"حضور كاريتاس يعبّر عن شهادة رائعة لمحبّة المسيح": المطران سويف
في البداية، ألقت كاتيا رزق، رئيسة الإقليم السابقة كلمة شكرت فيها القيّمين على الرابطة والمطران سويف والأبوين عبود ورولان مراد، منسّق جهاز الأقاليم وعائلة "كاريتاس" إقليم طرابلس.
ثمّ كانت كلمة للمطران سويف رحّب فيها بالحضور... وعبّر عن "الفخر بالأب الرئيس ميشال عبود وبخدمته وديناميّته الروحيّة والفكريّة والعلائقيّة التي ساعدت مؤسّسة كاريتاس لتلعب دورًا مهمًّا وأساسيًّا".
وأشار المطران سويف إلى أنّ "هذا الحضور يعبّر عن شهادة رائعة لمحبّة المسيح"، شاكرًا "الخوري راشد شويري المرشد واللجنة السابقة واللجنة الجديدة التي ستحمل المشعل وتكمل المسيرة"، ومؤكدًا ما قاله الأب عبّود إنّ "من يدخل كاريتاس لا يمكن أن يخرج منها. هي مسألة جوهريّة وإيمانيّة، فمن دون المحبّة والعطاء الإنسانيّ، نموت إنسانيًّا".
شدّد المطران سويف على ثلاثة مصطلحات هي أساس رسالة كاريتاس وقضيّتها. كاريتاس تعني المحبّة، وهذه المحبّة يمكن عيشها من خلال أطر عدّة على المستوى الإيمانيّ، والاجتماعيّ، والفلسفي والأنثروبولوجيّ، والكيانيّ".
المصطلح الأوّل هو الإفخارستيّا فالكاهن في الكنيسة يقول: "محبة الله الآب ونعمه الابن الوحيد وشركة الروح القدس"، وبهذه الكلمات تتلخّص رسالة كاريتاس، فهي لقاء الجماعة المقدّسة حول المسيح القربان والمسيح الكاهن. الذي قرَّب ولا زال يقرِّب ذاته من أجلنا، ونحن كمعمّدات ومعمّدين نشترك بفعل القربان من خلال تقديم ذواتنا. فنقطة الانطلاق والوصول هي المذبح".
المصطلح الثاني هو "الكلمة"، التي من خلالها نجدّد ذواتنا وفكرنا الإنسانيّ، ومن خلال إعلان الكلمة، خصوصًا في إقليم طرابلس، نحن نشهد للكلمة المسيح من خلال عيشها وإعلان الإيمان بالمسيح، فهناك أناس ينتظرون لقاء المسيح ونحن بدافع الشراكة نقوم بنشر الكلمة عبر الخدمة في كاريتاس".
المصطلح الثالث هو "الدياكونيّة أي الخدمة". قال المسيح "ما جئت لأخدَم بل لأخدُم. فابن الإنسان انحنى وتواضع، فقبل أن يعلّم، كسر الخبز وأطعم الجياع. والخدمة في كاريتاس إنّما تتمثّل بالعطاء، ولكن بالأخذ أيضًا. إنّنا نعطي المحتاج ولكن في المقابل نأخذ ونتعلّم من غناه الروحيّ وإنسانيّته وكرامته، وهذه العمليّة إنّما هي عمليّة شراكة".
أردف المطران سويف قائلًا: "إنّ المسيح يعلّمنا احترام الإنسان وكرامته وبناء القضايا من أجل الإنسان، وتأمين الحاجيات بقدر المستطاع خصوصًا في إطار الدولة اللبنانيّة المنهارة. فالأهمّ هو لقاء الآخر، ليس فقط للحاجة المادّيّة، إنّما ليعود ويشعر بإنسانيّته واحترامه".
في ختام كلمته أكّد المطران سويف أنّ "رسالة كاريتاس تتمثّل بالانفتاح"، داعيًا الجميع إلى "تضافر الجهود خصوصًا في طرابلس من خلال التشاور والمباركة وتبادل الأفكار لنتمكّن من تشكيل فرْق وتأمين الحضور النوعيّ"، مشدّدًا على "أهمّيّة الروحانيّة وروح المحبّة التي ستقود المبادرات الجميلة".
hgl'vhk