لبنان
27 حزيران 2024, 09:30

"حضور الله في حياتنا وبيوتنا يذلّل الصعاب": الأب ميشال عبّود

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفلت رابطة كاريتاس لبنان بعيد شفيعها الطوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ بقدّاس إلهيّ في كنيسة القدّيسة ريتا- حرش تابت. ترأّس الأب ميشال عبّود، رئيس كاريتاس لبنان الذبيحة الإلهيّة وعاونه الأب رولان مراد، منسّق الأقاليم، الأب سمير غاوي، ممثّل الرهبنات الرجّاليّة في مجلس إدارة الرابطة، الأب شارل صوايا، المرشد العامّ لكاريتاس، بحضور أعضاء مجلس الإدارة، ورئيس إقليم المتن الرابع، ومسؤولين، وموظّفين، وشبيبة متطوّعين في الرابطة، وداعمين لها. خدمت القدّاس جوقة شبيبة كاريتاس.

 

تحدّث الأب عبّود بعد الإنجيل في عيد شفيع رابطة كاريتاس عن المناسبة وما تغنينا به في مسيرتنا الراهنة، فقال:"نحتفل اليوم بذكرى الطوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ... وسنتأمّل في نقاط عدّة، أهمّها ما نمرّ به في المنطقة والذي يسمّونه "وقت القلق" لأنْ لا استقرار في أي مكان في المنطقة ونحن نفكّر دائمًا هل تتطوّر الأمور (إلى الأسوأ)؟ هل ستندلع الحرب؟ هل سيعود الاستقرار؟ هل ستعود الأموال إلى أصحابها؟"

أضاف الأب عبّود قائلًا: "...ليس التعب في العمل على مدى ساعات، بل التعب في الجواب عن المرحلة المقبلة وماذا بعد؟ نحن نعلم جيّدًا أنّ ما نعيشه ليس متعلّقًا بنا بل بأشخاص يرسمون الخطط ولا نعرف ما هي أجندتهم. أقول هذا لأنّ الأب الكبّوشيّ عاصر الحربيْن العالميّتين الأولى والثانية وعاش القلق عينه، وعندما بدأ بتنفيذ ما يريد كان عنده هم واحد وهو نشر صليب الربّ لذلك بدأ على تلّة جلّ الديب المعروفة باسم "سيّدة البير"، ومنها إلى يسوع الملك، وهو رأى في الصليب القوّة من لدن الله. أمّا همّه الثاني فكان زراعة البرشان وتبشير الناس بالقربان وكان يقول "ازرعوا قربانًا تحصدوا قدّيسين"، لأنْ لا وجود لأّي مسيحيّ من دون وجود القربانه في حياته...وما يتميّز به القدّيسون هو أنّهم عاشوا (ويعيشون) راديكاليّين "ومش نص عنص".  

أردف الأب عبّود وقال: "أبونا يعقوب عمل، طوال حياته، على نشر الإنجيل أي رسالة المسيح الذي رآه في المهمّشين. أسّس مستشفى دير الصليب الذي يضمّ أشخاصً منهم من أمضى فيه أكثر من خمسين عامًا ومنهم من لا يعرف أهله، أسّس دير يسوع الملك فضمّ كهنةً متروكين ليس لديهم أيّ شخص يعتني بهم، وفي دير القمر مؤسّسة يعيش فيها مرضى أدركوا قيمة قلبهم وعقلهم لأنّهم كبروا من دون أطراف، بيد أنّ أشخاصًا محبّين أحاطوا بهم وخدموهم وجعلوهم يعرفون حقيقة الحبّ. إنطلق أبونا يعقوب بهذه المؤسّسات كلّها من دون رأسمال ثمّ بدأت الليرات تأتيه من مصادر عدّة، لكنّ المصدر الرئيس ظلّ العناية الإلهيّة، مثلما هي الحال في كاريتاس. وهذا دليلٌ على أنّ التقوى تفيد في كلّ الأمور، فمن يصلّي يرتاح نفسيًّا وروحيًّا وفكريًّا وجسديًّا، لذا علينا أن نضع الله في أولى أولويّاتنا مهما كثرت الانشغالات".

أضاف الأب عبّود:" عندما نكرّم القدّيسين، نحن نكرّم الربّ الإله الذي جذبهم فالتصقوا به وشابهوه وقد قال يسوع "من يؤمن بي يعمل ليس أعمالي فقط بل يعمل أعظم منها"، ونحن عندما ننظر إليهم ومن خلالهم إلى مَن قدّسهم أي يسوع المسيح فليكونوا مثالنا، أولم يقل القدّيس بطرس:"اقتدوا بي كما اقتدي أنا بالمسيح"، ولا ننسَ أنّ شعارنا هو "أنت أيضًا تستطيع أن تكون قدّيسًا..."

وختم الأب عبّود بالقول:"عندما يكون الله حاضرًا في البيت لا تقف أي قوّة أمام نعمة الله مهما اشتدّت الصعوبات لكن بشرط أن نسلّم أنفسنا للربّ، واليوم بشفاعة الأب يعقوب الكبّوشيّ نسلّم رابطة كاريتاس والمحسنين إليها جميعهم وكلّ من يعمل فيها إلى الربّ لنعمل إرادته ونعتمد على عنايته من جديد كما كنّا من عشرات السنين وهو سيبقى معنا، له المجد إلى الأبد."