العراق
01 تشرين الثاني 2024, 07:20

"ذكرى مؤلمة ومفجعة هي ذكرى شهدائنا الذين سبقونا": البطريرك يونان

إحتفل البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكيّ، بالقدّاس الإلهيّ بمناسبة الذكرى السنويّة الرابعة عشرة لمذبحة كاتدرائيّة سيّدة النجاة (أمّ الشهداء)، وذلك على مذبح كاتدرائيّة سيّدة النجاة عينها، في الكرّادة – بغداد، العراق. عاونه مار أفرام يوسف عبّا، رئيس أساقفة بغداد، ومار أثناسيوس فراس دردر، النائب البطريركيّ في البصرة والخليج العربيّ، بحضور المطران زاباريان مطران بغداد للأرمن الكاثوليك، والمونسنيور تشارلز لاوانجا القائم بأعمال السفارة البابوية في العراق، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس في بغداد. خدم القدّاس شمامسة أبرشيّة بغداد، وجوق كاتدرائيّة سيّدة النجاة، وفق ما ورد في موقع الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة الرسميّ.

 

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك يونان عظة بعنوان "طوبى للمضطهَدين من أجل البرّ"، قال: "موعظة الربّ يسوع على الجبل، فيها التطويبات التي تعطينا الخارطة طريق المسيحيّين أينما كانوا. ونحن نفتخر بأنّ الربّ يسوع يطوِّب المضطهَدين من أجل البرّ والحقّ والعدل والعبادة للإله الواحد".

كما أشار البطريرك إلى "أنّنا جئنا لنشارككم، أيّها الأحبّاء، في هذه الذكرى الرابعة عشرة لاعتلاء شهدائنا كرسي الشهادة في الملكوت. نعم، نحن الكنائس الشرقيّة، السريانيّة والكلدانيّة والآشوريّة والأرمنيّة، ننشد أنّ الشهداء يتكلّلون بالمجد عندما يدعوهم الربّ، على مثال المعلّم الإلهيّ الذي قدّم ذاته على الصليب. ففي الصلاة الفرضيّة، نرتّل أنّ الشهداء هم كالنسور يحلّقون في السماء: ܣܳܗܕ̈ܶܐ ܠܢܶܫܪ̈ܶܐ ܕܳܡܶܝܬܽܘܢ".

أضاف البطريرك: "إنّها "لذكرى مؤلمة ومفجعة، ذكرى شهدائنا الذين سبقونا، ولو أنّنا نفتقدهم بشكل خاصّ، أطفالاً ورجالًا ونساءً. وأذكر أنّني جئتُ في اليوم الثاني كي أشارك في هذه الآلام، آلام النكبة".

ولفت البطريرك إلى أنّ "القدّيس مار اغناطيوس الأنطاكيّ هو مِن الشهداء الأوائل ومن آباء الكنيسة، وهو اشتهر بكونه أحد آباء الكنيسة الرسوليّين، وهو تلميذ بطرس، وقد كتب سبع رسائل في طريقه إلى الموت في الكوليسيوم في روما. يقول اغناطيوس: أنا حنطة الله، ستطحنني أنياب الوحوش، لكنّني سأصبح خبزًا طاهرًا للمسيح. نعم، أيّها الأحبّاء، نحن، وإن كنّا نعاني ونتألّم، لكنّنا نعلم أنّ الربّ هو الذي يدعونا إليه، وفي السماء نلتقي، ونحن أبناء الرجاء. نعم، سنبقى، أيّها الأحبّاء، شعب الرجاء، ونرجو من شبابنا ألّا يشعروا بالفشل والخيبة في حياتهم".

وذكّر البطريرك بأنّ " البابا فرنسيس يدعونا في رسالته، إلى أن نعيش دومًا في الرجاء، على الرغم من الآلام والمعاناة والاضطهادات في العالم كلّه. لكنّنا ننفح على الدوام بالرجاء أولادنا، لا سيّما شبابنا، كي يظلّوا راسخين في أرض العراق العزيز، مهما واجهوا من صعوبات وعراقيل وتحدّيات في بحر هذا العالم".

ختم البطريرك عظته شاكرًا الجميع بقوله: "أطلب صلواتكم من أجل السلام في لبنان الذي يمرّ بوضع عصيب، ويتراجع من سيّئ إلى أسوأ. وللأسف الشديد، هذا البلد الصغير الذي كان قبلةً للشرقيّين جميعهم، لا سيّما للعراقيّين الذين يحبّونه، عليه أن يمرّ اليوم بهذه المحنة الأليمة. نسأل الربّ أن يملأ قلوبنا جميعاً رجاءً، لأنّه حاضر بيننا، كما في هذه الذبيحة الإلهية، بشفاعة سيّدة النجاة وشهدائنا الأبرار".

وبعد القداس، توجّه البطريرك مع موكب المؤمنين إلى مدافن الكهنة والشهداء في فناء الكاتدرائيّة، حيث ترأّس (خدمة) الشهداء، راحةً لنفوسهم، وطلبًا لشفاعتهم أمام منبر المسيح في السماء في جوٍّ روحيّ مهيب.