الفاتيكان
10 تشرين الأول 2024, 13:30

" رجال الله هؤلاء يعلّموننا كيف نسمح لله بأن يغوينا": المطران روحانا

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس المطران بولس روحانا، النائب البطريركيّ العامّ على نيابة صربا المارونيّة قدّاسًا إلهيًّا في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان بحسب طقس الكنيسة السريانيّة-الأنطاكيّة المارونيّة، شارك فيه حضور الدورة الثانية للجمعيّة العامّة العاديّة لسينودس الأساقفة حول السينودسيّة جميعم.

 

ألقى المطران بولس روحانا عظة قال فيها: "...في التاسع من تشرين الأوّل/أكتوبر عام 1977، احتفل البابا بولس السادس، في هذه البازيليك، بإعلان قداسة شربل مخلوف. في ذلك الوقت، كنت عضوًا شابًّا مكرّسًا في الرهبانيّة، وحظيت بفرصة لا تُصدّق للمشاركة كموسيقيّ في تقديس هذا الراهب، الذي تجاوزت شهرته كقدّيس حدود بلدنا... بالحماس والتأثُّر عينه، تستعدّ كنيستنا للاحتفال، يوم الأحد العشرين من تشرين الأوّل/أكتوبر، بقدّاس إعلان قداسة أحد عشر شهيدًا للإيمان يُعرفون باسم "شهداء دمشق" الذين استشهدوا عام 1860: ثمانية رهبان فرنسيسكان وثلاثة علمانيّين موارنة، هم الإخوة المسابكيّون".

تابع المطران روحانا يقول: "إزاء فظاعة الحرب المستعرة منذ ٧ تشرين الأوّل/أكتوبر 2023 في الأراضي المقدّسة، والتي امتدّت إلى لبنان ودول أخرى في المنطقة، ليس هناك ما يمكنه أن يؤثِّر فينا أكثر من قراءة مقتطف من الرسالة التي وجّهها البابا فرنسيس، في التاريخ عينه 2024، إلى الكاثوليك في الشرق الأوسط: "لسنة خلت اشتعل فتيل الكراهية، ولم ينطفء بل تفجَّر في دوّامة من العنف، وسط العجز المخزي للجماعة الدوليَّة والدول الأقوى عن إسكات الأسلحة ووضع حدٍّ لمأساة الحرب. إنَّ الدماء تسيل، ويتزايد الغضب ومعه الرغبة في الانتقام، فيما يبدو أنَّ لا أحد يهتمّ بما يحتاج إليه الناس وما يريدونه: الحوار، والسلام. لن أتعب من تكرار أنَّ الحرب هي هزيمة، وأنَّ الأسلحة لا تبني المستقبل بل تدمّره...".

أضاف المطران روحانا يقول: "بالنظر إلى حالة الحرب والعنف الموجودة في مختلف أنحاء العالم، والتي تُعدّ دليلًا على فشل الحوار وانهياره، وهي تؤدّي إلى رفض وحشي لأشكال التعايش الاجتماعيّ، ما هي الرسالة النبويّة التي يمكن أن يقدّمها لنا القدّيسون في هذه الأوقات العصيبة؟ كيف يمكننا أن نتعلّم من مثالهم كرسل حقيقيّين لله، بالمعنى الحقيقيّ للسلام، الذي وصفه البابا بندكتس السادس عشر بأنه "حالة الإنسان الذي يعيش في انسجام مع الله ومع نفسه ومع قريبه ومع الطبيعة. فالسلام، قبل أن يكون خارجيًّا، هو داخليّ؟" إنَّ القدّيسين، سواء عاشوا حياة رسوليّة أو تأمليّة، مثل القدّيس شربل، هم أوّلًا معلّمونا في الاصغاء إلى كلمة الله، التي هي أساس مسيرتنا السينودسيّة. هم معلّمونا عندما نأخذ الوقت لكي "نتأمّل" في هذه الكلمة ونتذوّقها على مثال مريم، أخت مرتا...ونبحث مثلها عن "النصيب الأفضل الذي لن يُنزع منها". إنَّ رجال الله هؤلاء يعلّموننا كيف نسمح لله بأن يغوينا، تمامًا كما فعل مع النبيّ إرميا الذي قال: "قد استغويتني يا ربّ فاستُغويت، قبضتَ عليّ فغلبتَ".

تابع المطران روحانا يقول: "باتّباع مثالهم، نثق في كلمة الله التي تُشَبَّه بحبّة القمح في مثل الزارع الإنجيليّ. إنّها كلمة تسعى - بصبر، وتحترم إيقاع كلّ فرد وتربته الثقافيّة - لكي تزرع هذه الأرض أو الأساس الإنسانيّ، الفرديّ والجماعيّ، لكي تجعلنا معاونين لله في نشر إنجيل الخلاص في يسوع المسيح. وهذا التعاون هو، نوعًا ما، أساس المسيرة السينودسيّة على المستوى العموديّ مع الله والأفقيّ مع القريب".