسوع يشدّد، في تعليمه، على أنّ الشريعة والهيكل والكهنوت ليست هدفًا بحدِّ ذاتها، بل الهدف هو الإنسان، ويعطي نموذجًا للحرّيّة المسيحيّة التي تقوم على محبّة الله والإخوة والانفتاح والفرح، ويستنكر سلوك المتطرّفين من الفرّيسيّين والكتبة المنتقدين مواقف يسوع وتعليمه! كثيرًا ما يفهم البعض، ومن بينهم بعض رجال الكنيسة، الديانة والشريعة على طريقة الأصوليّين، أي حرفًا جامدًا".
تابع البطريرك كلامه، قال: "المتطرّف منغلق على مفهوم قديم ولغة قديمة وقراءة سطحيّة، ولا يرى إلّا الموروث الكلاسيكّي الذي نشأ عليه. وينتقد التجديد والتأوين ما يجعله يفقد حيويّة الإيمان، ويضيّع فرصة التفاعل مع كلّ توجّه منفتح. إنّه يتجاهل ما كتبه بولس إلى أهل قورنثية: "الحرف يميت والروح يحيي" (2 قورنثية 3/6)".
أكمل البطريرك شرحه: "يؤكّد يسوع في حادثة "السنابل" أنّ الإيمان انعتاقٌ وحبٌّ وأملٌ وانتظارٌ وحياةٌ متجدّدة وفرح، وهو مقياس الخلاص. ففي حادثة "السنابل"، كلّ ما قام به التلاميذ الجائعون، هو قطف السنابل في يوم السبت، الأمر الذي تحرِّمه الشريعة اليهوديّة. لذا، أخذ يسوع يشرح لهم أنّ الشريعة هي لخدمة الإنسان وارتقائه وينبغي الإنصات إلى تعليمه كونه حاضرًا معهم وهو الأساس ومنه تأخذ الأفعال شرعيّتها: "هنا أعظم من الهيكل وهو ربّ السبت، أريد رحمة لا ذبيحة". وينهي قوله: "السبت لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت"، هذه هي القاعدة الأساسيّة. فهل نحن مستعدّون أن ننصت إليه ونفهم ونفعل؟"