لبنان
26 تموز 2024, 09:30

"دراسة اللاهوت هي عمل للروح القدس": المطران إبراهيم

تيلي لوميار/ نورسات
نظّم معهد يوحنّا الحبيب لدراسة اللاهوت حفلًا لتخريج دفعة جديدة من طلّابه في مقام سيّدة زحلة والبقاع برعاية المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك وحضوره، وحضور الأب جوزف شربل، رئيس دير مار أنطونيوس الكبير وأساتذة المعهد وأهالي الخرّيجين.

 

توجّه المطران إبراهيم، في الحفل الذي على شرف خرّيجي معهد يوحنّا الحبيب لدراسة اللاهوت قال لهم: "هذا وقتٌ بارزٌ جدًا ومبارك في حياتكم.

من بعد دراسة اللاهوت، إكتشفنا مع الوقت أنّه حياة، كما قال البعض، هو وقتٌ يُعاش، هو عمل، هو بذل، هو تضحية، هو عطاء، هو محبّة فعليّة، هو انفتاح على الآخر، هو رفض للتعصّب، هو أشياء كثيرة جدًّا".  

أضاف المطران إبراهيم: "اللاهوت سرّ من الأسرار العميقة التي يصعب على الإنسان أن يكتشفها إذا لم يتأمّل، هو علم التأمّل، أي أن نغلق أعيننا ويركع القلب فينا. يقول هانس أورس فون بالتازار، وهو لاهوتيّ سويسريّ "ينبغي أن يدرَّس اللاهوت على الركبتين" أي ركوعًا. هو اختبار صوفيّ، هو اختبار روحيّ عميق بمعنى أنْ علينا أن نرحل أبعد من الحرف، أبعد من الكلمة، أبعد من المعنى المقروء، إلى المعنى الموحى، إلى المعنى الذي يحدّثنا فيه الربّ من القلب إلى القلب مباشرة، وهنا نبدأ نكتشف بأنّ هناك متناقضات، نحن نراها عكس ما تراها الحقيقة، على سبيل المثال لا الحصر".

تابع المطران حديثه: "اللاهوت هو توقّف عن التفكير، هو استراحة للعقل، هو عمل للروح، في بعض الأوقات علينا إراحة عقلنا لكي لا يأخذنا حيث هو يرغب بل نأخذه نحن إلى حيث نريد. اليوم، وحدهم الذين يستطيعون أن يتلمّسوا الحقائق والأسرار الإلهيّة الماورائيّة، من اختبارات شخصيّة بسيطة، يستطيعون أن يتوصّلوا إلى هذه النتائج العميقة، ويعرفوا أنّ الأعجوبة الكبرى هي أن نفقد البصر أحيانًا، وهذا أمر قد تتعجّبون منه...يسوع شفى العميان لكنّه علّمنا أيضًا أن نقرأ في الظلمة وفي العتمة، والواقع أنّ التجارب الصعبة والآلام والمحن التي عاشتها بلادنا على مرّ سنوات طويلة ولربّما عصور طويلة، علّمت الكثيرين أن يتقدّسوا في العتمة، حتّى إنّ الآباء القدّيسين، في بداية الكنيسة صلّوا في العتمة وأسموها الظلمة الإلهيّة التي يجب أن ينغمس فيها الإنسان ليصل إلى النور".

أضاف المطران: "اليوم يقول لنا بعض العلماء إنّ كثرة النور تتحوّل إلى ظلمة، والثقوب السوداء في الكون هي عبارة عن نور فائق الحدّ لا نستطيع أن نراه فنعتبره ظلمة....وإذا تعرّضنا لِنور قويّ جدًّا، علينا أن نضع حجابًا على أعيننا...

لكي نصبح لاهوتيّين، علينا أن نقع عن ظهر حصاننا وأن يكون هناك غشاوة على أعيننا، يجب أن نلتقي بحنانيا لكي، بقوّة يسوع، يعود إلينا البصر، والبصيرة قبل البصر".

أردف المطران قائلًا: "القدّيس بولس في هذه الرحلة البسيطة بين الوقوع عن حصانه ولقاء حنانيا، تحوّل من مضطِهد للمسيحيّين إلى أكبر لاهوتيّ في المسيحيّة، والجميل في الموضوع أنّه، عندما وقع عن حصانه، وقع أعمى، والأعجوبة الأولى التي قام بها كانت مع ساحر اسمه عليم يعتبر أنْ باستطاعته رؤية ما لا يراه الناس، والأعجوبة كانت بأن أعماه مار بولس، أفقده البصر وقال له " ستكون أعمى إلى حين" وعنما فتح عليم عينيه أصبح بجدّ عليمًا".