آرام الأول ترأس قداس الميلاد في انطلياس: بالاحترام المتبادل نعزز التعايش والشراكة مع الأمم والثقافات والأديان
وألقى آرام الأول عظةً حيّا في مستهلّها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، متمنّياً عليه"التعاون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري لتعزيز الإستقرار الداخلي والتنمية الإقتصادية والوحدة والحفاظ على لبنان بعيداً عن أزمات المنطقة."
ثمّ قال:"انّ العالم اليوم بعيد كلّ البعد عن القيم والمبادئ التي أتى بها يسوع المسيح. لكن، وللأسف، المصالح هي التي تسيطر على العالم الحالي، وليس الحق، هي القيم الدنيوية وليس الحقائق السماوية."
أضاف:"في ليلة رأس السنة أعرب قادة العالم عن تمنياتهم وبعثوا برسائل التهنئة. نحن نقول لهم، قوموا بالعدالة قبل كل شيء، أثنوا على الإحترام المتابدل، لا تسلبوا حقوق الفقراء، امتنعوا عن الفساد، لا تجعلوا من مصالحكم الشخصية أولوية تفوق مصالح شعبكم."
وشدّد على الأهميّة القصوى للاحترام المتبادل، قائلاً:"انّ العدالة تفرض على المرء أن ينصف حقوق الآخرين، وأن يعرف ويحترم الآخر كما هو. هناك مقاربات مختلفة للحقيقة الإلهية، فلا يحقّ لنا أن نفرض مفاهمينا على الآخرين، ولكن بالإحترام المتبادل يمكّننا تعزيز التّعايش والشّراكة مع الأمم والثقافات والأديان. هذا ما تبشر به تعاليم الأديان السماوية الثلاثة."
وتطرّق الى مسألة القدس، فقال:"انّ تاريخ القدس معروف للجميع، كما أنّ هوية القدس وأهميتها ومكانتها معروفة أيضاً، لذا فإنّ النّهج الأحادي بالنسبة للقدس مرفوض، فإنّ إضفاء الصبغة القانونية على المصادرة والإحتلال بقوة السلاح وبانتهاك حقوق السكان المحليّين يخالف القانون الدولي."
أضاف:"في ما يخصّ القدس، لا يمكننا أن نتجاهل وقائع القانون الدولي وحقوق وتقاليد ومقدسات الديانات السماوية. يجب أن لا ننسى أنّ الكنيسة الأرمنية في القدس بها أيضاً حقوقها الخاصة. في عام 638، تأسّست البطريركية الأرمنية في القدس، وتربع على الكرسي البطريركي 97 بطريركاً ناهيك عن الكنائس الأرمنية وأماكن مقدسة للحج، فضلاً عن وجود الطائفة الأرمنية هناك، وانّ حقوق كنيستنا معترف بها تاريخيّاً وقانونيّاً، ولا يمكننا أن نتجاهل كل هذا بقرار أحادي يعلن بأنّ القدس عاصمة لإسرائيل. في الواقع، انّ هكذا مواقف يزيد من الظلم ويعطي المجال لأزمات وإشكالات جديدة بين الأديان والشعوب ويحد من عمليّة السّلام في الشرق الأوسط."
وختم:"بمناسبة عيد الميلاد المجيد نحض المسؤولين السياسيين والروحيين على معالجة القضية الفلسطينية والنظر في قضية جميع الشعوب التي عانت من الظلم والأزمات والإضطهاد؛ انطلاقاً من العدالة ومبادئ حقوق الإنسان وحقّهم في تقرير المصير."
وبعد القدّاس، استقبل المهنّئين في صرح الكاثوليكوسية.